يحيى علاو.. والشميري واللحظات الأخيرة
بقلم/ يحيى محمد الحاتمي
نشر منذ: 14 سنة و 5 أشهر و 7 أيام
الخميس 17 يونيو-حزيران 2010 04:08 م

يقول الله عز وجل (( كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذي الجلال والإكرام )) برغم إيماني بأقدار الله وأن الموت حق عل كل البشر فأني أعزي نفسي وزملائي الصحفيين وزملائي الصحفيين وأسرة الفقيد وأسرة قناة السعيدة بهذا المصاب الجلل .

لقد عرفت الأستاذ يحيى علاو مذيعا لبرنامج عالم عجيب في قناة صنعاء في ذالك الوقت ,, وعندما التحقت بكلية الإعلام كنت أتمنى أن أكون مذيعا ناجحا مثله ,, أول لقاء جمعني به في مكتبة وانا في السنة الثالثة إذاعة وتلفزيون وكنت مع اخيه احمد زميلي وسألت الأستاذ وقتها عن مواصفات المذيع الناجح فقال لي ان يكون قارئا جيدا , دخلت مكتبته وإذا بها ما يقارب الأربعة ألف كتاب وسألته هل قرأت هذه الكتب كلها ؟؟فرد علي لا أضع كتابا في الرف حتى انهي قرآته .

فأصبت بالذهول مما سمعت . تعددت لقاءاتي به على فترات متباعدة ذات مره طلبت منه ان يتوسط لي عندا لأستاذ عبد الغني الشميري للالتحاق بالتلفزيون والذي كان يشغل وقتها مدير عام قناة صنعاء فقال لي (لما تطرح هذا يا شيخ أنا بتوسط لك وسحبني من وسطي وكنت احتزم حزام به ذخيرة كلاشنكوف وهي عادة عند القبائل ان نتحزم بحزام رصاص ) وبعد عودتي من قناة الجزيرة التقيته عند أحد الزملاء فقلت له يا أستاذ قد طرحت الحزام ولبست الكر فته وقد عدت من قناة الجزيرة فهنأني وعندما قدمت برنامجي رائدون لقناة السعيدة كان أول من أجازه لي .

وعندما وصل من الأردن إلى الرياض كنت من المتصلين به دائماً ومنذ الوهلة الأولى لوصوله انهالت علي عشرات الاتصالات سواء من الوسط الإعلامي او من غيره وكلهم يسألوني عن الوضع الصحي للأستاذ ولا ادري كيف انتشر الخبر عشرات الزملاء في الفيس بوك يراسلوني باستمرار وكنت بين الفينة والأخرى انزل خبر على موقعي بالفيس لتطمين الزملاء والمهتمين وبحسب ما كان يسمح لي الأستاذ عبدا لغني الشميري بنشره كان الناس يسألون عن وضع الأستاذ رحمة الله علية طيلة مكوثه في الرياض بل وبعد أن غادرها إلى مكة والمدينة والجمهور يتابع كل خواته ولا أذهب مكان الا واسأل عنه .

ومنذ خضوعه للفحوصات الأولى في مستشفى الملك فيصل التخصصي كان مرهقا لكن قلبه كان معلقا بالله وذكر الله على لسانه لا يفارقه يؤدي الصلاة في أوقاتها ويكثر من قرأت القرآن بل كان حريصا على صلاة الجمعة في المسجد رغم مرضه وعندما يحاول الأستاذ عبد الغني منعه او إقناعه بالصلاة في المستشفى يرفض رفضا قاطعا وفي إحدى المرات تعب تعبا شديدا وهو في صلاة الجمعة وعاد الى العناية المركزة فورا .

كانت النتائج تأتي تباعا فعندما تأتي النتائج مبشرة من مستشفى كليف لاند في أمريكا كما نفرح فرحا شديدا ويهرع الأستاذ عبد الغني لتطمينه وعندما تكون نتائج سلبية يحتار الأستاذ كيف يبلغه وكان هو الأستاذ عبد الغني هو المعني بإبلاغه بالنتائج ولكن عندما أتت الفاجعة والنتيجة الأخيرة للفحوصات وكانت سلبية تماما ظل عبد الغني الشميري يوما كاملا لا يدري ما يقول له .

فعندما أوقف الأطباء العلاج عنه عرف الأستاذ يحيي رحمة الله علية وطلب الذهاب إلى مكة لتوديع بيت الله ومن ثم السلام على رسول الله صلى الله علية واله وسلم في المدينة المنورة والعودة إلى صنعاء لتوديع أولاده وأهله .كان راضيا بقضاء الله وقدره ومستقبلا له برحابة صدر .

 

كان متألما جدا من موقف وزارة الإعلام وقال هل هذا جزائي .وموقف الحكومة اليمنية .طلبت منه ان اعمل علية تقرير تلفزيوني فرفض الأستاذان وكان يحيي عاتبا قليلا على الزميل جلال الشر عبي والزميل رشاد الشرعبي عندما كتبوا عنه . لم يكن يحب الشهرة او التشهير بأحد وعندما استأذنته بالإشارة اليه في مقال وافق لي الأستاذ عبد الغني على مضض وكتبت مقال بعنوان سلطان الخير وأشرت إليه بهذا المقال .

