عن سيناريو المؤامرة في جامعة صنعاء
بقلم/ طارق مصطفى سلام
نشر منذ: 10 سنوات و 5 أشهر و 25 يوماً
الثلاثاء 01 أكتوبر-تشرين الأول 2013 05:11 م

لا يخفى عن أي مراقب حصيف للأحداث وراصد لبيب للوقائع حقيقة ما يحدث في جامعة صنعاء في الفترة الاخيرة الماضية بحيث يمكنه بكل بساطة كشف حقيقة المؤامرة وخيوطها العديدة والمتداخلة والتي تحيكها في الظلام بؤر الفساد ولوبي النفوذ في جامعة صنعاء وينفذها في غفلة وضلال ما يسمى اتحاد الطلاب وزعيمه المخضرم في قيادته المدعو رضوان مسعود.

ولكن في شيء من التدقيق تنكشف التفاصيل الدقيقة لخيوط المؤامرة الخبيثة فنجد أن من يخطط لها ويقف ورائها داعما هي قيادات فاسدة لحزب عريق يدعي أنه مع الشفافية والديمقراطية ويرفض التآمر والاقصاء وأنه من قاد الثورة والتغيير ويحرص على المشاركة والبناء ويسعى لتحقيق العدالة الانتقالية والانسانية ويعمل من أجل التسامح والاخاء ويرفع شعار الدين لله والوطن للجميع ثم نجد قياداته الانتهازية والفاسدة في الخفاء ومن خلف الكواليس تعمل خلاف ذلك تماما! .

نعم نجد ذلك الحزب العتيد يتناقض تماما في الواقع العملي وعلى صعيد الممارسة الميدانية مع ما يعلنه من شعارات بصوت عالي وما يوقعه من عهود ومواثيق كافة امام الملاء وكاميرات القنوات الفضائية المحلية والعالمية وفي فترة زمنية قصيرة لم يجف فيها بعد حبر الورق الذي كتب عليه ليعود عاجلا ويتنكر لها في جحود غريب وغرور عجيب ! .

وليكون حديثنا خالي من الغموض دعونا نضع النقاط فوق الحروف ونسمي الاشياء بمسمياتها وهدفنا الوحيد في ذلك منع شريك أصيل ضل به السبيل وأوشك على السقوط في المحذور ومنع جريمة على وشك الوقوع من خلال الاستمرار في مسلسل الاقصاء والاستحواذ والدفع بالعناصر الفاسدة أو غير المؤهلة وغير الكفؤة إلى المواقع العليا والقيادية ومعيارها الوحيد في ذلك الانتماء الحزبي والولاء الشخصي للأفراد و للقيادات الحزبية والرصيد النضالي ومدة فترة الاعتقال !.

نعم نحن نعني في كل ما سبق ذكره تلك القيادات الفاسدة والانتهازية لحزب الاصلاح ذو التوجه الاسلامي ( اخوان اليمن) وممارساتها السلبية في العهد الجديد عهد الثورة والتغيير التي كانت هي أخر الملتحقين بهِ بعد أن رفعت شعار المهادنة والاصلاح للنظام السابق في مواجهة الحشود الهادرة لطلائع الثورة الناهضة في وجه نظام أفل نجمه بعد أن نقض عهده وفسد حكمه لنجد فجاءة تلك القيادات الفاسدة المترددة في الانضمام إلى صفوف الثورة الفتية قد قفزت لصفوفها الأولى واستولت على قيادتها الرئيسة ثم ها هي تحاول الأن توجيه دفتها ومسارها والانفراد بنهجها وقراراتها للاستحواذ على خيرها وجني ثمارها دون عامة الشعب بعد أن تم لهم اقصاء رعيلها الأول من الرواد والمناضلين وهم من كانوا جنودها المخلصين السباقين إلى الساحات و الميادين !.

