مليشيات الحوثي تحول مدارس صنعاء إلى معسكرات تدريب للطلاب حزب الإصلاح يلتقي بعيدروس الزبيدي مركز مكافحة الإرهاب الأمريكي يتحدث عن نقاط ضعف الحوثيين القابلة للاستغلال وحقيقة قدرتهم على تحديد هوية السفن وتعقبها وضربها سلاسل بشرية بمدينة مأرب تضامنا مع الشعب الفلسطيني ودعما لقطاع غزة - صور وزير الخارجية يستقبل الرحالة اليمني منير الدهمي بالرياض الضالع.. القوات المشتركة تدمر مرابض قناصه المليشيا وتحرز تقدما ميدانيا تفاصيل لقاء وزير الدفاع ومحافظ حضرموت باللجنة الأمنية بالمحافظة محكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت وتكشف عن أسبابها المنطقية عاجل: وزير الدفاع الأمريكي: سنعمل على انتزاع قدرات الحوثيين في اليمن مليشيا الحوثي تحول محافظة إب لقادتها ومشرفيها القادمين من صعدة وعمران
أدت حرب صيف 94 إلى اختلال في موازين القوى إذ سيطر بعدها صالح على مجريات الأمور وانفرد بالسلطة واستأثر بخيرات الوطن،وما إرتفاع أصوات المطالبين بالإنفصال في الجنوب إلا بسبب تبعات تلك الحرب اللعينة والتي أتت إمتداداً طبيعياً لسياساته الخاطئة التي ميزت عقود حكمة الثلاثة،مع أنه كان بإمكانه معالجة آثارها سريعاً قبل أن يستفحل الأمر ويقع الفأس في الرأس ،فعوضاً عن التعامل مع الموقف بعقلانية والرضوخ لطلبات أصحاب المظالم تمادى الرجل في غيه ولم يلتفت لها واصفاً أصحابها بالمخربين
عندما اندلعت الحرب لم يكن صالح حينها وحيداً في مواجهة البيض، فقد حظي بدعم كبير سواء على المستوى الخارجي كتأييد بعض الدول أو المستوى الداخلي كوقوف حزب الإصلاح بالإضافة إلى جناح الزمرة إلى جانبه،ومع كل ذلك يظل دور فرقة محسن المدرعة هو الحاسم في ترجيح كفة صالح وكسر شوكة الإشتراكيين نظراً للقوة والخبرة التي تتمتع بها علاوة على الثقل الذي يحظى به قائدها بين أوساط أبناء القبائل والذين استغله آنذاك لإستقطاب العشرات منهم لمؤازرة قوات صالح في جبهات المعارك ،ولتنتهي في الأخير الحرب بعد أن خلفت مآسي دفع ثمنها أبناء الوطن في الشمال والجنوب ولازالوا يعانون الأمرين بسببها بينما قطف ثمارها أركان النظام ، حيث عمل صالح على توزيع أراضي الجنوب على المخلصين من الحاشية وضباط الجيش ومنحهم الفلل والقصور في عدن كمكافآت لهم على بلاءهم الحسن في المعارك، وبكل تأكيد فإن الجنرال قد حصل على نصيب الأسد من تلك الغنائم مثلة مثل باقي القادة الذين نهبوا الأموال وبسطوا على الأراضي، ولم يكتف صالح بذلك بل زاد الطين بلة بتسريحه المئات من الجنوبيين المنتسبين للسلكين العسكري والمدني من وظائفهم وبحجة إنتماءهم للحزب الإشتراكي،ولتتراكم تلك المشاكل واحدة تلو الأخرى لينفجر على إثرها الحراك الجنوبي في 2007 ولازال مستمراً إلى يومنا هذا حتى بعد خلعه ومغادرته السلطة،ولعلها من المفارقات العجيبة أن نجد الجنرال والذي كان يمثل الشريك الرئيسي لصالح في السراء والضراء والحصن المنيع له وأقوى دعائم حكمه التي استند عليها قد فض تلك الشراكة مع بداية إندلاع الثورة وليخرج على إثرها كثائر مرفوع الرأس معترفاً في ذكرى ال27 من إبريل بذنبه في حرب 94 من خلال توجيه إعتذار لأبناء الجنوب، بينما خرج شريكه مخلوعاً من السلطة يجر أذيال الخيبة ولينال بذلك بعض مما يستحقه جراء أفعاله المشينة
نعم فعلها الجنرال وأعلن من خلال صفحته على الفيس بوك في ذكرى ال27 من إبريل عن اعتذاره الشخصي للأهل في الجنوب مضيفاً أن الإعتذار الحقيقي قد قدمه الشعب اليمني لنفسه حين قام بثورة سلمية قضت على طموحات التوريث التي تسببت في ظلم الكثير من أبناء الشعب اليمني جنوبه وشماله، ونحن إذ نشاطره صحة تلك الرؤية نؤكد على ضرورة ترجمة أهداف الثورة إلى واقع ملموس وأولها الإنتصار لحقوق المظلومين وإلا فما فائدة قيام ثورة ضد ممارسات ظالمة لم يتغير منها شئ حتى اليوم،وهذا ما يفسر بعض ردود الأفعال الغير إيجابية تجاه إعتذاره من بعض القوى الجنوبية والتي رفضته بشدة مطالبة في نفس الوقت محاكمته، فكيف لهؤلاء أن يتقبلوا إعتذار من شخصية ساهمت بفعالية في الحرب ضدهم وحقوقهم لاتزال مسلوبة،ولذا فإننا لا نلومهم على تبني موقف كهذا متمنيين في نفس الوقت أن يبرهن محسن على جدية إعتذاره من خلال المبادرة بإعادة ما نهبه من ثروات الجنوب وليكون بذلك أول من يبدأ تفعيل صندوق إعادة المحبة الذي اقترحه الدكتور باصرة كدليل على حسن النوايا وترجمة الأقوال إلى أفعال،وإذا ما فعلها الجنرال وأعاد ما بحوزته فسيوجه بذلك الفعل صفعة قوية لخصومه ولأعداء التغيير، وسيحذو حذوه الكثير من القادة والشخصيات ممن تلطخت أياديهم بأموال وممتلكات أبناء الجنوب قبل أن تُعاد تلك الحقوق بطرق أخرى خصوصاً وأن إعادة تلك المنهوبات إحدى أهم النقاط العشرين الممهدة لحل القضية الجنوبية والتي يجب أن تنفذها السلطة في أقرب وقت.
مما لاشك فيه أن إعتذار الجنرال خطوة شجاعة تُحسب له ، فالإقرار بالذنب من شيم الكبار وليس عيباً أن تعتذر على خطأ بدر منك ولكن العيب التمادي في ممارسة ذلك الخطأ، وعليه فإن إعتذاره لا يكفي كونه سيظل من قبيل ذر الرماد على العيون مالم يتم تفعيله من خلال إعادة كل المظالم والحقوق التي أخذها إلى أصحابها