آخر الاخبار

بلا حياء.. الحرس الثوري الإيراني: أيدينا مكبلة ولسنا في وضع يسمح باتخاذ إجراء ضد إسرائيل تقرير أممي :8 % من الأسر بمناطق سيطرة الحوثيين تعتمد على التسول من أجل الحصول على الغذاء واشنطن تتحدث عن اصطياد هدفاً حوثياً إضراب شامل يشل مصانع المياة المعدنية في صنعاء ومصادر مأرب برس تؤكد : إضراب مرتقب لمصانع أخرى دعاية الحوثي فرط صوتية ..تقرير أمريكي ينسف رواية المليشيات:دولة عظمى أرسلت للحوثيين صواريخ كروز مضادة للسفن حملة عسكرية من قوات العمالقة ودفاع شبوة تصل الصعيد لإيقاف حرب قبلية تدور رحاها بين قبائل المقارحة والعوالق كيان موالي للمجلس الانتقال الجنوبي يعلن اعتزامه إنشاء شبكة حوالات موازية للشبكة الموحدة التي أسسها البنك المركزي مركز سعودي عالمي ينجح في إزالة أكثر من 18 مليون محتوى متطرف من «التلغرام» وزير الدفاع السعودي يصل تركيا وأردوغان يعقد معه لقاء مغلقا في المجمع الرئاسي . ملفات الأمن والتعاون المشترك .. تفاصيل الملك سلمان بن عبدالعزيز يصدر توجيهات ملكية بمنح 60 مواطناً ومواطنة بينهم أميرة وقيادات عسكرية ومواطنيين ميدالية الاستحقاق لتبرعهم بالدم

الشجرة الطيبة
بقلم/ أحمد غراب
نشر منذ: 13 سنة و 11 شهراً و يوم واحد
السبت 31 يوليو-تموز 2010 07:34 ص

الزمان: 1902م ‏

المكان: قرية صغيرة معلقة على سفح جبل ‏

ما عساه يفعل طفل مولود في هذا العام وفي هذا المكان البعيد عن العالم؟!‏

ختم القرآن وتعلم القراءة والكتابة، ثم عمل مع والده في حياكة الملابس‏ وكان ‏يرافقه إلى الأسواق لبيعها.‏

وحين داهم الجفاف القرية قرر الفتى مغادرتها والاعتماد على نفسه، وسافر إلى ‏عدن مشيا على الأقدام لمدة ثلاثة أيام وهو لا يحمل زادا معه سوى بركة طاعة ‏الوالدين.‏

ثم هاجر من عدن إلي مارسيليا بفرنسا وقضي ‏10‏ سنوات في ورشة لأحد مصانع ‏الزيت، ثم عمل مشرفا في مصنع فرنسي آخر..‏ وحين انتقلت ملكية المصنع إلى ‏شركة أخرى غادر فرنسا إلى مدينة بربرة في الصومال، وعمل وكيلا لتاجر جلود ‏فرنسي كان مقيما في عدن‏.‏ ‏

ورغم فشله في تصدير أول شحنة إلا انه حاول مرة أخرى بعد أن استقطب إلى ‏جانبه ابن أخيه لمساعدته، ووسع نشاطه باستيراد المواد الغذائية والملابس من ‏عدن وتسويقها في الصومال‏.‏

توسعت أحلامه وطموحاته في عام 1938م، وقرر مع إخوانه تأسيس شركة‏ لكن ‏الرياح جاءت بما لا تشته السفن، ومني الرجل بخسارة فادحة إثر صفقة فاشلة في ‏تجارة الماشية استثمر فيها كل ما بحوزته من أموال.‏

ومع ذلك لم ييأس بل عاد إلى عدن وفتح دكانا للبيع بالتجزئة في منطقة غير ‏مأهولة بالسكان في المعلا‏.‏ ‏

لم تلبث العواصف أن هبت مرة أخرى لتأتيه بنبأ غرق الباخرة المقلة لبضاعته ‏الأولى إلى الصومال‏,‏ وسرقة الودائع والأمانات من دكانه في عدن‏.‏ ‏

ومع ذلك لم ييأس وواصل نشاطه، وكان يشتري كميات بسيطة من شركة‏ "البس‏" ‏الفرنسية ويسوقها في عدن، وحين طلب منه مسؤول الشركة أن يشتري كميات ‏أكبر قال له ليس معي نقود، فرد عليه وقد أعجب بأمانته والتزامه: "خذ الكمية ‏التي تريد وادفع بعد تصريف البضاعة"، وأضاف الفرنسي قائلا: "أنت في صورة ‏تمام".‏

كنتم مع جزء من قصة الكلمة الطيبة التي تحولت إلى شجرة طيبة أصلها ثابت ‏وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها. ‏

توفي هائل سعيد أنعم في ‏23‏ إبريل عام‏1990‏

ملاحظة: كاتب هذا المقال درس في ثانوية المرحوم هائل سعيد أنعم في محافظة ‏إب.‏