وعلى هذا الصعيد والمنوال وفي ذات النسق والسياق سعت تلك القيادات الانتهازية والفاسدة (في حزب الاصلاح الحليف والشريك في الثورة والتغيير والعهد الجديد) وفي توجه اقصائي مريب للاستحواذ والسيطرة على ادارة جامعة صنعاء من خلال وضعه خطة خبيثة للإطاحة بالكفاءة العالية والمتمثلة بشخص رئيس الجامعة الحالي الدكتور عبدالحكيم الشرجبي الذي لم يشفع له عندهم تصنيفهم له بانه اشتراكي خاصة بعد ان وجدوا صعوبة في احتوائه والسيطرة عليه أو إدارة الجامعة من خلاله والتحكم بقراراته كافة الادارية والاكاديمية , وعندما لم يجدوا إلى ذلك الهدف سبيلا تراهم يعودوا مجددا ليمارسوا ذات النهج القديم وتلك اللعبة السقيمة التي باتت معروفة ومستهجنة عند منتسبي الجامعة كافة وفي سيناريو مكرر ومذموم الذي يلعب فيه دور البطولة المدعو رضوان مسعود وشلته الطلابية الضالة وهما يشكلان اليد الطولى للعقلية التآمرية لجماعة المتنفذين من حزب الاصلاح في جامعة صنعاء والذي ينفذ من خلالهم المآرب الخبيثة لتلك الجماعة الفاسدة .

ولا يمكن بأي حال من الاحوال التصديق بل مجرد الاعتقاد أن تلك الشلة الضالة من الطلاب وزعيمهم مسعود (ممن ندعوا للتحقيق معهم ومحاسبتهم على تصرفهم الفوضوي المقيت وسلوكهم الاجرامي المدان) يشكلوا الذراع الطلابي لحزب الاصلاح العريق كما يراد له من سوء الضن والاعتقاد فمثل ذلك التوجه التأمري والسلوك الاجرامي لا يمكن له أن يمت بصلة لطلاب العلم فما بالكم بالقطاع الطلابي لحزب عريق تقر بتواجده القوانين ويتواجد بفعالية في الشارع والبرلمان مثل حزب الاصلاح ذو النهج السلمي والديمقراطي والتوجه المدني والاسلامي.

وها هي تلك القيادات الانتهازية في حزب الاصلاح (المندفعة بتهور لإقصاء الأخرين والاستحواذ على كل شيء وليخسر الحزب ما بقى له من حلفاء واصدقاء) من خلال عصبتها الضالة في الجامعة تلك التي تسمى بذراعهم الطولى وعنصرهم المعتق في الاتحاد رضوان مسعود (الذي وقف رئيس الجامعة الشرجبي حجر عثرة امام طموحه في التعيين في احد المناصب الادارية الهامة بالجامعة وكذا في حصوله على دعم مالي سخي لشلته الضالة ونشاطه المشبوه) وفي مرحلة متقدمة من هذا السيناريو التأمري البليد نجد المدعو رضوان مسعود يلجأ إلى ذات الاسلوب القديم (والذي أصبح مكشوفا في تفاصيله ومبتذلا في أدائه في سعيهم الخبيث لابتزاز قيادات الجامعة المتعاقبة) ويكرره في تهديد وارهاب رئاسة الجامعة الحالية ! .

رضوان مسعود المخضرم في قيادة الاتحاد الطلابي الذي أكل الدهر عليه وشرب وهو متمسك دون مشروعية قانونية أو أخلاقية بقيادة اتحاد طلابي أصبح مسعود لا ينتمي اليه عضويا أو لائحيا بعد تخرجه منذ أعوام طويلة من جامعة صنعاء لا يجد حرجا من محاصرة ابائه من الاساتذة الافاضل ويعتدي عليهم سواء وهم يعقدون اجتماعاتهم الاكاديمية على مستوى مجلس القسم أو الكلية أو الجامعة (كما حدث لمجلس الجامعة يومنا هذا الاثنين الموافق 30 سبتمبر 2013م) ولسبب بسيط هو أن مسعود قد تخرج من الجامعة وأصبح لا يشعر بوجود تلك العلاقة الواجبة التي تربط الطالب بأستاذه والتي رفعت من شأن الاستاذ ومكانته الاجتماعية (كاد المُعلم أن يكون رسولا) .

نعم , فمسعود الذي عرفته وهو الطالب القيادي في الاتحاد والشاب المناضل في المجتمع صار رمزا حزبيا متطرفا تثار عنه العديد من الأسئلة وتحوم حوله الكثير من الشكوك بينما المجتمع الجامعي يشير لهُ بأصابع الاتهام مثل بلطجي فالت العيار يطيح بالعباد ويبيح المحظورات ولا يتورع عن الخوض في الممنوعات وكأنه من أرباب السوابق وسليل عائلة الاجرام , إلا أنني أعتقد بل وأجد في كل ما يبدر منه من أفعال مخجلة وما يقال عنه من أعمال مشينة تأتي من شخص مرتهن لأطماعه ومسير من جماعته وهو ليس بذلك الرجل المخير الذي يحمل رسالة سامية ويمتلك رؤية شاملة وارادة قوية .. نعم هو فحسب ذلك الشخص الضعيف الذي قل ايمانه وفقد تمسكه بالمثل والقيم والاخلاق ولا يمتلك من أمره شيئا!.

