وزير الخارجية يستقبل الرحالة اليمني منير الدهمي بالرياض الضالع.. القوات المشتركة تدمر مرابض قناصه المليشيا وتحرز تقدما ميدانيا تفاصيل لقاء وزير الدفاع ومحافظ حضرموت باللجنة الأمنية بالمحافظة محكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت وتكشف عن أسبابها المنطقية عاجل: وزير الدفاع الأمريكي: سنعمل على انتزاع قدرات الحوثيين في اليمن مليشيا الحوثي تحول محافظة إب لقادتها ومشرفيها القادمين من صعدة وعمران عاجل:حريق هائل يلتهم هايبر شملان العاصمة صنعاء نقابة المعلمين اليمنيين تدين الاعتداء السافر على المعلمين في شبوة وتطالب بتحقيق عاجل ''أكد أنه لا أحد فوق القانون''.. أول مسئول كبير يحيله رئيس الحكومة للتحقيق بسبب قضايا فساد ومخالفات الحكومة اليمنية تتطلع إلى شراكات استثمارية وتنموية مع الصين
بالماضي كان يطلق عليها اسم ( قمران) لظهور انعكاس ضوء القمر على سطح بحرها فيشاهد وكأنه قمران وليس قمراً واحداً إلى أن أصبح يطلق عليها (كمران)..
فمكانتها التاريخية وموقعها الاستراتيجي التي كانت تحتله الجزيرة جعل الملكة البريطانية إليزابيث تختار جزيرة كمران لتقضي بها (شهر العسل) في مطلع خمسينيات القرن الماضي بعد أن طلبت أن تقضي شهر العسل في جزيرة تتمتع بأجواء طبيعية نقية وأن تكون تحفة طبيعية لا مثيل لها في العالم، ليجد المكلفون بالأمر جزيرة كمران هي الجزيرة التي وصفتها الملكة لتقضي فيها أجمل أيام العمر .
إستطلاع وتصوير/ جـبرصـبر
Jaber_saber2000@yahoo.com
كما أن أهمية الجزيرة التي كانت تحتلها أثارت مطامع المستعمرين وتوالت عليها الاحتلالات البرتغالية والعثمانية وآخرها الاستعمار البريطاني منذ بداية القرن السادس عشر الميلادي حتى منتصف القرن العشرين.. تعتبر ثاني أكبر جزيرة يمنية، تبلغ مساحتها 106 كيلو متر مربع لم تعد بتلك المكانة وما تحمله من إرث تاريخي وحضاري لعدم الاهتمام بها والالتفات إلى تطوير مقوماتها السياحية والبيئية وقبلها الخدمية التي تجلب السكان إليها وتساعد على استقرارهم وعدم نزوحهم.. فقد تحولت إلى جزيرة مهملة بما تحويه الكلمة من معنى .
وفي ثنايا السطور التالية ستعرف القارئ العزيز مدى الإهمال التي تلاقيه الجزيرة ومدى المعاناة التي يعيشها قاطنيها وحرمانهم من أدنى مقومات الحياة فيها:
معاناة وخوف دائمان وسط أمواج البحر:
الأسبوع الماضي كنت بزيارة الى مدينة الحديدة برفقة عدد من الأصدقاء..وبعد قضاءنا مدة يومين في عروسة البحر الأحمر قررنا القيام بزيارة الى منطقة الصليف حيث الثروة الهائلة التي تمتلكها من (مادة الملح)وكان وضعها مذهلاً ومؤلماً لنا بنفس الوقت (سنتناولها في موضوع منفرد في الأعداد القادمة)..
ثم اتجهنا الى ميناء الصليف حيث لاتوجد أي مقومات ليطلق عليه ميناء عدا بضعة قوارب صغيره تقوم بنقل المواطنين الى جزيرة كمران، وكذا "كرولة" كبيرة متصدأة عبارة عن خزان مياه كبير تقوم بنقل المياه العذبة إلى الجزيرة.
وبعد صعودنا قارب صغير مكشوف تنعدم فيه أي أدوات ا لأمن والسلامة ومثله بقية القوارب..انطلق بنا قائده نحو جزيرة كمران يمخر بنا عباب البحر وأمواجه المتلاطمة ومياه المالحة تغرقنا حتى ابتلت كل ملابسنا،وكانت الرياح قوية وأمواج البحر ثائرة..ولأنها المرة الأولى التي نركب فيها على الفلك دعينا الله مخلصين..وكانت ألسنتنا تلهج بذكر الله والدعاء وترديد الشهادتين فلا يوجد في القارب أي شيء ليكون طوق نجاة أو يطمن من المخاطر إذا قدر الله وغرقنا..
