آخر الاخبار

بلا حياء.. الحرس الثوري الإيراني: أيدينا مكبلة ولسنا في وضع يسمح باتخاذ إجراء ضد إسرائيل تقرير أممي :8 % من الأسر بمناطق سيطرة الحوثيين تعتمد على التسول من أجل الحصول على الغذاء واشنطن تتحدث عن اصطياد هدفاً حوثياً إضراب شامل يشل مصانع المياة المعدنية في صنعاء ومصادر مأرب برس تؤكد : إضراب مرتقب لمصانع أخرى دعاية الحوثي فرط صوتية ..تقرير أمريكي ينسف رواية المليشيات:دولة عظمى أرسلت للحوثيين صواريخ كروز مضادة للسفن حملة عسكرية من قوات العمالقة ودفاع شبوة تصل الصعيد لإيقاف حرب قبلية تدور رحاها بين قبائل المقارحة والعوالق كيان موالي للمجلس الانتقال الجنوبي يعلن اعتزامه إنشاء شبكة حوالات موازية للشبكة الموحدة التي أسسها البنك المركزي مركز سعودي عالمي ينجح في إزالة أكثر من 18 مليون محتوى متطرف من «التلغرام» وزير الدفاع السعودي يصل تركيا وأردوغان يعقد معه لقاء مغلقا في المجمع الرئاسي . ملفات الأمن والتعاون المشترك .. تفاصيل الملك سلمان بن عبدالعزيز يصدر توجيهات ملكية بمنح 60 مواطناً ومواطنة بينهم أميرة وقيادات عسكرية ومواطنيين ميدالية الاستحقاق لتبرعهم بالدم

لا يمكن الاستمرار في هذه اللعبة
بقلم/ د. محمد البنا
نشر منذ: 11 سنة و 6 أشهر و يوم واحد
السبت 29 ديسمبر-كانون الأول 2012 09:39 م

قانون الحصانة سيء السمعة فرضته المبادرة الخليجية على اليمنيين بحجة تجنيب البلاد مخاطر الحرب والتفكك، ولم يحقق ما أراده معدوه... ومن وافق على قانون الحصانة هم المستهدفون منه... الشعب اليمني لم يعترف بالقانون. لقد كانت الحصانة انتكاسة كبيرة في مسار العملية الثورية في اليمن, فلم تفرز التسوية السياسية الناجمة عن المبادرة الخليجية استقرارا اقتصاديا ولا أمنيا ولا سياسيا، ولم توفر الخدمات الأساسية للمواطنين كالماء والكهربا والتموين الغذائي والدوائي ناهيك عن الانتقال الحقيقي للسلطة.

هذه فقرات من مقالة للدكتور عيدروس النقيب رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي اليمني في البرلمان اليمني. فإذا كان هذا موقف ممثل الحزب في البرلمان فإليه نتوجه بالتساؤلات التالية:

1- إذا كان الموافقون على قانون الحصانة هم المستهدفون منه, فهل يعني ذلك ان أعضاء البرلمان والحكومة والأحزاب السياسية المتوافقة هم المستهدفون بالحصانة؟

2- إذا كان الشعب اليمني لا يعترف بالقانون, فكيف قبل ممثلي الشعب في البرلمان بخيانة الأمانة الملقاة على عاتقهم؟ بل كيف قبلوا مخالفة الشريعة الإسلامية والدستور اليمني؟

3- إذا كان قانون الحصانة انتكاسة كبيرة في مسار العملية الثورية في اليمن, فلماذا لا يبادر من اقروه ممن يعتبرون أنفسهم غير معنيين به إلى طلب إلغائه؟

إن ما يدعو إلى الدهشة والاستغراب ليس فقط محاولات التبرؤ المتأخرة جدا, بل وطريقة القبول والتنفيذ والاستمرار في كل ما يفرضه الخارج دون دراسته أو حتى إبداء الرأي أو طلب الضمانات. فإذا كان أولئك يتحججون بان المبادرة الخليجية قد فرضت عليهم الخنوع وقبول حصانة القتلة, فكيف لم ينتبهوا إلى إن المبادرة طالبت البرلمان بإقرار حزمة القوانين الانتقالية وليس فقط قانون الحصانة؟ وكيف قبلوا بان يمرر قانون الحصانة المتعلق بالقتلة ويعرقل قانون المصالحة والعدالة الانتقالية المتعلق بالضحايا إلى ألان؟ كيف قبلوا التغاضي عن تشكيل لجنة تفسير المبادرة ولجنة الجلوس مع شباب الساحات وإشراكهم في أعمال الانتقال السلمي؟

إن المتوافقين بعد إصدارهم لقانون حصانة القتلة, انتقلوا مباشرة إلى تحصين التابعين بقانون التدوير الوظيفي دون أن يعيروا الضحايا أدنى اهتمام. الأكثر من ذلك أنهم تركوا الجرحى والمعاقين, نتيجة أعمال القتل التي حصنوا مرتكبيها, ليتعايشوا مع الألم والمعاناة والإعاقة في حين قامت الدولة بمعالجة المتضررين من أحداث لاحقة في الخارج على حساب الدولة دون تأخير.

لقد نصت المبادرة الخليجية على اتخاذ القرارات بالتوافق في البرلمان والحكومة, غير أن الواقع يقول بان الحكومة تتوافق في تقديم قانون يتم رفض مناقشته في البرلمان بقوة الأغلبية. فكيف تم ذلك؟ هل دون علمهم أو دون وجودهم؟ وأين هي المبادرة الخليجية من مخالفات البرلمان للالتزامات؟

إن قانون الحصانة يخالف الدستور اليمني, ومازال الوقت ممكنا للطعن بعدم دستوريته أمام المحكمة الدستورية, ومتابعة ما حققه محامي ضحايا جمعة الكرامة قبل اغتياله بسبب دفعه القانوني بعدم دستورية قانون الحصانة مما اضطر المحكمة الابتدائية إلى إحالته إلى المحكمة الدستورية. فتضحية محامي الضحايا أظهرت المخاطر التي تنتظر من يدفع بعدم دستورية قانون الحصانة, مما يستوجب ممن يتبرأ من هذا القانون أن يعمل على عدم التنازل عن الدفع الذي استشهد من اجله المحامي وحماية المحاميين الذين سيحلون محله في القضية. فمثل هذا الأمر سيثبت للجميع نزاهة واستقلالية القضاء أو تبعيته السياسية للقتلة وحلفائهم, وسيعطي فكرة عما ستؤول إليه الأمور فيما لو لجئنا إلى القضاء في الخلافات القادمة.