الضالع.. خيال باتساع السماء
بقلم/ كاتب/رداد السلامي
نشر منذ: 16 سنة و 9 أشهر و 9 أيام
الأربعاء 13 فبراير-شباط 2008 08:49 ص

مأرب برس – خاص

ليس في الضالع ما يدعوك إلى أن تكون وجودا هشا مترهلا لأن الضالع وأبناءها يمنحونك من وهج ذواتهم عزة وكرامة.. الضالع التي لا تحتاج إلى مديح زعيم حتى يصفها بالأبية لأن الإباء لم يمنح لها من أحد فهي منبعه المتدفق وشلاله الهادر..في الضالع عنفوان الحلم والريح تجليات الذات في أقدس وجود لها وهي تبرهن على حريتها وصلابتها ينتابك في الضالع إحساس أنيق بمدى أهميتك وكونك تستحق الاحتفاء لأن هؤلاء السمر الذين تنضح أفئدتهم حب لكل إنسان ماثلهم في الذات الحرة وشابههم في الضمير اليقظ يجدون فيك جوهر إنسانيا ثمينا يجب أن يعتز به وأن يمنح كل ثقة واحترام..

أنا ضالعي وتلك قناعتي وسيظل هذا الانتماء متجذر فيَّ لاتدكه أ ي قوة في معادلة لعبة صراع مراكز القوى .. ضالعي الهوى .. وسأبقى في حالة انتماء دائم لأن الانتماء للشرفاء الأحرار هي أصالة تمنحك إمكانية العبور إلى نيل مؤهلات الحياة السامية بكل معانيها وتجلياتها..في الضالع أحببت تلك الوجوه البسيطة المليئة بالثقة والتحدي والإصرار تلك الإرادة التي يستمد منها الحديدة فولاذيته القوية فلا عجب فهم رجال يمنحون الحديد صلابة ويستقي منهم بأسه..

قلوبهم بلون الاشجارأحلامهم بنقاء الماء.. وخيالهم باتساع السماء ...لديهم قدره على التسامح بلا حدود ويتمتعون بقدرة الاغتسال بماء الأماني وقدرة الحلم والانغماس فيه إلى آخر قطراته..ما يعجبك في الضالعي هي هذه الروح الجميلة الكاشفة لعمق الذات والمحدقة في تفاصيل الملامح الشاخصة ..الضالعي إنسان بسيط لكن لا يستطيع أحد خداع تلك البساطة إن قوتهم دوما تكمن في بساطتهم لايعترفون بالخيانة ولا يذيقون سواهم مرارة الغدر يبدءون بنقاء وينتهون بوفاء..

يسرق الحنين منهم جزءا كبيرا من العمر.. يخلصون لحكاياتهم حد الموت ..وللامس في أعماقهم معزة خاصة..

كم أحبهم هؤلاء الضالعيون أصحاب القلوب الخضراء لا يخذلونك أبدا عند الحاجة إليهم فهم أول من يدثر حاجتك ويسترها وهم أول من تلمحهم عيناك عند انكسارك وأول من ينتشلك عند غرقك بأحزانك

يمنحونك أنفاسهم عند الاختناق يحولون أيامهم الى طوق نجاة يلقونه إليك.. لايعرفون المخاتلة والزيف ولا يتمترسون خلف الأحاجي والألغاز واضحين كالشمس متلألئين كالنجوم حين يحبون يحبون بعنف وحين يخلصون يخلصون بعنف وحين يصدمون يصدمون بعنف وحين ينكسرون ينكسرون بعنف وحين يبذلون يبذلون بعنف إذا كنت معهم فالتصق بهم فهم عملة نادرة في زمن الزيف والخذلان..

 النضال واجب في قواميسهم والانعتاق من كل ما يكبل ويؤبد حالة الغيبوبة في الذات عقيدة لاتغادر ضمائرهم..إن هؤلاء المتعبدون في هيكل النضال المستمر ..المتصوفون بالفعل لا بالانعزال يجيدون ترتيل أذكارهم النضالية بجدارة يلقنوها أبناءهم ويقدمون أرواحهم قربانا لذلك..في الضالع عليك أن تكون دوما في حالة انبعاث نضالي سلمي مستمر ..وشعلة وقادة بروح الإقدام والإصرار المستميت ..