فطوال مسافة 5 كيلوا من ميناء الصليف حتى كمران ولمدة ثلث الساعة يقطعها القارب بسرعة كبيرة تبدأ المعاناة ويعيش الراكب مابين الخوف والرجاء وذلك هو حال أبناء الجزيرة عند تنقلهم وحال من يزورها لعدم وجود قوارب مؤهلة ومجهزة بإمكانات ومقومات السلامة .
وبعد وصولنا «الدكة» في جزيرة كمران حيث ترسو القوارب تنفسنا الصعداء ونحن نحمد الله على سلامة الوصول -على ذلك القارب الذي انطلق بنا من الصليف لمسافة خمسة كيلو متر- كانت في استقبالنا عدد من اسطوانات الغاز «فاضية» حتى يتم نقلها إلى الجهة الأخرى في الصليف لتعود ممتلئة فكان ذلك مؤشراً لبدايات معاناة أبناء الجزيرة. وبالتأكيد أن معاناتهم بالحصول على مادة الغاز ستكون أشد في ظل وجود أزمة خانقة تشهدها العاصمة صنعاء نفسها حتى أن سعر الأسطوانة قد يصل إلى أسعار خيالية لولا ضبط المجلس المحلي في الجزيرة لتلك المسألة وتوزيعها بأسعارها في الحديدة. وفي بداية مدخل الجزيرة كان هناك جندي يستقبل أي زائر للجزيرة ويقوم بتسجيل بياناته كاملةً «خوفاً لو قدر الله من أن يغرق» حسب قوله .
مسجد تاريخي عنوانه التشقق والإهمال
ولأني كنت سبق وتواصلت مع مدير مديرية كمران -أحمد مارش فقام بدوره بتجهيز سيارة في الجزيرة لنتنقل بواسطتها في كل أنحاء ومناطق ومعالم الجزيرة، ولأن وصولنا كان على وقت صلاة الجمعة فقد انطلقنا لأقرب مسجد (مسجد الجبانة) الذي يعتبر من أهم وأبرز المعالم التاريخية والأثرية في الجزيرة ويعود تاريخ إنشائه إلى فترة تواجد المماليك في الجزيرة لصد حملات البرتغاليين عن جنوب البحر الأحمر حوالي عام ٩٢١ هـ-١٥١٥مصدمنا أثناء مشاهدة وضع هذا الجامع، فجدرانه من الداخل مشققه، ولا يقل إهمالاً وتشققاً لجدرانه وقببه من الخارج ولا يحظى بأي اهتمام أو ترميم. ثم تنطلق بنا السيارة يرافقنا رئيس لجنة الخدمات بالمجلس المحلي بالجزيرة -وليد أحمد يعيش، ومساعد مدير أمن كمران -عبده مدني وهما من أبناء الجزيرة وكانا يقوما بإطلاعنا وتعريفنا على كافة المناطق والمعالم والأماكن في الجزيرة .
انعدام المياه العذبة
أكبر ما يعانيه سكان جزيرة كمران عندما كانوا يتحدثوا إلينا عدم توفر المياه العذبة في الجزيرة، فهم يقاسون الأمرين منذ أكثر من شهرين بعد توقف مشروع محطة تحليه المياه عن العمل، وهي المحطة الوحيدة في الجزيرة وتنتج 140 طناً من المياه العذبة يومياً وتغطي كافة كمران .
وحسب مدير عام مديرية كمران -أحمد مارش، فإن جهازي الفلترة في المحطة تعطلا خلال الفترة الماضية وتم العمل على متابعة ذلك حتى توفيرهما وهي الآن بصدد التركيب وسيعاود تشغيل محطة المياه خلال الأسبوع القادم. ولأن مشكلة المياه في الجزيرة هي أم المشاكل عند المواطنين فما تقوم به عبارة نقل المياه (الكرولة) من نقل المياه من الصليف إلى الجزيرة كل يومين لا تفي باحتياجات سكان الجزيرة، بل إن معاناتهم ت زداد عندما يصل سعر الوايت الماء بـ3500 ريال، ومثل هكذا مبلغ يعتبر كبيراً جداً عند مواطنين لايوجد لهم أي دخل عدا الاعتماد على صيد الأسماك لأيام محدودة بالشهر .
