اليمن ولحظات التيه!!
بقلم/ عزالدين سعيد الأصبحي
نشر منذ: 12 سنة و شهر و 8 أيام
الإثنين 15 أكتوبر-تشرين الأول 2012 05:42 م

أبرز ما يلفت النظر بالمشهد السياسي اليمني بل ويصل إلى كثير من شرائح المجتمع هو هذه الحالة المرعبة من انعدام الثقة  كل الأطراف تشكك ببعضها إلى درجة مرعبة ( وهذا على مستوى الفريق الواحد او الحلفاء لا الأعداء أصلا) حكومة لا تثق ببعضها - ولا تثق بقدراتها - وأحزاب ترى كل من هو خارجها عدو متربص بها بل وصار الشك يصل إلى داخلها وتجد  قيادات حزبية تشكك بشبابها وتتهم بعض قيادتها بالولاء الخارجي والداخلي ولا تدري من هذا الخارج ولا ما هو الداخل!!

الكل يعود إلى قوقعته الملفتة للنظر نحو الانتماءات الضيقة او تعزيز مبدأ الاستفادة مما هو متاح كغنيمة سريعة – تجد الوزير يبحث عن الثراء السريع وعبر كل الطرق وكل همه الغنى السريع وتسجيل نقاط إعلامية للبروز على حساب كل شيء ( مما كنا نسميها مبادئ وصارت كلمة مبادئ مثار سخرية الآن! ) وترى القادة وهم يشجعون العامة ليكونوا مجرد مخبرين صغار ضد مخبرين آخرين ترى جو الريبة والشكوى والتذمر وذم الأخر والخوف في عيون من يقول لك انه يطمئنك ؟ ولا تدري كيف يقنع نفسه انه ممكن أن يكون مقنعا ؟؟ هذا الخوف هو باختصار ( مرحلة التيه المخيفة ) التي نعيشها قال لي الشاب المثابر على ساحة الحرية بتعز ( لا ادري ماذا افعل ؟ لا ادري ماذا يحدث ؟) كنت اسمعه يلخص الحالة اليمنية بصدق وببراءة نعم هذا ما يجري ؟ ( نحن لا ندري ماذا يحدث ولا ندري ماذا نفعل ؟ هذه هي الحالة باختصار كما لخصها الشاب الثائر الحائر – كنا شعب الله الثائر فإذا بنا شعب الله الحائر .

نحن بحاجة لمن يوقظ في الناس الأمل من جديد وينير نورا في الأفق ونورا في النفق!

لابد من التحذير من حالة خيبة الأمل المدمرة لأنها لا تفيد حتى من يظن نفسه مستفيدا من الغنيمة لأن الخراب لا يمكن ان يكون مفيدا ونعمة لأحد أبدا بل هو وبال على الجميع

لا يمكن لي ان اصدق شعار القدرة على كشف الحقائق والتحقيق الجاد وكل الأحداث لا تجد لها غريما او متهما واضحا بل وتفر الحكومة كلها مذعورة لتجتمع بعيدا عن مجلس الوزراء لأنها بعد الحادثة الخامسة او السادسة التي تستهدف وزير الدفاع أيقنت أنها لا تحمي نفسها!!

يا سادتي رأيت الكل في حالة هزيمة داخله يريد الحل عبر الأمنيات لا عبر العمل والكل لا يريد أن يضحي ولو بوقته وجهده وليس ماله او روحه فكيف نبني وطن بهذه الروح المتخاذلة والنفوس الصغيرة والريبة القاتلة المخيفة ؟؟ فقط من يضحي هم هؤلاء البسطاء والشباب بينما في العالم من يضحي هم الكبار القدوة ونحن عكسهم ومن نقول أنهم ..كبارنا يرقبون فقط من على كراسي أحزابهم تضحيات البسطاء ويجنون ثمارها لهذا فان الكارثة كبيرة

الكل معلقة عيونه على مجلس الأمن وخزائن الأشقاء وعطف الأصدقاء وهذه طرق لا تبني وطنا ولا تصنع مستقبل امة.

حالة الوهم التي يسوقها البعض ويظنها ذكاء هي نوع من قتل أخر للشعب وللنفس لا تخدمه حتى هو نفسه وما لم نجد القدوة في الابتكار والتضحية من الكبار فإن لحظات التيه طويلة..

ان من يجب ان يكون في مقدمة صف التضحيات هم من يقولون أنهم قادة وقلوبهم مع الأمة وعقولهم من اجلها وبخطوات عملية لا - كلام -! تلك أولى خطوات النجاة !