بعد حديث ”غريغيث“ عن ”تحقيق دولي مستقل“.. ناطق الحوثيين يعتبر ”محرقة الأفارقة“ بصنعاء ”نتيجة اعتيادية“

الأربعاء 17 مارس - آذار 2021 الساعة 06 مساءً / مأرب برس ـ غرفة الأخبار
عدد القراءات 3785

اعتبر الناطق باسم ميليشيا الحوثي الانقلابية، محمد عبدالسلام فليتة، المحرقة التي تعرض لها المهاجرون الافارقة في العاصمة صنعاء "نتيجة اعتيادية تحصل في حوادث مشابهة في كل مكان بالعالم".

وشهدت العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي الانقلابية، الأحد 7 مارس/آذار، جريمة مروعة راح ضحيتها المئات من المهاجرين، جلهم أثيوبيين، حرقاً، إثر قيام قوات حوثية برمي قنابل حارقة عليهم فيما كانوا داخل مركز احتجاز تابع لها.

ولم تتضح حتى الآن الأعداد الحقيقية للضحايا، وأحجمت السلطات الحوثية عن إصدار بيانات حول الجريمة وتقول انها فتحت تحقيقاً في القضية، في حين أصدرت بيانات مذيلة باسم جاليات افريقية تقول ان من توفوا جراء الجريمة هم 43 شخصاً وأصيب أكثر من مائتين حالة بعضهم خطيرة.

ونقل بيان لمنظمة هيومن رايتس ووتش عن فليتة قوله عن الجريمة إنه "لا ينبغي تسييسها أو استغلالها خارج سياقها الطبيعي وإذا ثمة حرص على معالجة مثل هذه القضايا ـ قضية المهاجرين غير الشرعيين الى البلد ـ فلتساعد المنظمات في تحسين مراكز الايواء وتضغط على فتح مطار صنعاء لعودتهم الى بلدانهم وبدون هذا لا جدوائية لأي طرح آخر".

واستطرد الناطق الحوثي: "في حقيقة الامر لا يوجد مشكلة مع السلطات في صنعاء مع المهاجرين الغير شرعيين ولا ازمة او خلفية سياسية لذلك مطلقا وقد اصدرت الهيئات الرسمية في صنعاء بيانا حول الموضوع كما اصدرت سفارات الدول المنتمي اليها المهاجرين بيانا توضيحيا حول الحادث ومعالجة خلفياته".

وكان المدير العام للمنظمة الدولية للهجرة "أنطونيو فيتورينو" أصدر بياناً قال فيه إن المنظمة " لا تقوم بإنشاء أو إدارة أو الإشراف على مراكز الاحتجاز في اليمن أو في أي مكان آخر في العالم".

ويأتي البيان على ما يبدو رداً على ادعاءات الحوثيين بأن منظمة الهجرة الدولية هي التي تشرف على مركز احتجاز المهاجرين بصنعاء الذي حدثت فيه المحرقة، ومحاولاتهم تحميل المنظة المسؤولية بزعم "تقاعسها عن أداء دورها في توفير ملاجئ لإيواء المهاجرين".

ونقلت هيومن رايتس ووتش عن مهاجرين نجوا من المحرقة قولهم إن قوات أمن بالزي الأسود والأخضر والرمادي التابعة للحوثيين، كانوا مجهزين بأسلحة ومعدات عسكرية، قدمت إلى المكان مع حراس الأمن، وقال الأشخاص الذين تمت مقابلتهم إن حراس الأمن أمروا المحتجزين بتلاوة "صلواتهم الأخيرة".

وقالت: صعد أحد أفراد القوة الوافدة إلى سطح الهنجر، الذي يضمّ فسحات مفتوحة، وأطلق مقذوفتين على الغرفة. قال المهاجرون إنّ المقذوفة الأولى أحدثت دخانا كثيفا وجعلت عيونهم تدمع وتلذع. انفجرت الثانية، التي أسماها المهاجرون بالـ "قنبلة"، محدثةً دويا ومشعلة الحريق. لا تستطيع هيومن رايتس ووتش التحقق من نوع المقذوفات المستخدمة، لكنّ روايات الشهود تشير إلى احتمال استخدام قنابل دخانية، أو خراطيش غاز مسيل للدموع، أو قنابل صوتية، أو ما يُعرف بالأجهزة "الومضية".

قال أحد المهاجرين (20 عاما): "كان الدخان والنيران كثيفَيْن. لا أجد الكلمات المناسبة للتعبير عن الوضع حينها - انفجرت [المقذوفات]، وتصاعد دخان كثيف، ثمّ انتشرت النيران. كنت مذعورا، وكأنّ الدخان شلّ ذهني. كان الناس يسعلون، وأحرقت النيران الفراش والبطانيات ... احترق الناس أحياء. اضطُررت إلى الدوس على جثثهم للهروب".

بعد نحو 10 إلى 15 دقيقة، ساعد الناس خارج الهنجر في كسر الجدران والأبواب، ونقلوا عددا من الناجين إلى المستشفيات القريبة.

وتابعت انها تلقت "مقاطع فيديو تؤكد روايات الشهود وحلّلتها، بما فيه فيديو التُقط بعد الحريق مباشرة يظهر عشرات الجثث المتفحمة في وضعيات تشير إلى أنهم كانوا يحاولون الفرار لكن الدخان والنار تغلبا عليهم".

وأكدت أنه "عقب الحادث، عمّ انتشار أمني كثيف المستشفيات. قال الأشخاص الذين أُجريت معهم مقابلات إنّهم شاهدوا قوات الأمن الحوثية تعيد اعتقال مهاجرين غير مصابين بجروح خطيرة".

وشددت الأمم المتحدة ومنظمات دولية أمس على إجراء تحقيق دولي في هذه الواقعة التي أثارت غضباً واسعاً في أوساط اليمنيين والمنافحين عن حقوق الإنسان.

ففي حين طالب المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، بإجراء "تحقيق مستقل" في الحادث، خلال جلسة لمجلس الأمن أمس، طالبت منظمة العفو الدولية في تقرير لها بإدراج حادث حريق مركز المهاجرين في صنعاء ضمن التحقيقات الجارية في انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن.