مليشيات الحوثي تختطف 282 مدنيًا من 9 مديريات أمريكا تعلق على الضربة الصاروخية الإيرانية ضد إسرائيل لماذا نجحت استخبارات العدو الإسرائيلي في لبنان وفشلت في غزة؟ بعثة ايران لدى الأمم المتحدة تكشف عن نوعية الرد لبلادها في حال ردت إسرائيل على هجوم اليوم توجيه حكومي بمنع تحصيل أي رسوم غير قانونية من المسافرين في ميناء الوديعة معلومات حصرية تفضح أحدث منظومة مالية سرية للحوثيين - وثائق تثبت تورط المئات من شركات الصرافة توكل كرمان من لاهاي أمام تجمع عالمي: العالم يواجه الآن خطراً خطيراً يتمثل في الحرب السيبرانية التي قد تؤدي إلى تقويض الأمن والخصوصية الاعلان عن إصابة سفينتين في هجومين قبالة سواحل اليمن مارب تدشن مارد الجمهورية...الدبابة التي مرغت انوف الحوثيين هيفاء وهبي تبكي على ما يحدث جنوب لبنان مسقط رأسها
استبشر أغلبية الصوماليين خيرا بانتخاب برلمان بلادهم شيخ شريف شيخ أحمد رئيسا جديدا للصومال ليصبح أول رئيس يجمع بين شرعيتين شرعية الثورة على أوضاع فوضوية فاسدة وقتال المحتل وشرعية الصندوق الشفاف ، كما أن انتقال الحكم من قائد عسكري إلى أستاذ تربوي يمثل محطة فارقة في تاريخ الصومال الحديث الذي أرهقه صراع العسكر والمليشيات المسلحة متعددة الانتماءات ، فالرئيس الجديد يعني للصوماليين ضوءا في نهاية النفق المظلم الذي دخلته البلاد منذ انهيار نظام الرئيس محمد سياد بري عام 1991 ذلك أن شيخ شريف يعتبر من الشخصيات البارزة التي وضعت بصمتها على الحياة السياسية في الصومال حيث يرى محللون صوماليون أن سر نجاح الرئيس الجديد البالغ من العمر 43 عاما يكمن في تربيته الصوفية التي أكسبته التواضع وانتماؤه لجماعة لإخوان المسلمين أكسبه قدرة التنظيم والقيادة كما أن تسلحه بالقوة لحل مشاكل الصومال كان من فوائد انضمامه لاتحاد المحاكم الإسلامية التي سيطرت على مقديشو ومدن أخرى عام 2006 ونشرت السلام والأمن ، إلا أن غزو القوات الأثيوبية وإسقاط نظام المحاكم بدد حلم الصوماليين وأصبح رئيسها مطاردا تلاحقه نيران الأثيوبيين وحلفائهم لكن مفارقات القدر جعلت هذا الطريد يدخل العاصمة الأثيوبية أديس أبابا بصفته رئيسا للصومال للمشاركة في القمة الأفريقية .
قوبل انتخاب شيخ شريف رئيسا للصومال بترحيب عربي ودولي واسع حتى الولايات المتحدة الأمريكية التي صنفته في السابق إرهابيا قالت على لسان مبعوثها جون ييتس إنها تتطلع إلى التعاون معه وحكومته الموسعة وأنها ستدعم جهود إقامة الديمقراطية وإحلال السلام في الصومال ، وربما يرجع ذلك إلى عاملين اثنين أولهما أدراك واشنطن والمجتمع الدولي لأهمية وجود سلطة قوية على أرض الصومال أيا كانت إيديولوجيتها بعد أن هدد القراصنة أمن أهم ممر مائي في العالم أما العامل الثاني : تصريحات شيخ شريف نفسه الذي أكد لوسائل الإعلام أنه يتبنى منهجا وسطيا معتدلا يناهض التطرف ودعا الغرب إلى تلمس الفرق بين متطرفين يشوهون صورة الإسلام بأفعالهم وأولئك الذين يأتون إلى السلطة عبر صناديق الاقتراع ..وبقدر ما عبرت تلك التصريحات عن قناعات الرجل فقد جعلت رفاقه في السلاح يتمسكون أكثر بمواقفهم الرافضة لما تمخض عن اجتماع البرلمان الصومالي في جيبوتي بل إنهم يرون في الرئيس الجديد عراب المشروع العلماني الجديد في الصومال .
تقف في وجه الرئيس الصومالي الجديد تحديات عدة في ظل فوضى سياسية وأمنية وأضاع إنسانية متردية ، وأول هذه التحديات وأهمها إقناع الفصائل الإسلامية التي لم تشارك في العملية السياسية بما فيها تحالف إعادة تحرير الصومال جناح أسمرا وحركة شباب المجاهدين التي تتمتع بتأييد شعبي كبير لدورها في مقاومة الاحتلال و تسيطر الآن على مناطق واسعة في جنوب الصومال وأهمها مدينة بيداوا ، وربما تسهم وساطة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في تقريب وجهات النظر بين رفاق الأمس وفرقاء اليوم ، أما التحدي الثاني فهو بناء المؤسسات المدمرة وإقامة جيش وطني قوي وقوات شرطة تضع حدا لثقافة العبث والقرصنة خاصة أن شيخ شريف سيحكم جيلا جديدا عاش عقدين من عمره في غياب القانون وثقافة الدولة ، أما التحدي الثالث فهو إيجاد حل للقوات الدولية المتوقع نشرها قريبا إلى جانب القوات الأفريقية و التحلي بسلوك سياسي يوفق بين المصالح الإقليمية وطموحات دول الجوار وبين المصلحة الوطنية وأدبيات نظام الحكم التي ستنطلق بلا شك من الشريعة الإسلامية مصدرا وحيدا للتشريع ، وهناك تحد رابع لايقل أهمية عن سابقيه هو قدرة النظام الجديد على التعامل مع القبائل التي تعد مصنعا حيويا لأمراء الحرب وإدماجها في ثقافة الدولة الجديدة التي تعني تحقيق العدالة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
اعتقد أن انتخاب شيخ شريف شيخ أحمد رئيسا للصومال يمثلا أفقا جديدا للصوماليين وعلى المجتمع الدولي أن يبتعد عن النظر للصومال من البحر والجو وأن يلقي بالا لما يجري على الأرض كما أن على العرب الذين تركوا الصومال لوقت طويل يغرق في مآسيه اقتناص هذه اللحظة التاريخية وأن يقدموا كل أنواع الدعم لتقف الدولة العربية رقم 22 على أقدامها لأن غيابها جعل دولا عربية أخرى تضرب أخماسا في أسداس بعد أن أصبحت مياهها الأقليمية ساحة لسفن الحماية الدولية .
M_HEMYARI_Y@YAHOO.COM