عاجل: الحوثي يهدد بعودة العمليات العسكرية بالبحر الأحمر ويمهل إسرائيل 4 أيام
ماذا يحدث في الساحل السوري؟ السعودية تسجل موقفًا عربيًا مشرفًا مع سوريا وتختار طرفها
عددها 7 وهي من أفضل المشروبات لصحتك على مائدة الإفطار
نقص هذا الفيتامين .. قد يقودك للجنون وفقدان الذاكرة
6 أضرار للجسم بسبب التوتر النفسي.. لا تخطر على بالك
إنقلاب 4 قوارب قبالة سواحل اليمن وجيبوتي و فقدان 186 مهاجرا
هجوم روسي جديد يستهدف مطارا في أوكرانيا يضم طائرات من طراز إف-16
روسيا تشن قصفاً مكثفاً و هجوم هو الأعنف بـ261 صاروخاً ومسيرة على منشآت الطاقة في أوكرانيا
اشتباكات دامية ومواجهات لا تتوقف في الساحل السوري... وحظر تجوال في طرطوس وحمص واللاذقية
بيان تحذيري وصارم بعد إعلان ترامب قائمة سوداء لدول يحظر دخول مواطنيها إلى الولايات المتحدة
أسوأ الجماعات والحركات، تاريخيًا، هي تلك التي تدير ظهرها للمستقبل وتنطلق باتجاه الماضي، وهذا ما تطبقه مليشيا الحوثي التي تعمل على جر الشعب اليمني نحو الماضي البعيد بما كان يحمله من جهل وعصبيات وصراعات دموية، أسس لها الأئمة لتقودهم وتمكنهم من السلطة، ثم عملوا على تغذيتها بالخرافات لتبقيهم في سدة الحكم. (سيد وعبد) هكذا قسم الأئمة الشعب اليمني.
لأكثر من 1200 سنة جعلوا أنفسهم في خانة السيادة، وبقية الشعب مجرد عبيد، ولم يكتفوا بهذه القسمة الضيزى، بل قسموا العبيد - من وجهة نظرهم - إلى طبقات، تبدأ بالقبيلي وتمر تنازليًا بالمزين، والجزار، والطبال، وووو لتنتهي بالخادم. فهل اليمنيون عبيد فعلا وهل يستحقون هذه الصفة تحت سطوة تفسيرات دينية مشوهة، وأكاذيب التاريخ المزور ورواياته التراثية التي غلبت السياسة على كثير منها؟ الحقيقة المطلقة أن أي إنسان عاقل لم ولن يرضى لنفسه بالعبودية بمحض إرادته؟ التقسيمات الطبيقية التي عمل الأئمة على تكريسها بين اليمنيين على قاعدة "نحن السادة وأنتم العبيد" تتناقض كليًا مع مبادئ المواطنة المتساوية التي أكدها الدين الإسلامي. القرآن الكريم والأحاديث النبوية وكتب التراث، بما في الأخيرة من علات، مليئة بنصوص وشواهد تؤكد أن الناس سواسية كأسنان المشط، وان الأفضلية بالتقوى لا بالنسب كما يروج أنصار ومعتقدي رواية غدير خم.
اليوم، وبالاعتماد على الخرافات التي أسسها أجدادهم الأئمة يسعى الحوثيون لإعادة إحياء الطبيقة بين الشعب اليمني (سادة وعبيد) بعد أن قضت عليها ثورة 26 سبتمبر المجيدة، وأسست لدولة حديثة بقيم إنسانية ومدنية تنص مبادئها وأهدافها على الحرية والمواطنة المتساوية، والعدالة الاجتماعية، والديمقوقراطية، والتداول السلمي للسلطة ولن يرضى اليمنيون بغير ذلك نظامًا لدولتهم المختطفة.
يعتقد الحوثيون وهمًا أن الشعب اليمني قد رضخ لهم باعتبارهم سادة وأصحاب الحق المطلق بحكم شعب سيتحول بمرور الأيام إلى عبيد وهو ما لن يكون. الفطرة الإنسانية ترفض العبودية ولا حياة إلا بالحرية، ووقائع التاريخ تؤكد ذلك.
وآخرها ثورة اليمنيين في سبتمبر 1962 على دولة الأئمة ورفضهم لذلك النظام الكهنوتي، يقول شاعر اليمن الكبير وحكيمها العظيم عبدالله البردوني:
"البدر" لا "الحسن" السّجّان يحكمنا الـحكـم للـشعب لا "بـدرٌ" ولا "حـسـنُ" نــحــن الــبـلاد وســكّــان الــبـلاد ومــا فـــيـهــا لــنـا إنّنـا الــسّـكّـان والـســكـنُ"
الحوثيون يحتفلون اليوم بيوم أو عيد الغدير، وقد اسموه يوم الولاية، والولاية هي الوجه المحسن للعبودية، ولأن الشيء بالشيء يذكر فمن الجيد أن نتذكر كيف ولماذا أطلقت بريطانيا، ومثلها فعلت فرنسا، مصطلح الانتداب بدلا من الاستعمار في العقود الأخيرة من فترة استعمارهما للشعوب لتخفيف حدة مصطلح الاستعمار لأن الشعوب كانت تأنفه ولا تطيقه. الحوثيون يفعلون ذلك، ويستخدمون مصطلح الولاية بدل الاستعباد لمغالطة الشعب اليمني، ولكنهم سيفشلون.
الولاية خرافة تخاطب عواطف الناس الدينية، ولا تتسق مع سنة الله في خلقه، ولا مع ما ورد في كل الديانات، كل النصوص الدينية تؤكد على سواسية الناس، والعدالة، والحرية التي ولد الناس عليها. الدول تقوم وتتطور وتزدهر وترتقي بانظمة وقوانين تساوي بين جميع مواطنيها وهذا ما تحتاجه اليمن، ولا شيء غيره.
وبما أن الحوثيين يحتفلون اليوم بيوم الولاية، أو يوم الخرافة في حقيقة الأمر، فمن الجيد أيضًا أن نتطرق إلى بعض نتائج الولاية الحوثية على اليمن واليمنيين: - حرب 8 سنوات وقد تطول.