آخر الاخبار

بلا حياء.. الحرس الثوري الإيراني: أيدينا مكبلة ولسنا في وضع يسمح باتخاذ إجراء ضد إسرائيل تقرير أممي :8 % من الأسر بمناطق سيطرة الحوثيين تعتمد على التسول من أجل الحصول على الغذاء واشنطن تتحدث عن اصطياد هدفاً حوثياً إضراب شامل يشل مصانع المياة المعدنية في صنعاء ومصادر مأرب برس تؤكد : إضراب مرتقب لمصانع أخرى دعاية الحوثي فرط صوتية ..تقرير أمريكي ينسف رواية المليشيات:دولة عظمى أرسلت للحوثيين صواريخ كروز مضادة للسفن حملة عسكرية من قوات العمالقة ودفاع شبوة تصل الصعيد لإيقاف حرب قبلية تدور رحاها بين قبائل المقارحة والعوالق كيان موالي للمجلس الانتقال الجنوبي يعلن اعتزامه إنشاء شبكة حوالات موازية للشبكة الموحدة التي أسسها البنك المركزي مركز سعودي عالمي ينجح في إزالة أكثر من 18 مليون محتوى متطرف من «التلغرام» وزير الدفاع السعودي يصل تركيا وأردوغان يعقد معه لقاء مغلقا في المجمع الرئاسي . ملفات الأمن والتعاون المشترك .. تفاصيل الملك سلمان بن عبدالعزيز يصدر توجيهات ملكية بمنح 60 مواطناً ومواطنة بينهم أميرة وقيادات عسكرية ومواطنيين ميدالية الاستحقاق لتبرعهم بالدم

الصحفي والمخبر ولعبة المتاهة..!
بقلم/ كاتب/رداد السلامي
نشر منذ: 15 سنة و 10 أشهر و 23 يوماً
الخميس 07 أغسطس-آب 2008 10:58 م

كالفراش المبثوث وكالعهن المنفوش ينبث رجال الأمن القومي" المخبرين الجدد" في أوساط المثقفين وخصوصا الصحافيين والكتاب ، مدججين باعتقاد مفاده أن الصحفي يمتلك معلومة هامة، غير أن غباء القومي يتجلى حين يمارس لعبة خطرة مع صحافي "ملاوع" ومحترف، إذ أنه سيدخله في لعبة المتاهة المشبوكة بالشك ، والتشتيت وعدم اليقين ، وهواجس المؤامرة المتوهمة.

لكن خطورة ذلك أيضا تنعكس سلبا على صانع القرار الذي يبني خطابه وسلوكه السياسي على معلومة هشة ، ومموهة في الغالب، وعليها أيضا يصنع سيناريوهاته ، ويهندس سياساته، مما ينشأ عنه ارتباك في أداءه.. ويعرقل تقدم المجتمع بعيدا باتجاه سلبي معاكس لما يفترض أنه الأصوب ، والأجدى ..وبالتالي تكون ردة الفعل الأمنية والعسكرية خارجة عن وظيفة وجودها الحقيقية التي كان من المفترض أن تؤديها، فيختلق خصوم مفترضين ، أو محتملين، لم يدخلوا النظام السياسي يوما قاموس تفكيرهم .

المخبر كالسياسي : تنبؤي ..يعيش يقضة الاحتمالات وهواجس التوقعات وخيال المؤامرات، فيما الصحفي أو الكاتب ، مثقف ، لا يحتكر المعلومة الصحيحة أو القريبة إلى الصحة ، ويشترك مع القومي بأنه يبحث عنها لكنه يختلف عن القومي في أنه يقوم بضخها كما هي ومن اين وجدها، وبالتالي يقوم بتحليل تلك المعلومة ، وربطها وفق معطيات موضوعيه توفرت لديه، وهنا يُعنصر الصحفي أو الكاتب من قبل المخبر ، ويصنف سياسيا وتراقب حركته ، ويدخل دائرة الاهتمام الأمني ، والاستقطاب المركز ، وكل ما يكتبه معلومة هامة، ولها أساس ، ولأنه قومي غوغائي محكوم بوعي العادات وحكاوي الجدات والأمثال فإنه يؤمن بالمثل الشعبي المشهور " ما كليمه إلا من كلام" ، وبذلك تكثف الرؤية الضبابية ذاتها في تفكير القومي وتتعدد مراقبته ..وتتسع دائرة الخصوم والأعداء المفترضين والمحتملين ، ويبدو في النهاية جهاز معطل وخطير على النظام السياسي الحاكم ذاته، إذا يوسع من أعداد ضحاياه، وتزداد دائرة الخصوم وخصوصا النخب الفكرية والثقافية المؤثرة مجتمعيا والمشكلة للذهنية الجماهيرية، لتزداد نبرة التحريض المكثف ضد استبدادية النظام وقمعه بسبب الانتهاكات المستمرة التي طالت البعض ، بفعل شكوك وأوهام لدى القومي الذي أدخله الصحفي دون قصد ربما دائرة المتاهة ، لينتهك الحقوق والحريات بدافع وجود احتمال ما يستحق أن يقمع، أو تحت حجة أداء واجب وطني ، وربما دوافع سياسية ، دعمتها شبهة أو معلومة أنتجها هو ، التقطها ليشرعن الاعتداء والانتهاك.

إنها متاهة خطرة، فالصحفي ليس مصدر معلومة خام، قد يكون هو أيضا واقع في متاهة مزدوجة ، إذ ينشر إشاعة مظللة بثها المخبر المدجج بأيدلوجيا المؤامرة المحاكة لتحقيق هدف سياسي في نفس يعقوب..!!

غير أن الصحفي قد يكون أكثر مصداقية ، لأنه علني الطرح وذلك حق له ، وما يكتبه لا يحتكره ، وبالتالي فهو مشاع وقابل للأخذ والرد ، لكن الأمن القومي ، إشاعي ومصدرا لمريج المعلومة التي لا تمثل الحقيقية فيها نقطة صغيرة لدس السم في العسل.