سطوة المشايخ وسلطة الدولة...
بقلم/ بدر الشميري
نشر منذ: 12 سنة و 5 أشهر و 6 أيام
الأحد 17 يونيو-حزيران 2012 05:08 م

القبيلة اليمنية تمثل التركيبة الديموغرافية للمجتمع اليمني، والعمق المتجذر بالأصالة والتاريخ التليد، ذات الأمجاد والبطولات،والحضور المشرف منذ القدم ،وما قبل الإسلام وصدره،ودورها في الفتوحات ونشر الرسالة ،بصمودها وشجاعتها دُكتْ حصون الروم والفرس، وزلزلت عروش الاقاصرة والأكاسرة ،جُبلت القبيلة اليمنية على الشهامة، والكرم ونجدة الملهوف ،ونصرة المظلوم، وصون الشرف،وحماية تراب وتاريخ وتراث اليمن..

ما يحز في النفس الإساءة لهذا المكون الأصيل،بتوظيف بعض المشايخ(منذ ثورة سبتمبر62 والى الآن) للقبيلة توظيفاً يخالف القانون،والمصلحة العامة،وما لهذا التوظيف من تبعات سلبية،تتمثل في إعاقة التنمية،وترسيخ الجهل والتعصب،وتمكين العرف دون القانون، والتحكيم القبلي دون القضاء، والفوارق الاجتماعية دون المساواة،وتغليب نفوذ المشايخ على نفوذ السلطة والقانون،وتحجيم الدولة بحدود القبيلة ..

لست مبالغا،فالواقع شاهد بأفعال تتعارض وتسيء لأخلاق شعب الإيمان والحكمة، ولا متحاملاً على المشايخ بدوافع شخصية،فالوطن أسمى من الأشخاص،ولا ننكر وجود شرفاء ،يحترمون القانون ويؤمنون بسلطة الدولة،يستحقون الاحترام،يعز عليهم وطنهم، ويقدرون مسئوليتهم اتجاه المواطنين..

تستمر الجرائم من قبل أشخاص مدفوعين من بعض المشايخ، لتحقيق مآربهم، وتحت حمايتهم بعرف القبيلة، انتهاكاً لحقوق المواطنين وهيبة الوطن والدولة،وتعطيل للقانون ودور الأجهزة الحكومية، تعددت تجاوزاتهم، والضحية من لا ظهر له..

نهب الأراضي والسطو على المواقع الأثرية(خاصة في تهامة)،وقطع الطرقات،واختطاف الأجانب (السياح)،وحماية أرباب السوابق والمجرمين وخير مثال جريمة اختطاف واغتصاب ما تعرف بـ(طفلة عصر) قبل أسابيع، جريمة ليست من قيم وأخلاق الشعب اليمني ،لا ينبغي السكوت عن الفاعلين،والتخريب والعبث بمصالح المواطنين وفي مقدمتها الكهرباء ،وأنابيب النفط ،بأيادي تحتمي بالمشايخ،ووقوف بعض المشايخ ضد أي قرار يجرم حمل السلاح، لتستمر هذه الظاهرة-السلبية- دون ضوابط تسيء للمدنية ودولة القانون،وممارسة الهيمنة والبلطجة على رجال أعمال في الداخل ،ومن يأتون من الخارج للاستثمار،وينعكس اثر تلك الأفعال على تنفير رأس المال المحلي والخارجي ،وتعطيل مورد مهم للدولة ..

إسقاط هيبة الوطن والإنسان اليمني، بالممارسات اللاوطنية من قبل بعض المشايخ(مشايخ بارزين) بالاسترزاق والتسول من مصادر خارجية ،ولو وجدت هذه الممارسات في دولة غير اليمن، لرفعت ضدهم دعاوى قضائية..

عبث بمقدرات الوطن وهيبته، وتشويه صورة الإنسان اليمني وتعميق ثقافة التخلف والجهل لإبقاء الولاء والتبعية، كلها صفات تحط من قدر اليمن وشعبه، وتمثل مادة يستثمرها الإعلام الخارجي في الإساءة والتشويه...

ينبغي إنهاء سطوة المشايخ وتصرفاتهم غير القانونية،وفرض سلطة الدولة والقانون،ومنع حيازة الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وتقوية أجهزة الدولة الأمنية والقضائية،ونشر الوعي بين المواطنين..