ويطالب سكان الجزيرة بالعمل على حل مشكلة المياه ولن يتم ذلك إلا بمد أنبوب من رأس عيسى حتى جزيرة كمران لوجود مياه جوفية في رأس عيسى وكذا لقربه من الجزيرة مسافة 1 كيلو متر فقط، وهو ما طالبت به اللجنة البرلمانية التي زارت الجزيرة أواخر العام الماضي للوقوف على وضع الجزيرة .
وبحسب رئيس لجنة الخدمات بالمجلس المحلي بالجزيرة فإنه تم اعتماد مبلغ 120 مليون ريال لإنشاء شبكة للمياه تمتد إلى كافة منازل كمران وكذا عمل عدادات، إلا أن ذلك لم يتم تنفيذه .
وبالرغم من وجود قرابة 18 بئراً سطحية وسدين وحواجز مائية في الجزيرة تعمل على الحد من معاناة السكان في توفير المياه العذبة إلا أن ما يتوفر فيها من مياه الأمطار لا يفي بالغرض وينقل بالطرق البدائية .
قرية مكرم وحرمانها الخدمات الأساسية
عقب ذلك انتقلنا في طريق ترابي متعرج إلى قرية مكرم شمال غرب الجزيرة، ولا يوجد في الجزيرة بأكملها أي طريق أسفلتي تربط بين مركزها وقراها وكذا المعالم السياحية والتاريخية والأثرية البارزة فيها .
تعتبر أكبر قرية في الجزيرة ويبلغ عدد سكانها 700 نسمة تبرز معاناة ساكنيها في عدم توفر الخدمات الأساسية كما هو حال مركز المديرية بل إن الإهمال لفها هي الأخرى .
لا يوجد بين أبنائها أي موظف حكومي سوى 3 أفراد هم خارج الجزيرة، أما بقية السكان فمصدر دخلهم الوحيد من صيد الأسماك، وإن كان ذلك مصدر رزقهم الوحيد إلا أنه لا يغطي احتياجاتهم الأساسية فيقول الشاب/ خالد عثمان- وهو من أبناء القرية ويعمل في صيد الأسماك: مصدر دخلنا في مجال الصيد لا يغطي مصاريفنا فنحن نصطاد لمدة 5 أيام متواصلة ونبيعها بألفي ريال فقط، وأحياناً نتوقف لأكثر من أسبوعين دون عمل بسبب الرياح الشديدة في البحر، وإذا ما توقفنا عن العمل نستدين لتغطية مصاريفنا وبعدها نعمل على قضاء الديون وهكذا. ويضيف: هناك كثير من الصيادين غرقوا في البحر بسبب الرياح ومنهم من اختفى وفقده أهله وأبناؤه ».
وفي القرية مدرسة أساسية فقط ومن أراد منهم استكمال دراسته الثانوية فعليه الانتقال مسافة 17 كيلوا مشياً على الأقدام إلى مركز الجزيرة أو بواسطة الدراجات النارية وهي وسيلة النقل الوحيدة في الجزيرة، وذلك يعتبر أهون عند أبناء الجزيرة فإلى عام 97م كان طلاب الثانوية ينتقلون إلى مدينة الحديدة لأداء الامتحانات النهائية .
وخلال العام الجاري خفت معاناة الطلاب بتوفير باصات نقل قدمها رجل الأعمال أحمد العيسي وقدمت شركة التبغ والكبريت هي الأخرى باصاً لنقل الطلاب من الصف السابع حتى الثانوية مما خفف من معاناتهم .
غابة الشورى سحر الطبيعة وجمال المنظر
في غابة الشورى المتميزة بأشجار «المنجروف» يأسرنا جمالها الطبيعي ومنظرها الخلاب فهي تحتوي على أشجار وحيوانات وطيور نادرة .
