الرئيس اليمني في اتصال هاتفي ...!
بقلم/ علي بن عبدالله
نشر منذ: 13 سنة و أسبوع و يوم واحد
السبت 19 مارس - آذار 2011 07:11 م

صب الرئيس اليمني غضبه على جواله , فأردى جواله قتيلًا , وقد تفرقت أعضاءه اشلاءًا متناثرة , وذلك بعد فشله الذريع , في تفريق جموع المعتصمين الباحثين عن الحرية .

والذين ما زادتهم آلة العنف والقتل إلا تماسكًا وثباتًا وتكاثرًا غير مسبوق النظير , مما أذهل الشرفاء في حزبه فقدموا إستقالاتهم من الحزب وأعلنوا تأييدهم للثورة الشبابية .

فقدأجرى الرئيس اليمني مكالمات هاتفية مع رفقائه زعماء العرب , يستنجد بهم ويستغيث ويستفيد من خبراتهم في كيفية مواجهة الثورة السليمة .

حيث أجرى أول أتصال للرئيس التونسي المخلوع بن علي , ليحمله المسؤولية الكاملة فيما يتعرض له زعماء العرب , لكنه ولو أول مرة يسمع الرد الآلي لشركة الإتصالات التونسية ( الرقم مطلوب مطرود حاليًا , الرجاء عدم الإتصال مرة أخرى ) .

فأجرى اتصالًا ثانيًا للرئيس المصري , ليستفيد من خبرته في قمع الثورة , لكنه تفاجئ برد رسالة صوتية من شركة الإتصالات المصرية ( الرقم المطلوب خارج نطاق التغطية , وتحت العناية الفائقة , فضلًا سجل رسالتك الصوتية , وسيتم الرد بعد سماعها إن فاق من الغيبوبة ) . وقد كانت هذه أول مرة يحول فيه الرئيس المصري جواله للبريد الصوتي .

وبعد ثورة غضب درات في ذهن الرئيس اليمني , أسرع في الإتصال بالقذافي , فكان رد شركة الإتصالات الليبية ( الرقم المطلوب في حرب تدمير الشعب , الرجاء الإقتداء بي في محاولة تدمير الشعب , ولا تحاول الإتصال بي مجددًا فأنا مشغول ) .

ثم قام الرئيس اليمني بغسل وجهه , ليهدأ من ثورة غضبه وخوفه على أمواله الطائلة , فأهتدى إلى الإتصال بعاهل البحرين , الذي رفض أن يجيب على الإتصالات المتوالية , وأكتفى بإرسال رسالة نصية مفادها ( أنا في ورطة لا تتصل بي , أرجوك سامحني ) .

وقد أرسل السلطان العماني رسالة قريبة منها غير أن فيها ( حاول الإتصال بالملك السعودي , وأنظر حلًا لي ولك فهو لا يجيب على أتصالاتي لأنشغاله باستقبال تهاني شعبه لرجعه سالمًا إليهم ) .

فقال الرئيس اليمني لنفسه ( أنسى الموضوع يا علي , لم يجب على السلطان العماني , فمن المستحيل أن يجيب عليك , وأنت قد كنت سببًا لزعزعة النظام السعودي مرات عديدة ).

ولكنه لم يفقد الأمل فقد أجرى إتصالات عديدة إلى بقية الزعماء , فتفاجئ أن كل جوالتهم الخاصة مشغولة بشكل دائم ومستمر .

وقد ترك بعضهم رسالة صوتية آلية (( الرقم المطلوب مشغول في الوقت الحالي , ليبحث عن مخرج له ولأمواله من موضة الثورات العربية , الرجاء في حال توصلك لمخرج , الضغط على رقم واحد لإرسالة رسالة صوتية , أو الضغط على رقم 2 لإرسال رسالة نصية , أو الضغط على الزر الأحمر إذا كنت تطلب مني المساعدة )) .

فلم يجد الرئيس اليمني سوى أن يصب ثورة غضبه وخوفه إلا على ثورة الشباب السلمية , بالقتل والعنف والتهديد بالصوملة والأفغنة .

ولما لم يهدأ ... قام بكسر جواله

فهو لأول مرة يسمع الرد الآلي لشركات الإتصالات المختلفة ...!

الرقم المطلوب .. مفصول , مشغول , خارج نطاق التغطية...!

ALIALDRBI@GMAIL.COM