2013 عام هام في حياة اليمنيين !!
بقلم/ تيسير السامعى
نشر منذ: 11 سنة و 10 أشهر و 12 يوماً
الثلاثاء 08 يناير-كانون الثاني 2013 08:35 م

علينا أن ندرك جميعاً أن عام 2013 عام مفصلي في حياتنا نحن اليمنيين ..فإما أن نكون أو لا نكون ..إما ننجح في حل مشاكلنا والوصول إلى بر الأمان وإقامة دولة مدينة ديمقراطية قائمة على العدل والمساواة والتعايش والقبول بالآخر ..أو أن نتحول إلى أمة فاشلة ممزقة، ضعيفة ولا يوجد أمامنا خيار ثالث، هذه الحقيقة التي يجب أن نعلمها وندركها تماماً من أجل أن نحكم عقولنا وقلوبنا وضمائرنا ونجعل مصلحة اليمن فوق كل المصالح الشخصية والحزبية والمنطقية.

اعتقد أن الوقت لا يسمح للمكايدات السياسية والنزاعات المناطقية والطائفية أو المزايدات التي يطلقها البعض بهدف تحقيق بعض المكاسب السياسية أو الحزبية الضيقة, علينا الإيمان بالواقع الذي نعيشه ونبتعد عن الشطحات الحمقاء المثالية الزائدة قبل ذلك كله طي صفحة الماضي تماماً وفتح صفحة جديدة عنوانها يمن جديد خال من الاستبداد والفساد وهيمنة القبيلة والعائلة والفرد وشعارها لا صوت يعلو فوق صوت النظام والقانون وسيادة الدولة اليمنية.

هناك قضايا جوهرية تحتاج منا أولاً إلى اعتراف حقيقي حتى نتمكن من إيجاد حل شامل وجذري لها يرضي جميع الناس في مقدمتهم المواطن البسيط الذي هو صاحب المعاناة الحقيقية ..أهم هذا القضايا وأخطرها هي القضية الجنوبية التي تعد وبدون أي جدل قضية عادلة.. ولا ينكر ذلك إلا فاسد متمصلح لا يريد الخير لهذا البلد.

هذا القضية فيها ظلم كثير، وأول من ظلمها ادعياؤها الذين حولوها من قضية حقوقية مطلبية فجرها أناس شرفاء وطنيون في مقدمتهم الأخوة المتقاعدون العسكريون إلى قضية استرزاق سياسي من قبل مجموعة انتهازية من السياسيين الذين منحوا أنفسهم مشروعية باطلة لا تسند الى أي دليل مادي في تمثيل أبناء المحافظات الجنوبية صاروا اليوم يضعون العراقيل والشروط التعجيزية، أمام الحوار الوطني بحجة الانتصار للجنوب بينما هم في حقيقة الأمر يبحثون عن مصالحهم الشخصية التي فقدوها في وقت سابق.

إن صاحب القضية الحقيقي هو المواطن البسيط الذي يبحث عن العدل والمساواة والحياة الكريمة وإعادة حقوقه المنهوبة التي نهبها النظام البائد كما يريد دولة مدنية ديمقراطية ليس فيها سلطان لشيخ أو عسكري يسعى إلى فك الارتباط مع الظلم والاستبداد والفساد والتهميش ويريد الانفصال عن الماضي القبيح الذي حول الوحدة إلى مشروع عائلي لمصادرة الثروة والسلطة، يريد أن يحس بتغيير حقيقي في واقع حياته المعيشية والاقتصادية ويخلص من كابوس البطالة والفقر والأزمات الطاحنة والحروب العبثية التي ليس لها معنى أو هدف.. وقبل ذلك كله يريد السياسيون والنخب أن تشعر بآلامه ومعاناته، وتبتعد عن النظريات الأيدلوجية التي عفى عليها الزمن والصراعات الحزبية المقيتة التي فرقت وشتتت ومزقت النسيج الاجتماعي.

ليس أمامنا سوى الحوار ولا شيء غير الحوار هو السبيل الوحيد لحل مشاكلنا والبديل عن الحوار هو عنف ومن يعتقد أن لديه قضية عادلة عليه أن يضعها على طاولة الحوار .. ويقدم حججه وعلى القوى التي لا تزال تتمترس خلف السلاح مراجعة حساباتها، فلم يعد هناك أي مبرر لحمل السلاح والاستقواء به.

يجب على الجميع ان يعلموا أن اليمن أكبر من الأشخاص وأكبر من الأحزاب والجماعات والطوائف, وعلى رئيس الجمهورية وحكومة الوفاق والعمل على تهيئة كل الأجواء للحوار وإزالة كل العراقيل التي قد يتخذها البعض ذريعة إيقاف مسيرة الحوار .