وفي ذات الغابة التي تحتل 20% من مساحة الجزيرة توجد أشجار «المنجروف» جذورها تقوم عند نباتها بفلترة المياه المالحة وتحويلها إلى مياه عذبه فتشاهد على الغابة مياه صافية نقية، إلا أن الإهمال وعدم الترويج لها سياحياً أدى إلى انقراض الحيوانات والطيور النادرة عدا قليل من الغزلان وبعض الجمال ترعى فيها
وقد أصدر رئيس الجمهورية أثناء زيارته لكمران أواخر 2008م قراراً بتحويل الغابة إلى محمية طبيعية، ولكن يبقى ذلك القرار مرهوناً بالترويج للغابة والمحافظة عليها وقبل ذلك الاهتمام بالجزيرة بشكل عام والعمل على إيجاد تنمية خدمية وأساسية فيها. وفي جزيرة كمران الغنية بالشعب المرجانية والمتميزة بمواقع الغوص يوجد فيها منتجع سياحي واحد لمستثمر يمني، وعند زيارتنا له كان خاوياً على عروشه وليس فيه أي سائح أو زائر بالرغم من تميز موقعه وإطلاله على أفضل مواقع الغوص في الجزيرة .
وكون المنتجع هو الواجهة الوحيدة للسياحة في الجزيرة لأن ما عداه من مواقع تاريخية وأثرية أصبح مهدماً ومدمراً، ويبقى الإقبال عليه من قبل السياح والزوار، إلا أنه يفتقد لأبسط الاحتياجات السياحية.. يقول مساعد مدير أمن كمران وأمن المنتجع -عبده مدني» إن السياح يأتون إلى المنتجع ولا يوجد أي قارب توجد فيه أدنى مقومات السلامة، كما لا يوجد أي قارب للإنقاذ أو قارب للحراسة الأمنية لهم. ويضيف: طالبنا لأكثر من مرة بتوفير أهم الاحتياجات حتى تكون الجزيرة مكاناً جاذباً للسياح لكن دون جدوى .
مطار مدمر لا تستطيع أن تطير منه جراده ..
ونحن نطوف في ربوع جزيرة كمران مررنا على مساحة ترابية واسعة أشاروا لنا إلى أن هذا هو مطار كمران، كان قد استحدثه البريطانيون خلال فترة احتلالهم للجزيرة، و منه كانت تقام منه رحلات جوية دولية إلى جيبوتي والحبشة وبومباي كما كان يوجد في المطار مدرجاً وصالات استقبال وانتظار ومغادرة إلا أن وضعها الحالي السيئ لا تستطيع أن تطير منه جراده. وحسب وليد بعش رئيس لجنة الخدمات بمحلي كمران فإن الهيئة العامة للطيران نزلت إلى الجزيرة وعملت دراسة وصدر قرار بإعادة تأهيل مطار كمران كواجهة سياحية وليكون طريقاً لإحداث نقلة تنموية نوعية داخل الجزيرة، إلا أن الدراسة والقرار بقي حبراً على ورق ولم يتم تنفيذ ذلك والمطار على ما هو عليه من الإهمال. كما أن جزيرة كمران كانت مركزاً للحجر الصحي لفحص الحجاج القادمين من آسيا وأفريقيا عبر البحر قبل وصولهم إلى المشاعر المقدسة .
كهرباء كمران وعذاب الصيف
جزيرة كمران وهي تعيش الحرمان من كافة الخدمات الأساسية فلا شك أن وضعها بالنسبة للكهرباء لن يكون أحسن حالاً ومعاناة السكان ستكون أشد ولاسيما في شدة الحر وحسب أهلها» أيام الحر الشديد إذا انقطعت الكهرباء لانستطيع النوم ونخرج من المنازل ».
تعتمد الجزيرة على مولد كهربائي يعمل من الساعة الـ8 مساءً حتى الـ3 فجراً، فيما بقية اليوم يعيش المواطنون على نور الشمس وطاقتها، وفي توصيات اللجنة البرلمانية أوصت وزارة النفط على زيادة مادة الديزل للمولد الكهربائي الحالي بما يكفل تشغيله لمدة 18 ساعة، وذلك أيضاً لم يتم تنفيذه عدا اعتماد 10 آلاف لتر شهرياً من قبل المجلس المحلي بالجزيرة .
