تعرف على التصفيات الأوروبية المؤهلة لكأس العالم 2026 أول دولة أوربية تستعد لتداعيات موجعة في حال غادر السوريون أراضيها وزارة الداخلية السعودية تطلق ختمًا خاصًا تحت مسمى «أهلًا بالعالم» قيادي حوثي رفيع يدخل في مواجهة وتحدي مع مواطنين بمحافظة إب و يهدد أرضهم وحياتهم الجامع الأموي بدمشق يشهد حدث تاريخي في اول جمعه بعد سقوط الأسد عاجل: قائد إدارة العمليات العسكرية في سوريا أحمد الشرع يكشف عن مخطط جديد لمبنى سجن صيدنايا تعرف على الشروط الأمريكية لرفع هيئة تحرير الشام من قوائم الإرهاب ملك خليجي يبعث برسالة ''ودية'' إلى القائد أحمد الشرع ''الجولاني'' سقوط بشار يرعب عبدالملك الحوثي.. ''قال أن لديه مئات الآلاف من المقاتلين جاهزين للمواجهة'' صنعاء درجة واحدة فوق الصفر.. توقعات الطقس للساعات القادمة في اليمن
تعد زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني في يوم الجمعة الماضي الموافق العشرين من ديسمبر كانون الثاني الجاري إلى اليابان زيارة هامة وتحمل دلالات كبيرة فهي أول زيارة لرئيس إيراني إلى طوكيو منذ قرابة عقدين من الزمان كما أنها تأتي في وقت تحاول فيه واشنطن ودول إقليمية بالمنطقة فرض المزيد من العزلة السياسية حول إيران إضافة إلى الحرب الاقتصادية المفروضة على طهران لتأتي القمة الإسلامية في كوالالمبور بماليزيا والتي شاركت فيها إيران بقوة ثم زيارة الرئيس الإيراني روحاني إلى اليابان والمحادثات الإيرانية الهندية التي تمت خلال وزير الخارجية الهندي جايشنكار لطهران بالأمس لتشكل ملامح التوجه الجديد في السياسية الإيرانية الخارجية حيث بدأت إيران تتوجه نحو الشرق بعد تزايد العقوبات الأميركية ويأس طهران من إيفاء الدول أوربية بوعودها التي التزمت بها للحفاظ على الاتفاق النووي الإيراني .
* مقترحات جديدة لكسر العقوبات الأميركية
من المؤكد بأن مفاوضات بين واشنطن وطهران كانت في صلب محادثات الرئيس روحاني مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، حيث أكد روحاني فور عودته من طوكيوأن " اليابان قدمت اقتراحا جديدا لكسر الحظر الأميركي " المفروض على إيران دون الحديث عن تفاصيل هذا المقترح الياباني ولكن روحاني أكد أن المشاورات سوف تستمر في هذا الصدد .
وهو ما يؤكد بأن المحادثات المغلقة بين روحاني وآبي والتي استمرت لساعة ونصف قد تركزت حول رفع العقوبات الأميركية المفروضة على إيران وأن طوكيو ستقوم بدور الوسيط بين طهران وواشنطن وستقوم بنقل رسائل طهران وأن الاتصالات سوف تتواصل وتستمر حتى تثمر عن انفراج ولو جزئي في ملف العقوبات الأميركية المفروضة على إيران خاصة وأنها تأتي بعدأن تبادلت واشنطن وطهران السجناء في يوم السبت 7 ديسمبر كانون الأول لأول مرة منذ سنوات حيث أفرجت واشنطن عن العالم الإيراني الموقوف لديها مسعود سليماني وبالمقابل أفرجت طهران عن الأميركي المحتجز فيها شيوي وانغ لتعيد هذه الصفقة الجدل والنقاش حول إمكانية حدوث مفاوضات جزئية أو شاملة بين واشنطن وطهران .
