استئناف العمل بميناء الحديدة وحصيلة أخيرة بضحايا القصف الإسرائيلي
خبير عسكري يأتي برواية مختلفة تماما ويكشف عن طرف ورط الحوثي لتبني الهجوم على تل أبيب!
ماذا قالت المرشحة المحتملة لرئاسة أميركا وبماذا توعدت ترامب؟
شركة هواوي تزف خبر سار وتكشف عن أبرز مواصفات حاسب المحمول الجديد
إسرائيل تستنفر استعدادا لكل السيناريوهات.. ومسؤول يتحدث عن صراع طويل الأمد مع الحوثيين
بنك الأهداف التي توقع الإعلام العبري أن يستهدفها الحوثيون ردا على هجوم الحديدة.. ما هي وهل تكفي ترسانتهم؟ ومن الطرف الثالث المحتمل في هذه المواجهة؟
الريال اليمني يواصل الإنهيار بشكل مُخيف أمام العملات الأجنبية
وزير الدفاع الإسرائيلي يصدر قرارات خطيرة تنذر بحرب قادمة
السعودية تعلن تنفيذ حكم الإعدام بحق وافد سوري.. تفاصيل
الضالع.. اللواء الرابع - احتياط يدشن المرحلة الثانية من العام التدريبي والقتالي والاعداد المعنوي 2024م
المهتمون أوالمعنيون بشؤون التحولات الديمقراطية في المنطقة يصوبون اهتماماتهم نحو رصد حجم تأثير القوى السياسية ودورها في عملية التطور السياسي في كل دولة على حدة، سواء عن طريق الضغط على النظام ومخاصمته أم عبر التفاهم مع الحكم ومشاركته. مع التأكيد على أن مشاركة السلطة أو معارضتها هو اختيار سياسي لا يجوز الاستهانة به في مسار دعم الديمقراطية وتطويرها، ولا ينبغي مقاربته بطريقة تعميمية وبمواقف مسبقة، وإنما عبر قراءة متأنية وهادئة.
غير أن المشكلة العويصة في اليمن ، هي ضعف قوى التوازن السياسي الواعية، وحضور خفي لقوى مختلة لا تلعب دورا إيجابيا، بقدر ما تلعب دورا سلبيا ذو مردود متأزم ومثير للفوضى، والمزيد من الإرباكات، التي ترتد بالضد على السلطة ذاتها كونها جزء فاعلا فيها ،وتلعب دورا محوريا في صنع سلوكها السياسي.
ففي ظل أزمات داخلية يعيشها نظام صالح ،الذي يتصارع مع ذاته ويخوض تصفيات ذاتية لجزء من قواه المتموضعة فيه ، وتلك الشابة التي تعمل على نفي القديم كلا من جهته للفوز بنصيب وافر من تأسيس قوى نفوذ جديدة ،تمهيدا لأحكام القبضة على مقاليد الأمور، أو بالأصح تقاسم ميراث الحكم بكامل منظومته الكئيبة التي قتلت بهجة اليمنيين، وجعلت البلاد اليوم على كف مستقبل مجهول معالمه تتبدى من خلال ملامح حاصلة ومخاضات سلبية تهدد وحدة اليمن ونسيجه الاجتماعي.
فإذا كانت المعارضة اليمنية –تكتل المشترك- قوة ينظر إليها بعين الاعتبار من قبل الشعب والخوف من قبل السلطة ، إلا أنها سرعان ما تصاب بوهن الراحة بعد حركة إيجابية على مستوى الشارع ، إذ انها تفقد فورة حماسها معتقدة أنها بحشد قوي واحد ليوم واحد أو أيام على فترات متقطعة قد لقنت السلطة درسا في فن الإصغاء لها ، وإخراجها من حالة الصمم السياسي الذي تتعمد الرد به على مطالبها ، فالمعارضة لا تبدي جدية في المعارضة بدليل أنها ، تنسى أنها معارضة سياسية يجب أن تكون ذات نضال مستدام لا يهدأ ، و لا يعرف وقتا للراحة ، لا مجرد فورة حماس سرعان ما تتلاشى عند أول رغبة شعبية في التغيير ..!!
ليس المطلوب منها المعارضة على الدوام من أجل المعارضة والصدام الدائم مع السلطة، ولا الموالاة الكاملة للنظام والتنازل عن المطالب السياسية والشعبية دون مبرر، وإنما يقاس نجاح القوى السياسية بقدرتها على الدفع في اتجاه إصلاح حقيقي يعمد إلى توزيع السلطة بين النخب الحاكمة والنخب السياسية، وإحداث توازن بين السلطات الثلاث، وتفعيل أدوات الرقابة والمتابعة، وتحرير السلطة من التمحور في خدمة المصالح الخاصة والمحدودة لنخبة الحكم، وهذا ما تبدو اليوم المعارضة غير قادرة على تحقيقه كحد تغييري أدنى ،فما بالكم بالتغيير الجذري للنظام الذي تردده نخبها السياسية على منابرها الإعلامية عديمة الجدوى والفاعلية ، والتي لم تراكم وعيا سياسيا حتى بين أعضاءها والمنتمين إليها بأهمية الإصلاح وخطورة استمرار النظام في إنتاج ذاته على البلاد ووحدتها وأمنها واستقراها وتقدمها.
إن انتفاضة 27نوفمبر الماضية بصنعاء أوجدت كما- أخمن- حالة من الخوف لدى الصغار الطامحين بوراثة الحكم والمتصارعين خفية علية ، مما جعلهم يضبطون إيقاع صراعهم بحيث لا تؤثر عليه تدخلات أخرى-حتى ولو كانت من الداخل- أي أن يبقون مسار الصراع في إطار لا يخرج عن جعل العوامل الخارجية تعمل على حرف مساره لتستفيد منه فالكعكة يجب أن يقتسمها في النهاية الأبناء ، وإن تفاوتت القوة فيما بينهم ، لكن موقفهم من المعارضة واحد ، وإضعافها أمرا ضروري لعملية نقل ذلك الميراث الملغوم بأسوأ الأزمات.