صحة كمران المعلولة..ووعود وزير الصحة الوهمية:
أما في الجانب الصحي في الجزيرة فحدث ولا حرج، وكونه من أهم أساسيات الحياة من خلال توفير كادر صحي بمعداته اللازمة لكن أنىّ لكمران أن تحظى بذلك؟ وح سب مدير المديرية - أحمد مارش فإن مشكلة الصحة في الجزيرة ليست في المباني أو البنية التحتية فهي موجودة وإنما المشكلة في عدم وجود المعدات الطبية الحديثة والكوادر الطبية. مشيراً إلى وجود 4 وحدات صحية للإسعافات الأولية تعمل بكادر محلي في حين لا يوجد الكادر الفني». لافتاً» إلى أن هناك المستشفى الريفي وهو قيد الإنشاء وتم إنجاز 50% منه. كما أن معاناة سكان الجزيرة تزداد عند وجود أي حالة مرضية طارئة كولادة وغيرها من الأمراض الكبيرة فلا تتوفر الأجهزة الطبية اللازمة لإسعافها، كما أنهم يعانون بذات الوقت في عدم وجود وسيلة نقل للحالات المرضية الطارئة من القرى إلى مركز الجزيرة وكذا من مركز الجزيرة إلى مدينة الحديدة ، فعلى سبيل المثال إذا ما كان هناك امرأة حالتها المرضية صعبة كولادة أو غيرها ويستلزم نقلها إلى الحديدة فما حيلت المضطر إلى ركوب قارب صغير مكشوف وسط أمواج البحر المتلاطمة فيزيد ذلك ألماً إلى آلامها .
ويؤكد مدير المديرية ورئيس لجنة الخدمات أن وزير الصحة د. عبدالكريم راصع الذي يزور الجزيرة للاستجمام وعدهم بتوفير سيارة إسعافية مجهزة بكافة المعدات الط بية وبصورة عاجلة، مع توفير مكافأة للموظفين الصحيين داخل الجزيرة أسوة بموظفي سقطرى إلا أن ذلك مجرد وعود وهمية ولم يتم تنفيذها رغم المتابعة المستمرة حسب قولهم .
الملكة إليزابيث فـي كمران
في جزيرة كمران يوجد قصر الملكة البريطانية إلي زابيث الذي قضت فيه شهر العسل وهو قصر أث ري يجذب كثيراً من السياح والزوار لمكانته إلا أن إهماله حوله إلى «خرابة» غابت عنه رمزيته التاريخية السابقة، وحسب مارش فهناك توصيات من وزارة الثقافة بتحويله إلى قرية سياحية. كما يوجد في الجزيرة معالم أثرية تاريخية قديمة تحول كمران إلى واجهة سياحية عالمية إذا ما رممت وتم إعادة تأهيلها وتطويرها والاهتمام بها والحفاظ عليها. في الجزيرة يوجد الجامع الكبير الذي بناه القائد المملوكي المصري حسين الكردي عام 1515م، لكن الإهمال يظهر عليه من بُعد والتشققات قد أكلت جدرانه الداخل ية والخارجية .
كما توجد الكنداسة وهي محطة تحلية للمياه أقامها العثمانيون ورممها البريطانيون بعد ذلك، إلا أن من يزورها يبكي لحالها، وأيضاً يوجد ضريح العراقي تم بناؤه عام 505هـ وهو الآخر معلم تاريخي وأثري مهمل. وما يتفطر له القلب ألماً وتتحسر النفس على إهماله تلك القلعة التاريخية الشامخة «قلعة كمران» التي بنيت قبل الإسلام أثناء الاحتلال الفارسي لليمن.. قلعة تميز بناؤها بالشموخ والقوة والدقة الهندسية ولها بوابة عملاقة طراز البناء فيها يشبه الطراز الفارسي، تجدد بناؤها في فترا ت تاريخية متلاحقة أيام الأيوبيين والبرتغاليين والعثمانيين، وتم إهمالها وتدميرها في عصر اليمنيين الحاليين .
تنظر إلى القلعة وعيناك تفيض من الدمع حزناً على وضعها السيئ وما تجده من إهمال في بوابتها الرئيسة وقد تحولت إلى «جروف» وأحجارها الكبيرة إلى أخاديد وطمست رموز حفرت على أحجارها وعمدانها، كما أن مبنى القلعة تهدم وتدمر بكامله ودفنت معالمها وأحجارها وتحولت إلى كتل ترابية.
تجاوب موعود من وزا رة الثقافة
وفي ظل استغاثة جزيرة كمران بكافة الجهات المختصة لإنقاذها والنظر إليها فجميعها غضت الطرف عنها وكأنها لا تعنيها .
