آخر الاخبار

بلا حياء.. الحرس الثوري الإيراني: أيدينا مكبلة ولسنا في وضع يسمح باتخاذ إجراء ضد إسرائيل تقرير أممي :8 % من الأسر بمناطق سيطرة الحوثيين تعتمد على التسول من أجل الحصول على الغذاء واشنطن تتحدث عن اصطياد هدفاً حوثياً إضراب شامل يشل مصانع المياة المعدنية في صنعاء ومصادر مأرب برس تؤكد : إضراب مرتقب لمصانع أخرى دعاية الحوثي فرط صوتية ..تقرير أمريكي ينسف رواية المليشيات:دولة عظمى أرسلت للحوثيين صواريخ كروز مضادة للسفن حملة عسكرية من قوات العمالقة ودفاع شبوة تصل الصعيد لإيقاف حرب قبلية تدور رحاها بين قبائل المقارحة والعوالق كيان موالي للمجلس الانتقال الجنوبي يعلن اعتزامه إنشاء شبكة حوالات موازية للشبكة الموحدة التي أسسها البنك المركزي مركز سعودي عالمي ينجح في إزالة أكثر من 18 مليون محتوى متطرف من «التلغرام» وزير الدفاع السعودي يصل تركيا وأردوغان يعقد معه لقاء مغلقا في المجمع الرئاسي . ملفات الأمن والتعاون المشترك .. تفاصيل الملك سلمان بن عبدالعزيز يصدر توجيهات ملكية بمنح 60 مواطناً ومواطنة بينهم أميرة وقيادات عسكرية ومواطنيين ميدالية الاستحقاق لتبرعهم بالدم

داء الحمدي وعشاء قناة الجزيرة.
بقلم/ د.كمال البعداني
نشر منذ: 5 سنوات و شهرين و 4 أيام
الإثنين 29 إبريل-نيسان 2019 07:20 م
 

منذ أسبوع وقناة الجزيرة تروّج للفيلم الوثائقي (الغداء الأخير) والخاص باعتيال الزعيم الراحل/ إبراهيم الحمدي- رحمه الله-.. قلت في نفسي لقد قرأت الكثير من الروايات عن ذلك في العديد من مذكرات الكثير من الشخصيات السياسية اليمنية، ولكن قناة مثل الجزيرة- بما تملكه من إمكانيات هائلة، ونفوذ وعلاقات واسعة- فلاشك أنها ستثري هذا الموضوع وتظهر لنا العديد من الحقائق الغائبة..

من الساعة العاشرة مساء وأنا أقف أمام التلفزيون متلهفاً لسماع الجديد.. بدأ البرنامج ببث مقاطع من بعض خطابات الشهيد الحمدي ومقابلاته ثم التحدث عن بعض نشاطه والوضع السياسي أثناء حكمه.. وفجأة ظهرت بعض الشخصيات اليمنية لتدلي بدلوها في هذا الأمر.. وتوقعت أنها ستكون من مشارب متعددة في المجتمع اليمني، فإذا معظمها- إن لم يكن كلها- من الحزب الناصري وكأن الشهيد الحمدي كان أميناً عاماً للتنظيم الناصري وليس رئيساً للجمهورية العربية اليمنية.. ولم يكن ينقصنا إلا الأستاذ/ عبد الله نعمان رعاه الله .. ظهر شاباً في العشرينات من عمره يتحدث عن الرئيس الحمدي وماذا كان ينوي فعله في اليمن وقد وصفته قناة الجزيرة بأنه باحث أمريكي في الشؤون اليمنية.. لا ادري متى بحث وكيف؟ ولكن كان لا بد من إضفاء البعد العالمي للموضوع وكلنا يعلم كيف تتم الأمور..

هناك الكثير من الحشو في البرنامج لا لزوم له ولكن من أجل استيفاء وقت البرنامج، كان لا بد منها.. فقد استغرق التحدث- مثلاً- عن الفتاتين الفرنسيتين ما يقرب من عشر دقائق من وقت البرنامج..

الشيء الذي أضحكني أن الأستاذ/ عبد الله الحكيمي- الذي وصفه البرنامج بأنه من أقرب المقربين للشهيد الحمدي وظهر في البرنامج متأثراً أكثر من مرة، متحدثا عن الحمدي وطريقة قتله ومن الذين شاركوا في قتله- قد قال- في ظهوره الأخير- إن الأستاذ/ أحمد العماد- مدير مكتب المقدم الغشمي- قد اتصل به في يوم مقتل الحمدي وطلب منه الحضور إليه، وعندما وصل قال له: نريد أن نكتب (بيان)، فقال له الحكيمي خير أيش حصل هل كان هناك انقلاب وفشل؟ فرد عليه العماد بالقول: مالك يا (جني) لقد قتل الحمدي وأخوه ونريد أن نكتب بياناً وقد قالها عبد الله الحكيمي في البرنامج ضاحكاً.. لم يذكر الحكيمي أنه تأثر واندهش من سماع الخبر أو شكّل له أي صدمة باعتباره كان من أقرب المقربين للحمدي كما وصفه البرنامج!!! بل قال للعماد: إذاً تكون طريقة البيان على كذه وكذه وأخذ يصيغ معه البيان والدنيا عوافي..

أعتقد لو أن الأخ جمال المليكي- معد ومخرج هذا الفيلم الوثائقي- لو أنه كلّف نفسه في البحث في مذكرات العديد من الشخصيات اليمنية السياسية التي عاشت تلك المرحلة لوجد في بعضها معلومات أوفر وأخطر مما عرض في البرنامج.. بل أكاد أجزم أن مجلس مقيل في اليمن قادر على إثراء هذا الموضوع أكثر مما قُدم في البرنامج.. لكن كان من الواضح أن الهدف من البرنامج هو التأليب ضد السعودية- بالدرجة الأولى- وأطراف يمنية أخرى.. لذلك عندما ظهر في البرنامج نائب رئيس البعثة الأميركية إلى اليمن في السبعينات وقال: إن الحمدي لم يكن محل إعجاب السعوديين وخصوصاً في آخر أيام حكمه.

عندما قال ذلك ظهر مباشرة على شاشة القناة عنوان (خبر عاجل). يقول: نائب رئيس البعثة الأميركية يقول كذا وكذا.. بطريقة مضحكة وكأن الخبر يتعلق بموضوع الساعة وليس قبل ما يقرب من اثنين وأربعين عاماً.. وهكذا كلما ورد اسم السعودية في البرنامج أوردوا الخبر تحت عنوان خبر (عاجل).

وهنا نضع هذا التساؤل. ماذا لو كانت العلاقات السعودية القطرية غير مقطوعة، هل كانت قناة الجزيرة ستقدم هذا البرنامج؟ وهل هذا البرنامج وتوقيته يخدمنا نحن كيمنيين؟..

شخصيا لا أعتقد ذلك على الإطلاق بل العكس هو الصحيح.. قدمت قناة الجزيرة- هذا المساء- ولأسباب سياسية برنامج (الغداء الأخير) وقدمت لنا- في نفس الوقت كيمنيين- وجبة (عشاء) غير صحية على الأطلاق..

أيها الأشقاء في الخليج.. لا تحرقونا بينكم ضمن خلافاتكم السياسية، فلم نعد نطيق أكثر من ذلك.. إرحمونا يرحمكم الله