آخر الاخبار

رئيس مقاومة صنعاء الشيخ منصور الحنق يوجه مطالب عاجلة للمجلس الرئاسي بخصوص جرحى الجيش الوطني .. والمقاومة تكرم 500 جريح تفاصيل يوم دامي على الحوثيين في الضالع وجثث قتلاهم لاتزال مرمية.. مصادر تروي ما حدث في باب غلق بمنطقة العود اليمن تبتعث ثلاثة من الحفاظ لتمثيل اليمن في المسابقة الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته بجيبوتي قصة موت جديدة تخرج من سجون الحوثيين.. مختطف في ذمار يموت تحت التعذيب ومنظمة حقوقية تنشر التفاصيل واحصائية صادمة حملة إلكترونية لإحياء أربعينية مدير دائرة التصنيع الحربي اللواء مهندس حسن بن جلال تعطل كافة أنظمة السداد الالكتروني شركة الاتصالات اليمنية تليمن ويمن نت.. تفاصيل الاسباب قائد الأسطول الأمريكي يتحدث عن السبب الذي يجعل موعد انجاز مهمة القضاء على خطر الحوثيين بالبحر الأحمر غير معروفا حتى الآن؟ القيادي الحوثي يوسف المداني يعترف : كل عمليات التفجير لمنازل خصوم المسيرة تتم بتوجيهات عبدالملك الحوثي وهو من يحدد موعد التفجير- فيديو بخسارته من الإمارات 3-0.. هل تضاءلت فرص المنتخب اليمني في المنافسة؟ الحكومة تعد لمشروع لائحة جديدة تنظم أوزان نقل البضائع على الشاحنات

هل نعتبر أم نكون عبرة أخرى؟؟
بقلم/ محمد راوح الشيباني
نشر منذ: 13 سنة و شهر و 18 يوماً
الأحد 06 فبراير-شباط 2011 05:30 م

ليس من العدل والأمانة الدينية والإنصاف الأخلاقي على الأقل إنكار أي شيء تحقق في عهد الأخ الرئيس/علي عبد الله صالح وبالذات في مجال الطرقات وعدد الجامعات لكن إعلام الحزب الحاكم جعل الناس تكفر بما تحقق رغم أهميته بسبب كثرة الترديد والمنّ بها إلى درجة المعايرة وكأنها منحة وهبة من المال الخاص وليس غيض من فيض خيرات الوطن وثرواته.. ويكاد هذا الإعلام غير المسئول أن يقول للناس كنتم عراة فألبسناكم وجياعا فأشبعناكم ومرضى فداويناكم وفقراء فأغنيناكم..لكن اليوم وبعد ثورتي (تونس ومصر) المجيدتين بدأ (صقور)الحزب الحاكم يحاولون تغيير جلودهم وألوانهم ليصبحوا بين عشية وضحاها (حمائم ) سلام يخافون على الوطن وأمنه واستقراره وهذا التقمص الجديد ضد طبائعهم الحقيقية التي عرفناهم بها..

لذلك نجدهم بعد التوجيهات الأخيرة من الأخ الرئيس بعدم التصعيد يتشبهون بالوعاظ والزهاد ويحاضرون في حب الوطن والفضيلة والشرف وحرمة المال العام (علي غيرهم) ويؤكدون على أهمية الاصطفاف والتوحد لمواجهة المؤامرات والدسائس التي يحيكها سكان كوكب (زحل) ضد الوطن..وهم الذين كانوا حتى ساعة متأخرة من التوجيه ينفخون نار الفتنة ويتجاوزون كل القوانين والأعراف والأخلاق العامة حين يتباهون بتحدي عجيب بانتخابات من طرف واحد بدون أدنى خجل أو حرص على الوحدة الوطنية..لكن ثورتي (تونس ومصر)العظيمتين أعادت لهم بعض الرشد والصواب ولو من باب الخوف على مصالحهم ومراكزهم وليس القناعة بضرورة إشراك الآخرين في تحمل المسئولية الوطنية فلجاؤا إلى التكتيك المرحلي كعادتهم في التهدئة والرهان على الوقت ريثما تتضح الصورة ولم ينتبهوا إلى الرهان على الوقت لن يكون في كل مرة وفق أهوائهم ورهانهم..فهم أمام خيارين الأول إن بقي (المومياء) المحنطة في مصر ولم يرحل كما رحل (زين الهاربين) من تونس فسوف يصرون على انتخاباتهم الأحادية رغم كل شيء ويتمثل الخيار الثاني في حالة أن خلعت الجماهير المصرية (ديناصورها) فربما يفكرون برمي بعض الفتات في موائد اللئام مكرهين لا أبطال في محاولة أخيرة بائسة لإقناع بقية القوى السياسية إلى انتخابات مفصلة نتائجها سلفا لإعادة إنتاج الوضع القائم من جديد.. لم يعتبروا ولن يتعضوا أن ما حدث في مصر هو نتيجة طبيعية للانتخابات المزورة من طرف واحد من قبل (الحزب الوطني) الذي تنافس مع نفسه فكان هذا الخراب الذي لم نشاهد من (الجمل) حتى الآن سوى أذنه ريثما ينقشع الغبار وتظهر الصورة الحقيقية الفادحة الضرر لما جرى في مصر العزيزة والغالية بالذات على قلوبنا نحن اليمانيين..ومن المفارقات العجيبة أن ما يسمى بأحزاب الأغلبية أو البلطجية الحاكمة التي تهاوت تباعا في (تونس) و(مصر) والسبحة تكر في الانفراط أننا لم نشاهد أي تواجد لهم في الشارع ليدافعوا عن النظام والحزب الحاكم..هربوا مثل الجرذان المذعورة وذلك هو حال لصوص الأوطان في كل مكان وزمان حين يصحو الشعب ويسترد حقوقه من ناهبيه..