عندما وصلني خبر الوفاة تقريبا التاسعة مساءا لم استطع تحمل الخبر منذ الحادية عشرة مساءا وحتى الثالثة عصرا من يوم الثلاثاء لم يتوقف جوالي قط الاتصالات لم استطع إحصائها اما الرسايل فهي 183 رسالة من إعلاميين ومثقفين كان اول المتصلين الساعة العاشرة والنصف هو الزميل عباس المدهش من وكالة الأنباء السعودية .

الدكتور عبد الغني الشميري:

هو زميل الشهيد الفقيد منذ زمن بعيد وهو توأم روحة والله لو اكتب مجلد لن أفي هذا الر جل النبيل حقه ,,,, فعبدا لغني الشميري ضرب أروع الأمثلة في الأخوة والصداقة قلما نجدها في عصرنا الحالي ترك عبد الغني الشميري كل أعماله وارتباطاته ودراسته والجامعة المغربية التي يحاضر فيها وتفرغ ليحيى علاو منذ الوهلة الأولى لمرضه سافر معه كل سفرياته وشاركه المه ومرضه وحزنه كان يتألم لألم يحيي علاو ويفرح لفرحة كان مثل النحلة يجري من مكان إلى آخر يقوم بكل شي وترتيب كل شيء الاتصالات لا تتوقف كنت انتزع البسمة منه انتزاعا لأحاول ان ألطف الجو عندما كانت تأتي النتائج سلبية ,, بذل الغالي والنفيس من أجل يحيى علاو

عندما تخلت وزارة الإعلام عن يحيي علاو وقطعت مرتبة وهو في اشد الظروف كان هناك رجل اسمه عبد الغني الشميري جعل قناة السعيدة تتحمل كل تكاليف علاج يحيى علاو الى ان جاء امر الأمير سلطان بالعلاج في السعودية . عندما كان الأستاذ يحيى يقول لعبد الغني لا تتركني وحدي ويفضله على إخوانه عرفت وقتها عن أي رجل يتحدث عرفت وقتها من هو عبد الغني الشميري وقتها غبطت الأستاذ يحيى على الاخ الذي معه وتمنيت ان يكون لي أخ مثل عبد الغني الشميري فلله درك يا دكتور عبد الغني لقد أوفيت الإخاء حقه وأسأل الله ان يجعله في ميزان حسناتك 

قناة السعيدة :

أسجل شكري وتقديري لإدارة قناة السعيدة وعلى رأسها الدكتور حامد الشميري الذي اثبت فعلا بأنه رجل مواقف وادعوا كل المؤسسات الإعلامية ان تحذوا حذوا قناة السعيدة بالاهتمام بكوادرها حتى اذا ما وقع احدنا لا قدر الله يوما ما فلا يجد نفسه وحيدا لا يجد قيمة الدواء .

وزير الاعلام :

معالي الاستاذ حسن اللوزي وزير الاعلام أعتقد ان ما حصل لك اليوم يكفيك ,, أعرف انك تكره كل شخص يعمل في قناة السعيدة وقناة سهيل.

لكن يا معالي الوزير ان العبرة فيما حصل وارجوا ان تتخذ قرارات تكفر بها عن ما حصل للفقيد يحيي علاو وأتمنى ان نسمع منك قرارا بثلج صدورنا فأولاد المرحوم ما زالوا قصار ويستحقون العناية وسننتظر قراراتك ,

عذرا أيها الفارس :

ان كنت قد رحلت عنا جسدا فان روحك متجذرة في أعماق الملايين من محبيك ,, ان كنت قد رحلت عنا فأننا نحسبك عند الله شهيدا لقد أديت رسالتك الإعلامية داعية الى الله لقد نورتنا بأمور عن ديننا ودنيانا كثيرة كنا نجهلها ... روحك ستبقى معنا وكلما أتى رمضان سنبكيك وندعو لك فرمضان يتيم بدونك . رحمك الله رحمة الابرار واسكن فسيح الجنان وجمعناالله بك في عليين مع النبيين والشهداء والصالحين ,.

عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
  أحمد الجعيدي
حرب المسيّرات.. التكنولوجيا التي أعادت تشكيل وجه النزاعات العسكرية
أحمد الجعيدي
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
  أحمد الجعيدي
الحروب الباردة الجديدة بين التكنولوجيا والاقتصاد..
أحمد الجعيدي
كتابات
كاتب/مهدي الهجروجبت.. يا يحيى
كاتب/مهدي الهجر
المحامي/ أسامة عبد الإله الأصبحييحي علاو..وداعاً يافارس الإعلاميين
المحامي/ أسامة عبد الإله الأصبحي
د.منصور علي سالم العمرانيوَتَرَجَّلَ الفَارِسُ لِيُحْمَلَ!!!
د.منصور علي سالم العمراني
مشاهدة المزيد