قطاع الإرشاد يدشن برنامج دبلوم البناء الفكري للخطباء والدعاة في حضرموت مكتب المبعوث الأممي يلتقي بمؤتمر مأرب الجامع ويؤكد حرص الأمم المتحدة الاستماع إلى الأطراف الفاعلة مجلس القيادة يجتمع ويناقش عدة ملفات في مقدمتها سعر العملة والتصعيد الحوثي بالجبهات بترومسيلة بحضرموت تعلن نجاح تشغيل وحدة تكرير المازوت بمناسبة اليوم العالمي للجودة...جامعة إقليم سبأ تدشن فعاليات أسبوع الجودة اعتذار رسمي في ايطاليا بسبب القدس من هو ''أبو علي حيدر'' العقل الأمني لحزب الله الذي فشلت اسرائيل في اغتياله؟ رصد طائرات مسيرة ''مجهولة'' تحلق فوق 3 قواعد تستخدمها أميركا في بريطانيا صحيفة أميركية تتوقع أن يوجه ترمب ضربات تستهدف قادة الحوثيين وتُعيد الجماعة إلى قائمة الإرهاب مستجدات حادثة العثور على حاخام يهودي ''مقتولاً'' في الإمارات
في البداية خذوها فتوى مني
لا تقبل الشعوب توبة نظام يغرغر
ولاتفيدهم توبة حين يبدؤون بلفظ أنفاسهم الأخيرة ..
ومع ذلك
وللأسف الشديد !!!
فإن الأنظمة الديكتاتورية الإستبدادية
لا تتوب إلا حين يحاط بها .
والسبب أن آليات الفهم لدى هذه الأنظمة تتسم بالبطىء الشديد والبيروقراطية التي تعيق عملية الإستيعاب للمتغيرات التي تدور حولها .، لأن العقل الجمعي للنظام الحاكم يتكون من تركيب معقد وشبكة مترابطة من أجهزة أمنية وبوليسية وقيادات عسكرية ونخب سياسية حزبية فاسدة وطبقة من البرجوازيين ورجال الأعمال ، وثلة من المثقفين والمنتفعين ..
هذا التنوع الغير حيوي يؤدي إلى حالة من التبلد وعدم استشعار الخطر إلا بعد فوات الأوان ..
فحتى عندما حدثت ثورة تونس قالت كثير من الأنظمة القمعية العربية لشعوبها : لسنا تونس ....
وكانت مصر واحدة ممن قالوا هذا القول واليمن بالطبع ... وعندما حدث ما حدث في مصر أصر الباقون أنهم ليسوا مثلها .
وهذا التبلد والترهل انعكس في بروز استجابات آنية تهدف فقط لامتصاص الصدمة ليس إلا ، فمن رفع للرواتب ، إلى تغييرات حكومية شكلية ، إلى وعود صورية لإصلاحات لن تنجز . ..
وستستمر الأنظمة في غيها حتى إذا ما أيقنت أنها تنهار وتفككت تلك الشبكة التي تعيق الفهم ، تصل الرسالة ولكن بعد فوات الأوان ..
لذلك فإن المراهنين على أن ما حدث في مصر وما سيسفر عنه قد يفضي إلى حالة من الفهم الجماعي لدى الأنظمة العربية هم واهمون ولا يدركون البنية المكونة لهذه الأنظمة ...
فكل الأطراف التي تشكل شبكة النظام في أي بلد من هذه البلدان القمعية توحي لصانع القرار الأول بخصوصية البلد ...
ففي اليمن ورغم الهلع الذي انتاب النظام مما حدث في تونس ومصر إلا أن ما قدمه لا يعدو عن تصريحات شكلية للغاية تتعلق بعدم التأبيد وعدم التوريث ...
ولا داعي للحديث عن عدم التوريث لأن كل مفاصل المؤسسة العسكرية مسندة إلى الورثة أصلا ، أما عدم التصديق بقضية الترشيح فمرده إلى تاريخ طويل من عدم الثقة المتبادلة بين الحكام والشعوب ، ليس في اليمن وحسب بل في كل الدول الشبيهة .
الاقتصار على التصريحات المرتجفة التي لم يعقبها أي فعل صادق تجلى في السعي إلى إفشال مظاهرة المعارضة في صنعاء بذات الآلية التي تمت في مصر بالدفع نحو الصدام بين الجماهير عبر احتلال ميدان التحرير قبل يوم من المظاهرة وتسليمه للمواليين، لولا حكمة المعارضة وتجنب الصدام في اللحظات الأخيرة ..
النظام لن يحدث تغييرات جوهرية مطلقا لأن الشبكة المعقدة إياها ستحول بين رأس النظام وبين الفهم ..
فالبعض سيقول له الشعب يحبك ولم يكن يحب زين العابدين ولا حسني مبارك ، البعض سيقول له أنت قدمت منجزات وأهمها الوحدة والشعب يقدر هذاالمنجز عاليا ، البعض سيحدثه عن القبلية في اليمن والتي ستهب لنجدته، البعض سيشرح له دور الجيش الذي يمسك بزمامه ، البعض سيخبره عن نسبة الجهل والأمية المتفشية في أوساط الشباب اليمني وعدم انتشار استخدام الإنترنت والفيس بوك، البعض سيحدثه عن القات وأثره في تثبيط الهمم ...
وستتوالى التغذية بالمعلومات المظللة المعيقة للفهم والمؤدية إلى الخلوص إلى انتهاج نفس الأساليب التقليدية دون الإقدام على خطوات تنزع فتيل الأزمات ...
ثم إذا غاصت الميادين بالشباب المطالبين برحيل النظام وبشكل لا رجعة فيه ( هو يمشي ... مش حنمشي ) و ( ارحل يعني امشي ... يمكن مابيفهمشي ) يبدا مسلسل تقديم تنازلات حقيقية وتبدا طقوس التوبة المتأخرة والتي تفتح شهية الجموع نحو المزيد وصولا إلى الرحيل الذي لم يرض إلى الآن جماهير تونس التي مازالت تطالب باجتثاث اذناب النظام ... بغرض تفكيك الشبكة المكونة له ..
نسال الله أن يلهم راس النظام للتخلص من أجهزة التشويش التي تحيط به والتي تمنع استقبال رسالة الجماهير بالشكل الصحيح وهي ذات الاجهزة التي قال عنها زين العابدين انها ظلللته والتي أوقعت حسني مبارك في مأزق كبير حين هيجت الجماهير عليه بعد ان كانت قد تعاطفت مع خطابه الأخير ...