التداعي لنصرة الفساد وموسمية الابداع في جامعة اب
بقلم/ محمد عبدالله الدعيس
نشر منذ: 13 سنة و 3 أشهر و 5 أيام
الأربعاء 19 يناير-كانون الثاني 2011 08:34 م

من الملفت للنظر ومن المفارقات التداعي لحماية الفساد والمفسدين من قبل البعض في مؤسساتنا في اليمن حين يكشفون, متوسلين باعذار واهية في حين يتم التخلي عن من يخالف القوانين والاعراف عندما تعظم الامم. فمثلا تخلى الحزب المسيحي الديمقراطي بل تخلت المانيا و اوربا برمتها عن هلموث كول الذي حكم المانيا بحكمة لستة عشرة سنه واحد اعمدة اوربا فقط لانه اودع في رصيد الحزب -وليس رصيده الخاص- مبلغ زهيد لم يفصح من اين حصل عليه. نسي تاريخه ورفقته ومثل للمحاكمة في خريف العمر الذي افناه في بناء المانيا وحكم عليه بان يخرج للشارع ليشحت لصالح الجمعيات الخيرية في المانيا في حين فصله حزبه وقاطعه الرفاق. هذا يذكرني بموقف رسولنا الكريم في هذا الصدد \" والله لو ان فاطمه بنت محمد سرقت لقطعت يدها\" مطلق التخلي والبراء عن الفساد والمفسدين وان كانوا فلذات الاكباد.

لكن لماذا هذا التطرف في المقارنه! لماذا هذه الحمبلية! كل ما في الامر وببساطة ان العرب نشامى ينجدون الملهوف او المهفوف, حتى المطرود من شعبه, الشين وان كان بعضهم يسمونه الزين. هذا ديدننا لان المنجدون يعرفون انهم اسوء من الشين الذي رفضته ونفضت ايديها عنه كل الانظمة المحترمة. حتى على مستوى كشف الفساد على مستوى الاقزام ينبري من يستميت في الدفاع عنهم لعل ابلغهم هو من ذكرني بانه يكفي الهزة ولا داعي للكسر. و الاكثر جراءة هددني بالمثل الشائع الذي سانقله للقراء الكرام بتصرف \"كل زبيبه وقفاها عود\" هذا صحيح كل ابن ادم خطاء وخير الخطاؤن التوابون ومن اسس صدق التوبة اعادة الحقوق لاصحابها كانت مادية او معنوية والندم والالتزام بعدم العودة للخطاء, لا خلاف ان كل زبيبه قفاها عود لكن لما ننبري للدفاع عن زبيبه قفاها عمود ساج مطلي بالسناج (عمود كهرباء خشب مطلي بالقطران).

للاسف في يمن اليوم بعد ان فارقتنا الحكمه وتراجع لدينا الايمان والخشية من الله واخذنا من العالم القشور وتركنا الجوهر, حتى في المؤسسات العلمية والجامعات نجد من يجمع الاموال من طلاب البحوث بغير وجه حق بحجة تمويل بحوث تخرجهم. وبعد تخرجهم يسرق مجهودهم وما اشتغلوه بايديهم وطوروه بمثابرتهم وما اقتطعوه من قوت اسرهم محدودة بل معدومة الدخل احيانا لغيرهم ولمن لايمت لبحوثهم بصلة لا من قريب ولا من بعيد -عطاء من لايملك لمن لايستحق- على مبداء شيلني وشيلك. بعد هذا كله نجد من يحتضن هذا الشكل المقيت المتطرف من الفساد في مؤسسات علمية ينتظر منها ان تحل مشاكل المجتمع ومن ضمنها مكافحة الفساد ويلتمس الاعذار للفساد والفاسدين. فمنهم من يقول الطلاب لايفقهون شياء ولايستحقون اضافة اسمائهم لاي بحث, ويكون الرد عليهم لما اعطوا اثناء تقويمهم علامات عاليه جدا فيما بحثو؟ لما لم يرسبوا في مادة البحث كباحثين؟ هل هم بلداء لدرجة انهم لايستطيعون اجراء ابحاث من هذه النوعية البسيطة والتي دائما تنشر في دوريات اما محلية او غير مصنفة عالميا؟؟ وتارة يقولون الفكرة لمشرفهم العبقري!!!!! فلما لم يتنزه عبقرينو ويشتغل بيده فكرته من دون الاستعانة بفريق الشباب الباحثين ؟ لاشك ان جاذبية المدكى اكثر اغراء ان صح امتلاكه لفكرة البحث؟ لما لم يتنزه عبقرينو عن امتصاص قوت اسر الطلاب الباحثين؟ لما عبقرية عبقرينو موسميه من بحث مجموعة طلاب الى مجموعة تالية عام بعد عام وتخمد عبقريته في الفصل الاول حيث لا توجد مادة البحث ولا مصادر للتمويل من عرق المعدمين؟؟ لابد ان عبقرينو اثناء الفصل الاول يكون في فترة البيات الشتوي, اجلكم الله!!!! اين عبقرية عبقرينو في مراحل دراساته العليا المديدة!! اين ما نشره اثناء دراسته!! لابد انه من نمط النابغة الذبياني في العبقرية, والعياذ بالله. من هنا من الماساة والملهاه السابقة ندرك ان الطلاب الباحثين هم محور العملية البحثية ومادتها معا, بهم تدور وبدونهم تخبو شاء العباقرة ام ابو.

على اي حال اعطاني شعورا عميقا بان الخير لايزال فينا كما بشرنا به الرسول الكريم الى يوم القيامة واثلج صدري مؤخرا قرار مجلس قسم العلوم الحياتية في جامعة اب المنعقد بتاريخ 12 يناير 2011 الذي حفزته شكوى بعض الطلاب سابقا الباحثين الشجعان بخصوص حذف اسماهم من بحثهم في مشاركتين علميتين تم عرض بحثهم فيها. حيث نص القرار على تثبيت اسماء الطلاب كباحثين عند النشر وعند المشاركة في اي فعاليات علمية ببحثهم, ولهم حق المشاركة ايضا ببحثهم في الفعاليات العلمية ان ارادوا. لم يرق هذا القرار للكثير ولابد ان يجهض ونصمم قوانين تناسب ما نريد لا ان نخضع لاي معيار عالمي. لا لان نعقد ورشة عمل ندعوا لها اساتذه معروفين بالنزاهة والعلمية والحياد من الجامعات اليمنية لمناقشة حقوق الباحثيين على اختلاف مستوياتهم من طلاب وفنيين واكاديميين. كما اننا لا نحب ان نبداء من حيث انتهى الاخرون في هيدلبرج, اكسفورد, السوربون او هارفرد فالخصوصية اليمنية والمحلية الابية احيانا تحتم التكحيل المفضي للعمى! ولما لا ونحن نستطيع ان نستل قوانيننا من جامعة عمياء في العالم الرابع او الخامس واعمى يقود اعمى الى الهاويه. الامل معقود على الباحثين الشباب فانا متاكد انهم ضد الفساد اكثر من غيرهم وانهم لن يتركوا حقهم. لن يكونوا سلبيين ازاء طوفان الفساد, لن يدفنوا رؤسهم في الارض ويقلبوا مؤخراتهم النعام كما يفعل بعض الاكاديميين للاسف, بل انهم سيغيرو اداء المقصرين منا وبهم سيتغير واقعنا البحثي المزري جذريا كما غير نظيرهم محمد بوعزيزي تونس.

* قسم العلوم الحياتية جامعة اب