على إثر نجاح صفقة تبادل السجناء بين واشنطن وطهران تحدثت صحيفة "وطن امروز" الإيرانية المحافظة في عددها الصادر في 9 ديسمبر كانون الثاني الجاري أشارت إلى بعض التفاصيل "السياسية " لصفقة تبادل السجناء بين طهران وواشنطن حيث أشارت الصحيفة إلىأن " الإدارة الأميركية أعطت الضوء الأخضر لليابان لإنجاز وتنفيذ اتفاقيات اقتصادية مع إيران ولذا سيقوم الرئيس الإيراني حسن روحاني بزيارة مرتقبة إلى اليابان خلال الأسابيع المقبلة لإنجاز هذه الاتفاقيات " وهذا يعني موافقة واشنطن علىأن تلعب طوكيو دور الوسيط بين البلدين إذ أجرى رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي محادثات مع الرئيس الأميركي ترامب يوم الأحد 22 ديسمبر كانون الجاري تناولت القضايا المتعلقة بإيران وكوريا الشمالية ومن المؤكد أنها تركزت حول المفاوضات بين واشنطن وطهران وان شينزو آبي قد نقل الرسالة الإيرانية لترامب وبانتظار الرد إذ لم يكن قد وصل خلال تلك المحادثات .
* نتائج اقتصادية ضئيلة ولكن
لم تحقق زيارة الرئيس الإيراني روحاني والوفد المرافق له إلى طوكيو نتائج كبيرة وملموسة في المجال الاقتصادي ولم يتم ابرام أية اتفاقيات اقتصادية بين البلدين كما بشرت بذلك صحيفة " وطن امروز " الإيرانية وهو ما يعني بأن طوكيو ما تزال ملتزمة بالعقوبات الأميركية المفروضة على إيران خاصة في ظل العلاقات الاقتصادية والسياسية والأمنية القوية بين طوكيو وواشنطن حيث وصل حجم التجارة بين البلدين إلى 200 مليار دولار سنويا بينما لم يتجاوز حجم التبادل التجاري بين طوكيو وطهران في ذروة تحسن العلاقات الأميركية الإيرانية إلى 3 مليار دولار سنويا ويبدوأن الصحيفة الإيرانية حيث تحدثت عن " ضوء أميركي لليابان لإبرام اتفاقيات اقتصادية مع إيران " كانت مبالغة وأفرطت في التفاؤل إذ لم يبدي الجانب الياباني رغبته في إبرام اتفاقيات اقتصادية مع إيران سوى حديث آبي عن رغبة اليابان في الاستثمار بميناء جابهار الإيراني رغمأن الهند ما تزال مستمرة في تعاونها واتفاقاتها الاقتصادية مع إيران بخصوص تطوير هذا الميناء الهام .
من المؤكد بأن روحاني خلال زيارته لطوكيو قد تحدث عن رغبة إيران ابرام اتفاقيات اقتصادية مع اليابان وإعادة تصدير النفط الإيراني إليها واستعادة 20 مليار دولار مجمدة في بنوك اليابان او حتى جزء كبير منها مما سيعيد الثقة إلى قيادة إيران بجدوى التفاوض مع الجانب الأميركي عبر الوسطي الجديد " اليابان " وما سيشجع روحاني على الضغط على قيادة إيران لإبداء المزيد من المرونة في هذه المفاوضات كونها ستحقق مصالح إيران في وقت يعيش اقتصادها تدهورا حادا جعلها بأمس الحاجة لهذه الأموال إلا أنه من غير الواضح مدى استجابة طوكيو لهذا الطلب في الوقت الرهن إذ يبدوأن طوكيو ما تزال تنتظر الموافقة الأميركية على هذا الطلب والتي لن تأتي إلاأن بعد تقطع المفاوضات بين واشنطن وطهران شوطا كبيرا ويتم الاتفاق على الكثير من نقاط الخلاف بين واشنطن وطهران ، لم تكن النتائج الاقتصادية لهذه الزيارة كبيرة مقارنة بحجم التوقعات الإيرانية لكن يبدوأن الهم الأكبر لروحاني خلال هذه الزيارة هو انجاح المفاوضات مع الجانب الأميركي حتى تثمر ولو بكسر جزئي للعقوبات الأميركية المفروضة ضد إيران وانعاش الاقتصاد الإيراني المتدهور.