أعضاء وقيادات الأحزاب الحاكمة في أي بلد هم الأعرف والأدرى بكل موجودات الدولة ومحفوظاتها وخزائنها لذلك يقومون بنهبها ثم إحراقها كل فيما تحت عهدته ومعرفته لكي يلقون باللوم بعد ذلك على المواطنين الغاضبين بينما الحقيقة تقول أن النهابة من بعض المواطنين بالكاد ينهبون ما تيسر أمامهم من المحلات والمعارض في الشوارع فقط وذلك حدود قدرتهم ومعرفتهم..لكن قواعد وقيادات الأحزاب الحاكمة في النظم (الاستبدوقراطية) ونحن ليس استثناء أسياد ومدارس بل جامعات في اللصوصية والنهب للممتلكات العامة سواء أثناء عملهم أو أثناء الثورات الشعبية.. في الآونة الأخيرة أغرقـتـنا رسائل (الموبايل) المبشرة بالترقيع على شاكلة اعتماد (500) ألف حالة جديدة للضمان الاجتماعي بإجمالي مبلغ (22) مليار ريال أي بمتوسط (44) ألف ريال للحالة الواحدة فهل بعد هذا (الـهـلـس)عقل؟؟ ورسالة أخرى تقول بإعفاء الطلبة من دفع بقية الرسوم الجامعية الموازية وغيرها من الرسائل على هذه الشاكلة!!مع العلم أن إجمالي ما سيتم دفعه لما يسمى بإستراتيجية الأجور وحدها بلغت (89) مليار ريال أي ما يعادل (414) مليون دولار كلها ستذهب مجرد زيادة في الأجور ليس لها أي قيمة حقيقية لأنها ستتلاشى وتتبخر بمجرد أدنى اهتزاز قادم لسعر صرف الدولار أمام الريال في الجرعة القريبة القادمة على أحسن الأحوال.. مجرد ترقيع بمسكنات (البندول) التي تسكن الوجع ولا تعالج المرض وستؤدي قريبا إلى خرق أوسع غير قابل للترقيع..وهذا يذكرني إلى ما فعلته بريطانيا قبل رحيلها من (عدن)عام1967م عندما رفعت مرتبات الموظفين المحليين إلى أعلى حد لإرهاق من سيأتي بعدهم وقد حدث ذلك فعلا..ورسالة أخرى تقول بإعفاء الطلبة الأيتام من رسوم الجامعات!! يعني أن أي إنسان على قيد الحياة ومعه خمسة أبناء سيكون عليه الانتحار حتماً لكي يتم قبول أولاده مجانا بصفتهم (أيتام) حسب القانون الجديد !! فعلا إذا غضب الله على قوم سلبهم عقولهم!! بينما كان المفروض إلغاء الرسوم الجامعية نهائيا خصوصا إننا في بلد تعول كثيرا على التعليم الجامعي بالذات للحاق بالآخرين..

