آخر الاخبار

مطار إسطنبول يحقق انجازا دوليا جديدا ويتصدر قائمة مطارات أوروبا عاجل : الإمارات تحذر من منخفض جوي ..  وعاصفة شديدة خلال الايام القادمة مصر تكشف عن خسائر مالية مهولة لإيرادات أهم مضيق بالعالم بسبب توترات البحر الأحمر اجتماع عربي إسلامي بالرياض يطالب بعقوبات فاعلة على إسرائيل ووقف تصدير السلاح إليها الشيخ  محمد بن راشد يعلن بناء أكبر مطار في العالم بكلفة 35 مليار دولار العليمي: ''ندعم جهود اطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن لكن الوصول حاليا الى سلام صعب'' جريمة ''بئر الماء'' في مقبنة تعز وأسماء الفتيات الضحايا.. بيان حقوقي يطالب بردع الحوثيين والتعامل معهم بحزم هيئة كبار العلماء السعودية تنبه إلى ''حالة لا يجوز فيها الحج بل ويأثم فاعله''! أمطار غزيزة في الأثناء مصحوبة بعواصف.. بدء تأثيرات الحالة المدارية التي تضرب محافظات شرق اليمن رغم التطورات في البحر الأحمر.. واردات الوقود والغذاء الواصلة الى ميناء الحديدة الخاضع للحوثيين ترتفع بنحو 30%

شعوبٌ تصنعُ طواغيتَها
بقلم/ ابو الحسنين محسن معيض
نشر منذ: سنتين و 6 أشهر و 3 أيام
الإثنين 25 أكتوبر-تشرين الأول 2021 11:07 ص