وفي متابعة لفصول المسرحية الهزلية ورصد تفاصيل المخطط الاخوانِ الهزيل نجد مسعود العبد المأمور قد قام بتضليل الطلاب عندما حشد الحشود مقابل ألف ريال للفرد ليوجههم بالهتاف ضد ابائهم الاساتذة الاكاديميين ويا لهُ من ثمن بخس يقبله شلة الطلاب مقابل اعتدائهم على القيم والمثل والأخلاق فالأمر ليس بهذه البساطة التي يمكن أن يقال عنه (قضية حق يراد بها باطل ) فالأمر ليس كما يدعيه البعض من أنه تجمع لحشود لنيل الحقوق ومجرد هتافات لتحقيق المكاسب أو كما يصور في ظاهره مجرد اعتداء طالب على استاذ بل الأمر جلل وغاية في الخطورة أذ أنه في حقيقته وجوهره هو اغتيال لمبادىء التربية وللقيم والأخلاق قبل ان يكون هدم للعلم وللعملية التعليمية برمتها وللمستقبل بمجمله وهو الأمر الذي يعني في محصلته النهائية افساد للأجيال الواعدة والذي يعني بالمقابل افساد لشعب ووطن ولعقود قادمة .

نعم هذا تحديدا ما يفعله مسعود الشاب الارعن ومن خلفه القيادات الفاسدة والمغامرة لحزبه فالأمر ليس كما يعتقد البعض من أنه مجرد استحواذ على ادارة مؤسسة هامة بحجم جامعة صنعاء أو انه ببساطة تحقيق لمكاسب سياسية هامة بقدر ما يصنعوا من نتائج مدمرة لمستقبل وطن ويغتالون أمال شعب بغد أفضل .

وها هو الطالب رضوان مسعود الذي مكث طويلا وخائبا في قاعة الدرس وفي اغتصابه لقيادة الاتحاد الطلابي والتي أدت بالنتيجة لمصادرة فجة لحقوق الطلاب في التغيير والانتخاب هذا المسعود نجده ما أنفك يستخدم قضايا الطلاب لتحقيق مأرب شخصية وفئوية وحزبية .. نعم مسعود الطالب الطموح الذي أصبح رجلا مقامرا ومغامرا ومن خلفه القيادات الفاسدة في حزبه العريق هما معا من يفسدون الجيل الجديد وبالتالي يغتالون مستقبل وطن وهما في نشاطهم الدؤوب وسعيهم المحموم لا يفعلون أكثر من ذلك .

هناك بعض المعلومات التي تؤكد أن تلك القيادات الفاسدة والانتهازية لحزب الاصلاح التي تداري بل وتقايض فشلها فيما يعتمل من قضايا خلاف بين فرقاء الحوار الوطني الشامل في كواليس وقاعات الموفنبيك هنا في حرم جامعة صنعاء ولذلك يرتبط تصاعد وتيرة الخلاف في الحوار الوطني بارتفاع حمى الاحداث بساحات جامعة صنعاء والتي تأتي وبالا على استقرار الجامعة ورئاستها .

وهنا من المهم أن أوكد أن لدي من المعلومات المسربة من واقع تفاصيل المؤامرة وعناصرها المشاركة ومحيط صاحبنا مسعود ما يؤكد أن الأمر جلل ودبر بليل فتلك البيانات الصحفية الصادرة وكذا التسريبات الاعلامية المضللة التي جاءت لاحقا وتسعى لعزل الدكتور عبدالحكيم الشرحبي وتسمح للمخدوع باسندوة من اصدار قراره المدان بتكليف البديل لرئيس الجامعي الحالي (صاحب المشروع العلمي والجاد لتطوير الجامعة والنهضة بأوضاعها المتردية) قد كانت معدة وجاهزة منذ الليلة السابقة لأحداث يوم الاثنين 30 سبتمبر 2013م أنف الذكر والحديث !