ورغم الوضع المأساوي للآثار والمعالم التاريخية في الجزيرة يؤكد مدير عام المديرية أن وزارة الثقافة هي الو حيدة التي تجاوبت مع توصيات وتوجيهات البرلمان وقرار الحكومة لكافة الجهات المختصة بالنزول إلى الجزيرة والوقوف على وضعها واتخاذ إصلاحات لها. ويشير مارش إلى أن الثقافة نزلت بلجنة إلى الجزيرة وعملت دراسة لكافة المواقع الأثرية والتاريخية من أجل إعادة تأهيلها وترميمها بما يليق بها، حيث أكدت على ترميم وإعادة تأهيل قلعة كمران والجامع الكبير ومسجد الجبانة وضريح العرقي وكذا قصر الملكة إليزابيث وتحويله إلى قرية سياحية. كما قامت وزارة الثقافة -حسب مارش- باعتماد مركز ثقافي وصالة في الجزيرة تكون عبارة عن مكتبة ثقافية .
ويشير مدير كمران إلى أن البرلمان أوصى وزارة التخطيط بسرعة اعتماد (عبارة نقل كبيرة) لنقل المواطنين والسياح من وإلى الجزيرة. إضافة إلى تزويد الجزيرة بعدد من الطرق الإسفلتية التي تربط بين قرى الجزيرة ومركز المديرية .
جسور آيلة للس قوط
وأثناء مرورنا من مختلف طرق الجزيرة الترابية وجدنا 5 جسور من الخشب تعتبر المنفذ الوحيد من الجزيرة إلى القرى، إلا أن وضعها سيء جداً وآيلة للسقوط فهي عبارة عن خشب متهالكة لا يصح أن تسمى جسوراً، ومنها تمر السيارات بل من ذاتها مر موكب رئيس الجمهورية في زيارته الأخيرة لكمران .
تداخل المهام والاختصاصات سبب الإهمال:
وعند عودتنا من جزيرة كمران إلى صنعاء كان علي أن أزور الهيئة العامة لتنمية وتطوير الجزر اليمنية لنقل ما شاهدته من وضع مأساوي للجزيرة بكافة المجالات وطرح ذلك عليها، لكن يبدو أن ليس لها نصيب من اسمها .
وعند لقائي برئيس مجلس إدارة الهيئة - د. عوض عبدالله بامطرف وطرح ذلك عليه. وأين دور الهيئة إزاء كل ذلك الإهمال؟ أرجعه إلى عدة أسباب ذكر أهمها: وهو تداخل المهام والاختصاصات عند جهات متعددة ذات علاقة ابتداءً بالسلطة المحلية في الجزيرة فالسلطة في المحافظة ثم هيئة الجزر وهيئة البيئة وهيئة السياحة وكذا الشئون البحرية وكل تلك الجهات تتداخل مهامها فكان ذلك أهم أسباب وضع كمران الحالي .
ويضيف: الجميع يعتبر المهام على الهيئة والهيئة ليس لديها موارد، وعندما نأتي نناقش الميزانية مع التخطيط والمالية يقولون إنها من مهامهم وعلينا فقط إعداد النواقص والدراسات والميزانية، وعند التنفيذ يقولون: نحن مستعدون لنكون استشاريين وفنيين ومراقبين ولا نريد أن ننفذ وعندها لم ينف ذ أحد أي شيء .
وفي حين اعتبر رئيس هيئة الجزر زيارة الصحيفة للجزيرة واستطلاع وضعه ا خطوة إيجابية لتنبيه الجهات ذات العلاقة للقيام بمهامها ودورها قال: جزيرة كمران من أهم الجزر الرئيسة التي أغفل وضعها الاقتصادي والاجتماعي والسياحي والتنموي، وقد قامت الهيئة بإعداد كتيب وم صفوفة لتطوير وتنمية الجزيرة إلا أن المشكلة القائمة كما يقول: في عدم تنمية الجزيرة لتعارض المهام وتداخل الاختصاصات .
وأكد بامطرف أن جزيرة كمران تمتاز بعد جزيرة سقطرى بالسكان حيث يبلغ سكانها حوالي 6 آلاف نسمة منهم ألفين لا زالوا ثابتين فيها و4 آلاف منهم غادروها لعدم وجود البنية التحتية والخدمات الأساسية، فالصيادون غادروها لأنهم يحتاجون إلى ثلاجات لحفظ الأسماك ووقود لقواربهم وكل ذلك لا يوجد في الجزيرة، وكذا الطلاب اضطروا للانتقال لإكمال دراستهم .
ولفت رئيس هيئة تنمية وتطوير الجزر إلى أن مجلس الوزراء وقف أمام واقع الهيئة الأسبوع الماضي واتخذ قراراً بإعادة هيكلة الهيئة.
*بالتزامن مع صحيفة الأهالي.