 
يتولى أحدُهم مركزا في البلدِ ، رئيسا ، وزيرا ، محافظا ، مأمورا ، مديرَ إدارةٍ ومؤسسةٍ ، قائدا عسكريا وأمنيا ، وغيرها .. . فيبدأ مشوارَه إيجابيا معتدلا فاعلا .... ، وبعد فترة ينقلبُ مؤشرُ حالِه وتتغيرُ بوصلةُ مسؤوليته وتتبدلُ أولوياتُ مهمتِه وتتحولُ أبجدياتُ أهدافِه ، فيصبحُ سلبيا نرجسيا طاغيا . ما الذي بدلَ أهدافَه وقلبَ مهمتَه . من أسبابِ ذلك الضغوطِ الجانبيةِ ، التدخلاتِ التنظيميةِ ، البطانةِ ، التمجيدِ والتزلفِ ، صغرِ السنِ وطيشِ الشبابِ ، التدليسِ الاستخباراتي ، سلبيةِ الشعوبِ ، الدنيا ، المدحِ والتطبيلِ ، العجبِ والغرورِ ، حبِ السيطرةِ والقيادةِ ، الجهلِ والتعصبِ الثوري .... . الأخيرُ هو طامةُ وطننِا ، فمنذ 1969م تولى زمامَ الحكمِ في الجنوبِ صنفان ، متعصبون للمدِ الثوري ونظريةِ الاشتراكيةِ حينها ، وجهلةٌ لا يفقهون ألفَ باء السياسةِ والقيادةِ ، ولا يفهمون فكَ شفرةِ الإدارةِ . وكانت النتيجةُ طواغيتَ متعددةٍ أزهقت أرواحا وطنيةً صادقةً مخلصةً ، ودمرت بنيةَ وطنٍ راسخٍ اقتصاديا واجتماعيا وخدميا . والصنفان كذلك تواجدا بقوةٍ في شمالِ اليمنِ ، متعصبون للمد القبلي والفكر الطبقي ، وجهلةٌ يرون فيهم ظلَ اللهِ في الأرضِ ، يجبُ اتباعهم دون ترددٍ وتهاون . وبين الصنفين شعبٌ مسلوبُ الإرادةِ ، مترهلٌ ذهنيا وممغنط فكريا ، يردد على أطلال وطن مدمر اقتصاديا دامٍ إنسانيا " سالمين نحن أشبالك وافكارك لنا مصباح ، فجرناها ثورة حمراء بعنف العامل والفلاح " ، ويخرج متظاهرا ل( واجب ) ، تخفيض الرواتب ، وحرق الشياذر ، وسحل الكهنوت .. وفي الشمال حَدِث ولا حرج عن شعب سلبي لم تهتز إرادتُه أمامَ كل تغييرٍ سياسي وجرمٍ وطني حدث ، وكان اغتيالُ الحمدي الأشدَ قهرا . وبعد الوحدة كان منتجُ النفوذِ وتصنيعُ المتنفذين الأكثرَ تداولا بين المكونات السياسيةِ ، منتجٌ متعددُ التوجهاتِ ، سياسي ، عسكري ، قبلي ، حزبي ، جماهيري ، اقتصادي ، طائفي ، تنظيمي ... . وشهد المؤتمرُ الشعبيُ حينها طفرةً انتاجيةً لا مثيل لها ، حيث ضَمَ في صفوفه كوادرَ راقيةَ الأدلجةِ ومشهودةَ الخبرةِ في أكروباتِ سيرك السياسةِ ، من أعضاءِ الحزبِ الاشتراكي . كما تخلص من المنتوجِ القبلي والحركي بتأسيس التجمع اليمني للإصلاح ، مما أوجد مساحةً للقادمين الجدد في المؤتمر ليرسموا مخططا سياسيا مغايرا لما كان عليه فيما سبق ، من ناحية هيكلةِ التنظيمِ والدفع بالكوادر الشابةِ لواجهة العملِ السياسي ، وتأهيلهم تأهيلا فاعلا لمراكزَ حساسةٍ في مختلف التخصصات والإدارات المدنية والأمنية ، وهو ما عُرِفَ بجناح الصقورِ ، كما رعى تحت جناحِه العديدَ من الوجاهاتِ الفاعلةِ في محيطها من مشائخِ القبائلِ وأعيانِ المجتمع . وفي كل توجهٍ وتخصص كان المؤتمريون يحشدون لهم حواشيَ تلمع القادةَ إعلاميا وتحشد لهم طقوسَ الطاعةِ المطلقة ، مهما بلغ زيغُ القرارِ وخطرُ التنفيذِ . وجاءت ثورةُ الشبابِ لتزيحَ الطغاةَ ، واكتظت الساحاتُ لتبعدَ الطواغيتَ ، وسقط الشهداءُ لتحققَ حلمَ العدل والرخاءِ . ولم يتحقق شيءٌ !! أضحى الحلمُ كابوسا ، والأملُ يأسا .. وفقس بيضُ الطواغيتِ عن طغاةٍ كتاكيتَ ، وتفرخ عشُ القادةِ عن خفافيشَ سادةٍ . وانقلبت الآيةُ تحت شعارِ مبادرةٍ ، وتبدد الحلمُ في ضبابِ حصانةٍ . بكى الوطنُ ، ناحَ الشعبُ ، من طغاةِ الداخلِ ، فجلبَ الطغاةُ طواغيتَ الخارجِ ، فصارَ البكاءُ قيحا ، والنواحُ جرحا . وبين قهرِ الطغاةِ وشرِ الطواغيتِ فَقَدَ الوطنُ قُوَّتَهُ وثروتَه وسيادتَه ، وعَدِمَ المواطنُ قُوْتَه وسعادتَه وحريتَه . وعلينا التصديقُ والثقةُ بأنَّ الطغاةَ والطواغيتَ هُمْ مَنْ يحمي الوطنَ ويحفظُ المواطنَ . وسيظل مصنعُنا ينتجُ الطغاةَ ويصنعُ الطواغيتَ ، بالتقديس والتدليسِ ، والمدح والردحِ ، والتبعية والعصبيةِ ، والانبطاحِ والنواح ، وغيرِ ذلك مما هو أفظع وأشنع وأخزى وأرزى . ولإثباتِ الولاءِ وردِ الجميل ، فليتناغمِ الهتافُ وتتناسقِ الأقلامُ ويتواصلِ التصفيقُ ، بالإطراء والثناء والدعاءِ لهم .
وأنا (بِنِيَةِ البَرْمَكِيةِ) أَدْعُو " أَقَرَّ اللهُ عيونَ الطغاةِ وقلوبَ الطواغيتِ " . وأنتم .. قولوا آمين .