سجناء العراق بين جدران الموت والإعدامات الطائفية ... بلا قيود تفتح ملف المجازر الصامته مأرب: وزارة الشباب والرياضة تدشن البرنامج التدريبي لعام 2025م تستهدف تأهيل شباب13محافظة. أول توجيهات رئاسية للبنك المركزي.. استعدادات لعزل البنك المركزي بصنعاء وسحب السويفت ونقل مقار البنوك الى عدن أول رد إيراني على تصنيف ترامب للحوثيين كمنظمة إرهابية سفير اليمن بالدوحة يجري مباحثات لإطلاق مشروع طموح لتدريب معلمي اليمن ورفع كفاءاتهم بدعم قطري ويبشر بتدشينه قريبا عاجل : إشهار مؤتمر سقطرى الوطني بقيادة القحطاني .. رسائل للمجلس الرئاسي والسلطة المحلية ومأرب برس ينشر قائمة بقياداته العليا الرئيس العليمي يبدأ أول خطوة في الإجراءات التنفيذية لقرار تصنيف الحوثيين منظمة ارهابية الحكومة اليمنية تعلن موقفها من قرار تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية وزير الخارجية السوري: نستلهم سوريا الجديدة من رؤية السعودية 2030 ماذا يعني تصنيف ترامب للحوثيين منظمة إرهابية أجنبية؟
اقترح ان يغير المثل العربي (أسرع من انتشار النار في الهشيم ) الى ( أسرع من انتشار إشاعة في الفيس بوك ) فلقد اثبت العالم الافتراضي تفوقه على الوسائل التقليدية في نشر الشائعات بل والنفخ فيها وتضخيمها لتغدو (حبة) الإشاعة (كقبة) حدث عظيم (بنكهة افتراضية) يتدافع الكثيرون لتشريحه نقدا وتحليلا واتفاقا حوله او اعتراضا عليه دون حمل هم التأكد من صحته من عدمه بوعي او بدون وعي..إشاعة تغيير اسم مدرسة جمال عبد الناصر في صنعاء (انموذجا) و الذي أكد وزير التربية والتعليم الدكتور عبدالرزاق الأشول- المحسوب على الإصلاح في حكومة الوفاق- عدم صحة هذا الخبر المتداول بان الوزارة قررت تسمية المدرسة (المتميزون) بل ان الوزارة ستخصص المدرسة للمتفوقين فهي ليست إلا إضافة لفظية تفيد التخصيص لتصبح (مدرسة جمال عبد الناصر للمتفوقين)
تسابق الكثير من المفسبكين الى تزيين حيطان صفحاتهم بالخبر المجتزأ بتغيير اسم المدرسة كالذي تحجج بعدم الصلاة باجتزائه للآية الكريمة ( ولا تقربوا الصلاة ) بل وثالثة الاثافي ان من يتولون كبر نشر مثل هذه الإشاعات المغرضة نتيجة لشوزفينيا حادة في شخصياتهم ووسواسهم القهري يميلون لتصديق أنفسهم ويستميتون في التأكيد على صدق إشاعاتهم وكأنما أتوا بآية مبينة حتى وان ظهر كذب ما لفقوه واستبان زيف ما كانوا يدعون مثلهم كمثل ذلك الطفيلي الذي أشاع بين الناس وجود وليمة كبيرة في مكان ما وعندما هرع الناس زرافات الى ذلك المكان للحصول على ما لذ وطاب من تلك الوليمة (الوهمية) تفتق غباء الطفيلي عن إمكانية صدق إشاعته فحث الخطى مسرعا للحاق بالوليمة.
في رأيي ان مثل هذه الإشاعات و الأكاذيب تأتي بعكس ما يريد لها مطلقوها.ففي ظل الحملة الإعلامية المحمومة ضد التجمع اليمني للإصلاح خصوصا بعد تزعم الحوثيون -مؤخرا- لها طاويين تحت جناحهم فلول النظام السابق والمؤتمريين وبعض القوميين واليساريين فأن هذا يدل على فوبيا يعاني منها هؤلاء من الإصلاح كتنظيم يمتلك من القوة ما يؤهله للعب ادوار مؤثرة على كافة الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية وحتى العسكرية , ويمتلك أيضا من المرونة ما تجعله يتكيف بسهولة مع تضاريس متنوعة مختلفة عاملا على تجنيد الظروف المرحلية لحسابه وفي هذا فهو يظهر تفوقا تنظيما الى حد ما مقارنة ببعض الحركات الإسلامية في المنطقة في حين يظهر بوضوح تقهقر وانحسار القومية واليسارية في المنطقة العربية بشكل عام وفي اليمن بشكل خاص وان شهدت هذه الحركات او التنظيمات انتعاشا الى حد ما بعد ثورات الربيع العربي فهو يمثل ردات فعل فوباوية نتيجة لصعود نجم الحركات الإسلامية.
أعود فأقول ان التزاوج الحاصل بين الحركة الحوثية(المذهبية) والقوميين واليساريين (كتنظيمات سياسية) رغم التناقض الأيدلوجي بينهما بالإضافة الى التحالف مع النظام السابق جمعتهم واحديه العداء للإصلاح ويظهر هذا جليا من خلال الانقسام الى معسكرين يمثل الإصلاح احدهما ويمثل الحوثيون مع حلفائهم المعسكر الأخر هذا الانقسام ظاهره السياسة وباطنه المذهبية نظرا لاستحواذ الحوثيين( الشيعة) على حلفاءهم السياسيين بتقديم أنفسهم كند سياسي قوي ومعادل مذهبي موضوعي لتنظيم الإصلاح (السني), ما يزيد حدة الانقسام بين الطرفين ويعمق الهوة بينهما تلك التراشقات الإعلامية التى تزداد كل يوم حدة وتطورا في محاولات كل طرف كسب جولة ضد الطرف الأخر.
وما إشاعة تغيير اسم مدرسة جمال عبدالناصر إلا إحدى هذه التراشقات (الفيسبوكية) الإعلامية والتي استطيع القول أنها لم تكن موفقة فالإصلاح (اختلفنا او اتفقنا معه) مع ما يمتلكه من رصيد ضخم من الخبرات التنظيمية والسياسية ليس بتلك السخافة و السطحية والضحالة حتى (يفطر ببصلة) او (يغرق في كوب ماء) وان كان اختيار أصحاب الإشاعة لتغيير اسم مدرسة ليعطي إيحاءاً بمحاولة سيطرة الإصلاح على التعليم والمرافق التعليمية والتربوية في البلاد واختيار اسم (جمال عبدالناصر ) بالذات ليكون وقع الإشاعة اكبر لدى الناس لمعرفة الإشاعيين (اي أصحاب الإشاعة) مدى حساسية اليمنيين تجاه من يتطاول ضد زعيم يكنون له الحب والتقدير والإعجاب فان هذا لا يقدم الا دليلا آخر على المراهقة السياسية لهؤلاء حين كان يفترض بهم المناورة بشكل أذكى وأكثر نضجا.
يمكن ان نخلص في القول بأنه في ظل وضع نشهد له تطورا سلبيا مطردا في اليمن فإن هذه الإشاعة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة والتي نأمل ان لا تنتقل الخلافات والاختلافات من العالم الافتراضي الى عالم الواقع ومن عالم التلفيق الى واقع التطبيق وان لا تكون إشارات وشرارات توقد نار فتنة تأكل أخضرنا ويابسنا.