علوي الباشا: استمرار الاحتلال الإسرائيلي في جرائمه الإرهابية يمثل تهديداً لكافة المواثيق العالمية ويتطلب وقفة جادة
عاجل ..البارجات الأمريكية تدك بأسلحة مدمرة تحصيات ومخازن أسلحة مليشيا الحوثي بمحافظة صعدة
حيث الإنسان يبعث الحياة في سكن الطالبات بجامعة تعز ويتكفل بكل إحتياجاته حتى زهور الزينة .. تفاصيل العطاء الذي لن يندم عليه أحد
أردوغان يتوقع زخمًا مختلفًا للعلاقات مع الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة ترامب
تعرف على خيارات قوات الدعم السريع بعد خسارتها وسط السودان؟
شاهد.. صور جديدة غاية في الجمال من الحرم المكي خلال ليالي العشر الأواخر من شهر رمضان
تعرف على مواعيد مباريات اليوم الإثنين والقنوات الناقلة
دراسة ألمانية مخيفة أصابت العالم بالرعب عن تطبيق تيك توك أكثر ..
إعادة انتخاب رودريجيز رئيساً لاتحاد الكرة بالبرازيل حتى 2030
كبار مسؤولي الإدارة الأميركية يناقشون خطط الحرب في اليمن عبر تطبيق سيجنال بمشاركة صحفي أضيف بالخطا
لم يمت بسبب المرض، ولا بسبب الإهمال الطبي رغم وجوده؛ لأن المرض والإهمال الطبي يقتل بالتدريج وليس فجأة على الأرجح. فكيف حين يحدث ذلك في صالة المحكمة؟!.. لقد تمت تصفيته.
هذا ما حدث مع أول رئيس منتخب في التاريخ المصري. ليس هذا رجماً بالغيب، بل هو التحليل الدقيق لمسار الأحداث.
في شهر سبتمبر من عام 2013، نشرت مقالاً أن خيار قتل الرئيس محمد مرسي هو الخيار الذي سيأخذ طريقه إلى الواقع، وذلك بعد أن يتم تغييبه لوقت يطول أو يقصر عن وسائل الإعلام، باستثناء لحظات ظهور عابرة، لا يمكنه من خلالها كشف ما لديه من معلومات.
كان من الصعب عليه أن يروي الحكاية في ظهور عابر، لا سيما أن إجراءات المحاكمة كانت تتم بطريقة مرعبة، يتحكم العسكر من خلالها بما يمكن أن يقوله الرجل. اخترعوا ساتراً زجاجياً لا يوصل صوتاً إلا من خلال «ميكروفون» يتحكم به القضاة.
في عام 2013، توقعت في مقال منشور أن تتم تصفية الرجل، لأنه الوحيد الذي يملك الرواية الكاملة لما جرى منذ فوزه بالرئاسة، وهي اللعبة التي أدارها السيسي بذكاء كبير، بعد أن تمكّن من كسب ثقة الرئيس مرسي، والتخلّص ممن أراد التخلص منهم تباعاً.
كل الخطوات التالية بعد فوز مرسي تم رسمها من قبل السيسي، والفريق الأمني والعسكري الذي يساعده، وكان مرسي ضحية هذه اللعبة؛ ليس لأنه قليل الذكاء، بل لأن الطرف الآخر كان يمسك بخيوط اللعبة، وبوسعه أن يوحي بصدق توجهاته عبر إجراءات على الأرض.
واقعياً لم يكن مرسي رئيساً إلا في الظاهر، ففي الدولة الحديثة، ليس حاكماً من لا يمون على المؤسسة الأمنية والعسكرية، فكيف حين تكون برمتها في حالة استنفار كامل للتخلص منه؟!
لم نكن نخط في الرمل حين مكثنا شهوراً نحذر من الانقلاب العسكري قبل وقوعه. وحين تم تعيين تاريخ الاحتجاج في الثلاثين من يونيو، قلنا إن ذلك الجمع لا هدف له سوى تبرير الانقلاب، لكن السيسي كان يوحي لمرسي بأن الوضع تحت السيطرة، وأنه لا خطر عليه.
لم يكن مطلوباً التخلص من مرسي بطريق سافرة، بل بطريقة مبررة تقنع الشارع، وتنقع جزءاً من الخارج أيضاً، وإن كان الأخير داعماً للانقلاب في أي حال.
هكذا تمت برمجة الانقلاب عبر إخراج محكم، وإن كان معروفاً لأصحاب الضمائر، وللجهات الخارجية أيضاً.
مرسي هو الوحيد الذي يملك الرواية الكاملة لعملية الاستدراج التي تمت، وكان لا بد تبعاً لذلك من التخلص منه، بعد زمن من تغييبه وعدم السماح له بالتواصل مع العالم الخارجي، إلا ضمن لحظات محدودة ومبرمجة في المحكمة.
التخلص من الرجل لا يحتاج إلى إبداع، ألم يكن خالد مشعل سيقضي مسموماً دون أن يدري أحد لولا بطولة مرافقه؟ وعمليات الاغتيال بالسم طويل الأمد، وقصير الأمد (الذي لا تكشفه التحاليل) مشهورة وكثيرة. وقد يضاف قصير الأمد إلى طويل الأمد، لتبرير الوفاة، وتحديد التوقيت في آن.
كان جهاز «كيه. جي. بي» KGB في الاتحاد السوفييتي هو الأكثر شهرة على صعيد القتل بالسموم، واستخدمه آخرون مثل صدام حسين. وحين انهار الاتحاد السوفييتي، انتقل الكثير من ضباط الجهاز إلى الكيان الصهيوني، وصار الكيان هو الأكثر قدرة على هذا الصعيد.
هكذا بالضبط تمت تصفية محمد مرسي، بل إن عملية التصفية قد تمت بإخراج محكم أيضاً، إذ جرى توقيتها من أجل أن تتم في المحكمة وأمام الناس.
مؤكد أن فصول الانقلاب قد باتت مفضوحة دون الحاجة إلى رواية مرسي، لكن رواية الرجل هي التي كانت كفيلة بفضح الجزء المتعلّق بالسيسي منها، وهذا بالضبط هو هدف عملية القتل.
لسنا نشعر بالقهر من أجل الرجل، فقد مضى إلى ربه شهيداً بإذن الله، ولكنه قهرنا نحن الذي عايشنا هذه المرحلة الحقيرة من زمننا العربي.
سلام على مرسي، وتقبله الله في الشهداء، أما القتلة ومن دعموهم، ومن برروا لهم، فلهم خزي الدنيا والآخرة.