* النفوذ الإيراني في باب المندب وخليج عدن
اتفاق رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي مع الرئيس الإيراني روحاني على دعم مشروع " هرمز " الإيراني للسلام وعدم مشاركة اليابان في الخطة الأميركية لتأمين الملاحة في خليج هرمز هو مكسب كبير لإيران فضلا عن إبداء اليابان رغبتها في إرسال سفينة استخبارات إلى خليج عدن وباب المندب وعلى متنها 250 جندي للمشاركة في حماية الملاحة الدولية وطرح هذا الأمر على الرئيس روحاني يؤكد نفوذ إيران في باب المندب والبحر الأحمر من خلال " الحوثيين " حلفاء إيران في اليمن وهو ما يفسر استقبال وزير الدفاع الإيراني العميد أمير حاتمي لسفير جماعة الحوثي في طهران ابراهيم الديلمي باعتباره السفير اليمني المعتمد وبحث سبل تعزيز التعاون العسكري المشترك بين البلدين حيث تناولت هذا اللقاء رغبة اليابان بإرسال سفينة استخبارات إلى خليج عدن وباب المندب واستعداد اليابان لتقديم الدعم للحوثيين حيث أكدت وكالات الأنباء الإيرانية أمثال مهر وفارس وارناأن روحاني ناقش مع آبي الوضع في اليمن وتم الاتفاق على تقديم مساعدات لليمنيين وهو ما يعنيأن إيران قد اقترحت على اليابان دعم الحوثيين لإنجاح مساعيها البحرية في خليج عدن وباب المندب وحتى لا تتكرر عملية احتجاز الحوثيين للسفينة الكورية الجنوبية في 18 نوفمبر تشرين الثاني بعد دخولها المياه الإقليمية اليمنية ولم يتم الإفراج عنها إلاأن اعتذرت كوريا الجنوبية للحوثيين ـ بحسب حديثهم ـ وهو ما يؤكد بأن الحوثيون حلفاء إيران صاروا قوة بحرية لا يستهان بها وأن قوة جماعة الحوثي البحرية تعزز قوة ايران البحرية ونفوذها في البحر الأحمر وباب المندب .
* نجاح كبير للتوجه الإيراني نحو آسيا
نستطيع القول بأن إيران بعد راهنت كثيرا على دور أوربي قد يئست من هذا الدور بعدأن تقاعست الدول الأوربية عن الوفاء بالتزاماتها التي قطعتها لإيران للحفاظ على الاتفاق النووي وان إيران بدأت تتجه نحو الشرق لمحاولة كسر الحظر الأميركي وفتح أبواب جديدة ومجالات من التعاون والتنسيق وخلق جبهة عالمية ترفض العقوبات الأميركية ضدها وتمد جسور العلاقات والتعاون الإقتصادي لتؤكد إيران أنها تمتلك خيارات وبدائل عديدة وأن خصوما لن ينجحوا في تركيعها وحصارها إذ من المؤكد بأن زيارة روحاني لليابان حققت نتائج إيجابية إذ كسرت العزلة السياسية الدولية التي تحاول بعض القوى فرضها على إيران كما أنها فتحت مسارا جديدا في طريق المفاوضات بين واشنطن وطهران والتي من المؤكد ستستمر لفترة طويلة ولن تكون سهلة وقد استطاعت طهران ايصال رسالتها لواشنطن عبر طوكيو وتنتظر الآن الرد الأميركي كماأن طهران أوصلت رسالتها لليابان ونددت بالعقوبات الأميركية المفروضة عليها وأكدت رغبتها بعودة التعاون الإقتصادي مع طوكيو ووضعت الكرة في ملعب القيادة اليابانية التي ستحاول الموازنة بين مصالحها الكبيرة مع واشنطن ومصالحها وحاجتها للنفط والغاز الإيراني صحيحأن هذه الزيارة لم تحقق الكثير من الأهداف وخصوصا في المجال الإقتصادي لكن إبداء اليابان رغبتها بالاستثمار والتعاون في ميناء جابهار الإيراني قد تكون البداية ومجرد فاتحة لتعاون اقتصادي كبير بين البلدين خاصة إذا نجحت الوساطة اليابانية بين واشنطن وطهران وتم ابرام اتفاق بين البلدين كماأن الرئيس الإيراني قد وظف حضوره في القمة الإسلامية المصغرة في كوالالمبور بماليزيا بحضور قيادات تركيا وقطر وماليزيا وأجرى محادثات مع قيادات هذه الدول ودعاها لزيارة إيران وتم بحسب روحاني " اتخاذ قرارات جيدة للتعاون بين هذه البلدان كما أكد قادة هذه البلدان على عدم قانونية العقوبات الأميركية أحادية الجانب والمفروضة ضد إيران إضافة إلىأن إيران بحضورها في القمة الإسلامية أكدت على ثقلها السياسي ونفوذها الإقليمي وأنها رقم صعب وفاعل في العالم الإسلامي ولا يمكن تجاوزها في أي تحالف إسلامي يهدف إلى جمع شتات العالم الإسلامي نحو آفاق من التعاون والتكامل .
* باحث في الشأن الإيراني