المقامة الحزمية
بقلم/ د.عبدالمنعم الشيباني
نشر منذ: 13 سنة و 11 شهراً و 28 يوماً
الثلاثاء 30 مارس - آذار 2010 04:34 م

حدثنا عمرو بن هشامٍ قال:

ويح العرب أبا جهل من جاهلية القرن العشرين والواحد والعشرين،يفتون برأيٍ واحد،ويحكمون برأيٍ واحد،ويجلدون الخلق بسوطٍ واحد،وما فيهم الا عالمٌ مكابرٌ أو حاكمٌ معاند، لكأني أرى قريشا ًقد تشتت من بعدي شملُها،وزاد فوق الجهل جهلُها،فلا حكيمٌ يُرى،ولا رشيدٌ يُشترى، ويكأني بديارٍ غير ديار العرب، فلاحوارٌ يُقام،ولا نهابٌ يُلام،وإن عجبي لهو أشد من أولي العمائم البيضاء،لا فقهاً أقاموا،ولا على الحق استقاموا،تحاسدٌ بين العلماء،وضغائنٌ بين الحكماء،وتسفيهٌ للرأي المعارض الوجيه،وتلميعٌ للمخالف الجاهل السفيه،خذوني الى غير هذه الديار، صاح الجاهل عمرو بن هشام،مادام وضع العرب في اضطراب وحكمهم الى مزالق الخراب،أو فهاكم دمي ولحمي،من قبل أن تستحلهما فتاوى الحزمي،تخرج من مشكاة التعصب الأعمى،ولعمرك من تعصبه كم أدمى؟وماكان أغناه وهو شيخ الإصلاح المعظم،وفارسه الذي لا يُهزم،وحصانه الذي لا يُلجم،هزم توكل الكرمان،وقهر بسيف فتاويه القهرمان،وكسرى أنو شروان،ووزيره المرزبان،يضرب بسيف الفقه الصارم يمنةً ويسرا،فيصيب به أعداءه المعارضين،ويدك حصون العلمانيين،وأوكار المنافقين الاشتراكيين،كيف يُقهر الحزمي بن ناصر؟ ومعه البواسل والكواسر،وفي يده القاهر والظافر،وكأنه جمال عبد الناصر،ما كان أغناه وهو الصارم البتار،في دحر السحرة الأشرار،أن يضع المحرم في موضع المحلل،وأن يجعل الحلال حراما،والجواز إلزاما،ثم صرخ أبو جهل الجهول وفي وجنتيه انتفاخا،متعجباً من حال تبدل الزمان،وتغير أحوال الأوطان،وسقوط الفقهاء الشجعان لمصلحة شيخ الجعنان،كيف يسقط نجم دُحابة؟ويعلوا طنين الذبابة؟بل وآسفاه لـ شوقي القاضي،كيف نفاه البطريق،والدبعي توهيب الزنديق؟أو يُهزم طارق بن زياد ويظفر بالغنيمة لذريق؟ ،يفتون بغير أصول الفقه،صاح أبو جهل المقهور..

قال الراوي:

فارقنا رمزالجهل الخالد عمرو بن هشام،ومضى مجنوناً في الوديان،يضرب كفاً بكف،ودفاً بدف،من شدة ما جلبته الفتوى من هلعٍ مصدوم،وزكامٍ محموم..

قال الراوي:

فسمعتُ أباجهلٍ يهذي ويقول،خذوا مني هذي الحكمة وقولوا صبأ المغرور،خير الفقهاء الشجعان،ماكان عليه زعيم الإخوان،يجمع بين الضدين،ويمزج بين الفقهين،ويساوي بين الجنسين،ويلم شتات القطبين..

  قال الراوي:

ثم رأيتُ الحزمي يتوعد،والشرر من عينيه يتوقد،وكأنه يتحفز للرد،ماكان أحراه وهو الشجاع الجسور،والفقيه الغيور،أن يكتب ولو مرة عن قصة الوطن المنكوب،والشعب المغلوب،والعدل المقلوب،كيف يُسجن الطيبون الأحرار،ويُطلق المجرمون الأشرار؟؟؟

# شاعر وناقد أدبي #

a.monim@gmail.com