لماذا اليمن في المرتبة الخامسة عالميًا من حيث المخاطر التي تواجه عمل المنظمات الإنسانية؟
جهاز الاستخبارات بالساحل الغربي يلقي القبض على خلية حوثية كانت تخطط لتنفيذ مخطط إرهابي .. عاجل
الجيش الوطني يلحق بالمليشيات الحوثية بمحافظة تعز هزيمة مباغته ويرغمها على الفرار ويفشل تحركها
دليل جديد على علاقة الحوثيين بتنظيم القاعدة
تدهور مستمر في قيمة العملة وارتفاع سعر الذهب.. تعرف على أسعار الصرف والذهب اليوم في عدن وصنعاء
تعز: تظاهرة للمعلمين بالتزامن مع إعلان عدد من المدارس استئناف الدراسة ومسئول يكشف عن اتفاق كَسَر الإضراب
الوجود الحوثي على الضفَّة الغربية للبحر الأحمر.. الأبعاد والأدوار
النشرة الجوية: أمطار رعدية على هذه المناطق في اليمن
حصيلة كارثية لضحايا الألغام الحوثية في اليمن
أكتشف 5 أشياء قد تزيد من خطر الإجهاض لدى النساء
على مقربة من المشفى (أحد أشهر المشافي العامة في العاصمة صنعاء) كان للفضول الذي ينتابني وصديقي (الزبير ) مشهد مسرحي ، علنا نجد ما يكمل لوحة الألم في ذاكرتنا .
فكان له أن يتظاهر بأنه مريض واني مرافق له ، دخلنا المشفى الذي يفقد كل علامات الاستطباب ، الطبيب المناوب يمضغ القات بشراهة ،وأنا شاخص إليه وهو يسأل عن التدخين ورائحة الدخان تفوح من بين ثناياه .
تلا ذلك وابل من الأسئلة التي كان يجيب عنها صديقي بنعم - تحت شرعية التظاهر بالمرض - حتى خيل لي أن صديقي قاب قوسين او أدنى من الموت .
فقرر الطبيب رصد عدد من الأدوية المحددة من صيدلية محددة كمرحلة أولية ، على أن تعاود الزيارة في عيادته الخاصة ، وان لم يتماثل للشفاء يتم تحويله إلى مشفى خارج الوطن .
وفي بقالة الأدوية (الصيدلية مجازاً ) يموت الضمير ...ليس من قبل الصيدلي الذي باع ترخيص الصيدلية لمدرس تربية إسلامية فحسب ، بل أيضا يموت الضمير لدى تاجر الأدوية الذي عمد إلى تحوير الإنتاج والصلاحية مرورا بوزارة الصحة التي منحت ترخيص الدواء دون رقابه دورية فضلا عن تجار الأدوية المهربة وانتهاء بحصة الطبيب .
اكتملت اللوحة لندرك فعلا كم ان النفس اليمنية هي ارخص شيء في بورصتهم ، فان لم تقتل على أيدي زبانية العذاب فهي مقتولة ظلما على أيدي من يسمون ملائكة الرحمة .
وأعود وأنا أجد تفسيرا منطقيا وعلميا لسلسلة التقارير الأممية حول تصدر اليمن قائمة الدول الأكثر إصابة بالسرطانات والفشل الكلوي والأمراض الرئوية والتي تنتج عن تغير في الصيغ الكيميائية لطبيعة المركب الصيدلي والناتجة أساسا عن انتهاء صلاحية الدواء وعن سوء التخزين والحفظ والعرض وافتقار الصيدليات للشروط المثلى
فيتساءل المواطن اليمني عن دور وزارة الصحة ، وما ذنب المواطن الذي يذهب ليشتري الموت من أيدي ملائكة الرحمة ، عبثا يشتري الموت بنية الشفاء وشركاء الموت بلا ضمير يتقاسمون ثمنه .
ولعل الجميع سمع عن هيئة المقاييس وضبط الجودة والتي تحولت من مؤسسة يجب أن تراقب وتقيم كل ماله علاقة بالدواء والغذاء في الوطن إلى مجرد ديوان قات وبازار سياسي يخضع لسلطة بعض النافذين في الدولة الذين يقتلون من الشعب كل يوم بنية الشفاء ما يعادل قتلهم بحقائق التدمير للوطن بالوسائل الأخرى .
فهل تملك وزارة الصحة ضميرا حي من اجل مواطن يموت كل يوم ويدفع ثمن موته من قوت يومه وليلته ، أم أن الفوضى الإدارية والحكومية ستشرعن قتل البشر بالدواء بنفس الطريقة التي شرع فيها القتل على أيدي عرابي السياسة وحبر أوصياء الدين ؟
وفي الخلاصة إننا كنا بحاجة إلى ثورة ضمير قبل ثورة الساحات ، بحاجة إلى ثورة قيم وأخلاق في بقعة جغرافية تغيب فيها معالم الدولة وتتعرى فيها منظومات القيم ، وتعاني فيها طبقات المجتمع من أزمات متراتبه ، فالساسة يعانون من أزمة كرامة والنخب الثقافية من أزمة فكر وضمير والمواطن من أزمة وعي ....والهادي يعاني فيها من أزمة قرار.