لكننا نصرف المليارات بسفاهة لا حدود لها للاحتفالات الفنتازية بدون طائل ونبخل بمجرد عشرها على التعليم والصحة والتأهيل والتدريب المهني.. الشعب حين يكون بدون عمل أخي الرئيس يكون في عداد الموتى وليس الأحياء ويكون كل أبنائه وبناته عمليا في حكم الأيتام فلا داعي للاستثناءات غير المدروسة جيدا.. إن دولة إسلامية مثل (ماليزيا) على أتم الاستعداد لتزويد اليمن بـ(10) ملايين نخلة صغيرة من أشجار زيت النخيل بأسعار رمزية أو نصفها مجانية لزراعتها على امتداد الشريط الساحلي من أقصى شمال (الحديدة) إلى أقاصي (المهرة) وسيتكفل الإخوة في مجموعة/هائل سعيد انعم وشركاه بشراء المحصول كاملا كما يفعلون في (ماليزيا ونيجيريا)وتسويقه عالميا وهم رواد بتفوق في هذا المجال عالميا..

وهذه الخطوة وحدها كفيلة بخلق عشرات الآلاف من فرص العمل وخلال اقل من بضع سنوات سنحتاج إلى استيراد عمالة أجنبية إضافية لحصاد وجمع المحاصيل وإقامة معامل تكرير عملاقة في الحديدة وعدن وحضرموت لاستخلاص الزيت الخام وتصديره وتغطية السوق المحلية ومثله في زراعة القطن في سهل (تهامة) ودلتا (أبين) وكذلك الذرة بكافة أنواعها وجميعها بإمكاننا استخلاص زيوت نباتية منها أيضا إلى جانب زيت النخيل ولدينا مصنع زيت بذرة القطن جاهزا في الحديدة منذ منتصف السبعينات كما هو جديدا..ناهيك عن زراعة الشعير والقمح في المناطق الوسطى والجوف ومأرب وحضرموت..نحتاج أخي الرئيس إلى تنفيذ مشاريع إستراتيجية بدلا من إستراتيجية الأجور العقيمة.. نحتاج إلى إنعاش وتشجيع الصناعات التحويلية والمتوسطة التي تعتمد على المحاصيل الزراعية اليمنية وليس المستوردة.. نحتاج إلى إنشاء المزيد من الحواجز المائية لحجز السيول الموسمية في (تهامة وأبين) للري .. نحتاج إلى ورش ومصانع تصنيع وتجميع الآلات الزراعية والمعدات والسيارات غير الفاخرة والأجهزة الكهربائية الرئيسية والشائعة الاستخدام فهذه صناعات في متناول الأيدي إذا أحسنا التخطيط والتدريب والتواصل مع دول سبقتنا قريبا في هذه المجالات مثل الشقيقة مصر وسوريا وكوريا الجنوبية والصين وماليزيا وباكستان واليابان وعلاقتنا جيدة جدا مع كل هذه الدول..علينا أن نجرب التفكير الاستراتيجي ولو لمرة واحد بدلا من سياسة الترقيع البليدة..

إن التنمية البشرية في التأهيل والتدريب العملي الصناعي والزراعي هو الحل السحري الأمثل لامتصاص البطالة وإيجاد فرص العمل وليس إستراتيجية وزيادة عدد حالات الضمان الاجتماعي المهينة وغير المفيدة..إستراتيجية العمل وإقامة المشاريع الإستراتيجية المستقبلية على المدى القريب والمتوسط والبعيد هو الأولى بالتفكير وليس إستراتيجية الأجور التي ستزيدنا جوعا إلى جوعنا الحالي..إننا نطالب بإعفاء وعزل مثل هذه العقليات البليدة عن مواقع المسئولية التي تنتج لنا هذه الأفكار العقيمة وتكبل الوطن بأفكارها الصبيانية الطائشة وبهذه الكوارث الاقتصادية المفجعة.. فقد تعبنا من سياسة الترقيع و(البندول) وحكاوي الحوار التي لا تنتهي أبدا كحكايا (شهريار) لشهرزاد.. ولن نقول لك أخي الرئيس ارحل كما قال التونسيون والمصريون ولكننا سنعترف لك بالجميل مدى العمر لو استبقت الأمور قبل خروجها عن السيطرة وأعلنت تشكيل حكومة وحدة وطنية بمعيار الولاء لليمن وليس للمؤتمر أو اللقاء المشترك.. حكومة وحدة وطنية تتولى تصحيح جداول الناخبين أولا والإعداد لإجراء انتخابات برلمانية حقيقية لا صورية من طرف واحد.. حكومة يكون وزرائها حسب الكفاءة والولاء للوطن واليمن أولاً وأخيرا وليس المؤتمر.