إيران من الباب الخلفي لليمن!! (1-3)
بقلم/ علي العقيلي
نشر منذ: 11 سنة و 9 أشهر و 11 يوماً
السبت 09 فبراير-شباط 2013 10:04 ص

الكثير هم من ينتقد التدخل الإيراني في اليمن، والقليل هم من ينتقد التدخل الأمريكي ولا فرق بينهما، غير أن التدخل الأمريكي يأتي من الباب الرئيسي لليمن، بينما التدخل الإيراني يأتي من الباب الخلفي، وكلاهما يسفران عن موت اليمنيين.

والشيء الغريب هو إصرار إيران على ولوج اليمن من الباب الخلفي، على الرغم من أنها لم تسعى يوماً للدخول من الباب الرئيسي كغيرها من الدول الداعمة لمستقبل اليمن، كون اليمن لم يغلق بابه أمام أي دولة شرقية كانت أو غربية، ويرحّب بتبادل العلاقات الاقتصادية والسياسية في مجال التعاون بين البلدين.

ولوج إيران اليمن من الباب الخلفي لم يكن حديثاً، فمنذ قيام الحركة الحوثية وتشكيل ميليشيات مسلّحة في الشمال وإيران تلج اليمن من الباب الخلفي وتنفذ أجندتها ومشاريعها في الداخل اليمني، ولكن الحديث هو اكتشاف خلايا وشبكات تجسس إيرانية، بالإضافة إلى دعم الحراك المسلّح، وهذا يشير إلى أن إيران تلقي اهتماماً بارزاً لإنجاح مشروعها في اليمن، كما يتضح أن التدخل الإيراني لم يقتصر على دعم الحوثي بالمال والسلاح، بل حتى بالمعلومة السياسية والأمنية عن طريق الخلايا التجسسية التي تعمل على تزويد أنصارها في الداخل بالمعلومة السياسية والأمنية، وتنفيذ مهام سرية للغاية تصل إلى حد الاختطاف والتصفية الجسدية لأشخاص بعينهم، كما تعمل على تجنيد العشرات وإرسالهم إلى البقاع بلبنان أو إلى قم بإيران أو إلى معسكرات بأرتيريا المجاورة للتدريب على المهارات القتالية والإعلامية والدعوية، وإعادتهم إلى اليمن لممارسة مهنهم في مناطق متعددة حسب توزيع  المهام.

والمتأمل في التدخلات الإيرانية في اليمن يلاحظ بأنها ليست عشوائية، بل تمشي على إستراتيجية حديثة مواكبة لكل التطورات المفاجئة التي تطرأ على الشارع اليمني، فمثلاً قبل قيام ثورة الحادي عشر من فبراير كانت إيران تهتم بدعم الحوثي بالسلاح والعتاد فقط لبسط نفوذه، وإلى جانبه الحراك المسلّح ودعاة الانفصال الذين كانوا ولا زالوا يحظون بذات الدعم، وبعد قيام ثورة الشباب الشعبية السلمية لم تتوانى إيران من دخول اليمن أيضاً من الباب الخلفي والتواجد بقوة في الساحات الثورية عن طريق الشباب الحوثي المتواجد بقوة بفضل الدعم الإيراني، وسرعان ما أنخرط الحوثي في الساحات وأصبح شريكاً في الثورة السلمية، على الرغم من تمسكه بسلاحه في صعده، وهذا الانخراط السريع والسهل للحوثي الذي يرى قيام دولته في قوة سلاحه، يوحي بمدى الحرص الإيراني الشديد على السيطرة على اليمن، سوى بقوة السلاح، أو بالطرق السلمية من خلال المشاركة بالساحات الثورية، أو حتى بنشر الفوضى والقلاقل وإفشال العملية الانتقالية من خلال دعم العصابات المسلّحة كعصابات الحوثي والحراك المسلّح.

وعلى الرغم من كل هذه التدخلات والاختراقات من الباب الخلفي لليمن مع وجود الأدلة والبراهين، إلا أن طهران تتشدق وتتمسخر من ذلك، كسخرية "محمود زادة" سفير إيران لدى اليمن مؤتمر صحفي عقده بصنعاء قبل شهر

تقريباً حيث تساءل قائلاً: على ماذا تتجسس إيران على بلاد ليست قيمة أصلاً، كما تساءل على المفاعل النووي أم على اقتصاد اليمن أم على معسكراتها نتجسس؟؟ كان الأولى بهذا المتشدق أن يسأل بلاده تلك الأسئلة ولماذا تدعم الحوثي وتصرّ على دعمه بطرق غير شرعية، دام اليمن كما وصف هو بنفسه فلتستغني عنه وتحافظ على أموالها التي تهدرها من أجل السيطرة على بلد لا قيمة له أصلاً!!.

وأتعجب من حديث كاتب ومحلل سياسي إيراني يدعى حسن مغز على قناة الجزيرة في برنامج ما وراء الخبر بتاريخ 1-10-2012م الذي تناول اتهامات الرئيس اليمني لطهران بالتجسس على اليمن، وكان رد هذا الكاتب: "أتصور أن الجانب اليمني لديه مشاكل عديدة في داخل بلده من الاستقرار والأمن والجوع والصحة والسلامة، وخاصة الأمور المعيشية المتدهورة في اليمن، ويتطلع الجانب اليمني إلى وجود بعض الإمكانية للتخلص من هذه المشاكل الداخلية ويقوم بنسب هذه الاتهامات إلى الجانب الإيراني بدون أي دليل وأي برهان، يقول إن إيران الشر؛" ...!!! ألا يعلم ذلك الكاتب والمحلل بأن أغلب المشرّدين في اليمن هم بسبب دعم دولته العصابات الإجرامية بالسلاح، مما تسبب في تشريد العديد من المواطنين وسلب حقوقهم؟؟ هكذا ينتهكون سيادتنا وحقوقنا،  ويبررون لأنفسهم بكل سذاجة وسخرية.

فماذا تريد إيران من اليمن وما الهدف الذي تسعى إلى تحقيقه؟ فإذا كانت بهذا الولوج تريد بناء نظام يمني قوي يلبي حاجة الشعب اليمني فلما لا تدعم النظام الحالي وتشد على أزره وتؤازره حتى يتعدى تلك المرحلة الصعبة التي يعيشها البلد، بدلاً من دعم تلك العصابات المسلحة؟!.

للمقال بقية....