آخر الاخبار

مجلس شباب الثورة: 11 فبراير لم يكن مشروعا عائليا ولا مناطقيا بل مشروع وطني مستمر والاستبداد إلى زوال مهما طال أمده عاجل : المملكة الأردنية تلغي اتفاقية وقعتها مع المليشيات الحوثية بعد اكتشاف انتحال قيادي حوثي هوية الشرعية حفل تكريمي ل 800 طفل وطفلة من المشاركين في مشروع النور المبين للحافظ الصغير على المسرح السبئي بمحافظةمأرب الجيش الوطني يفشل كافة عمليات التسلل الحوثية بمحافظة مأرب ويكبدها خسائر في القوة والعتاد. مركز البحر الأحمر للدراسات السياسية والأمنية يدشن موقعه الإلكتروني الجديد طهران تخشى الضغوط القصوى لترامب وتعلن استعدادها للتفاوض مع واشنطن بشرط واحد الموقف السعودي الرافض لتهجير الفلسطينيين وأثره على التطبيع الدولار يقترب من 2300.. آخر تحديث بأسعار الصرف مساء اليوم وزير الاوقاف بمكة المكرمة يكرم المشاركين في المسابقة القرانية للعسكريين بالسعودية حزب الإصلاح: ''ثورة 11 فبراير نجحت في تحقيق انتقال سلس للسلطة وما حدث بعدها انقلاب''

ماذا بعد توقف الحرب؟
بقلم/ عادل أبو عمار
نشر منذ: 14 سنة و 11 شهراً و 24 يوماً
الإثنين 15 فبراير-شباط 2010 04:57 م

نعم لوقف الحرب وما خلفته من دمار وتشرد وعدم استقرار واختلالات وسيول من الدماء، ولكن يظل هناك تساؤل مهم وهو ماذا بعد توقف الحرب وهذا النصر؟؟؟ هل وقفنا مع أنفسنا وقفة جادة وتأملنا إلى أوضاع اليمن ليس بسبب ما خلفته الحرب مع الحوثي فقط، وإنما ما يشهده اليمن من اضطرابات سياسية واقتصادية واجتماعية وأمنية مختلفة، كقضية الجنوب التي تكرس الانقسام، وغياب الديمقراطية الحقيقية، واتساع الفجوة بين السلطة والمعارضة والتي هي أصلاً متسعة منذ ولادتها، ولها من الخصائص ما يمكنها من ابتلاع أي مساحة للحوار الجاد مهما صغرت أو كبرت، وبالإضافة إلى تزايد خطر القاعدة والذي يقلق المواطن قبل السلطة، ناهيك عن تدهور معظم إن لم يكن كل المجالات وعلى رأسها التعليم والصحة والخدمات الأخرى.

والملاحظ للوطن بمشاكله يجد أنه يعكس مخلفات حرب عالمية وكأنه جغرافياً امتداد لأوروبا في حربها العالمية الثانية، ولم يسلم من غزو هتلر، ولكن وصل هذا الغزو متأخراً بعد مرور عقود من الزمن على غزو الألمان لأوروبا.

وهنا نحتاج لمشروع حقيقي لإعادة بناء اليمن لا يقل عن مشروع مارشال لإعادة إعمار أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، ولعل هذا هو الوقت المناسب للنظام الرسمي والمعارضة للوقوف ولو لمرة واحدة وقفة وطنية وجادة لانتشال اليمن من مستنقع اللامستقبل، وبعيداً عن الشعارات والاتهامات والإعلام الزائف والخطب والمشاريع الكاذبة.

وأظن أنه من المخجل توريث وطن للجيل القادم ليس فقط متدهورا اقتصادياً وسياسياً واجتماعيا، وإنما خاليا من أي مقومات للتطور والنمو. ووفقاً لذلك ينبغي على الأطراف دون استثناء المساهمة في انتشال الوطن من مستنقع الظلام الذي وقع فيه ومعالجة ما يعانيه جسمه الهزيل من أمراض لا تحصى ولا تعد. وبهذه المناسبة يقع الجزء الأكبر والأهم على عاتق نظام الحكم القائم باعتباره المسئول الأول عن وضع اليمن بموجب القانون والدستور، ثم يأتي دور من هم خارج مربع نظام الحكم من معارضة وشعب، وعلى النظام أن يرفع رأسه ويمد بصره قليلاً ولا يكتفي بالنظر تحت قدميه أو الفرح بالانتصارات المؤقتة والمحدودة، وإن كان تحقيق بعض الانتصارات سواء في الحروب العسكرية أو السياسية من الصعب بمكان تحقيقها، إلا أن الأكثر

صعوبة الحفاظ على تلك الانتصارات، والتي لا تبدو لي كذلك مع الأوضاع الراهنة (فهل ينتصر الشعب على نفسه، والجيش على شعبه) فالحرب لم تكن مع دوله أجنبية أو احتلال إنما كانت مع بعضنا البعض.

ولنعلم أن أوضاع اليمن المتردية على الساحة تبشر بأكثر من حرب إذا ما بقيت تلك الأوضاع على ما هي عليه، وهل سنظل بهذا الوضع: خروج من حرب واستعداد لحرب أخرى وهكذا. وهل سنظل هكذا نعيد تاريخ حرب البسوس حرب الأخوة وبني العمومة بين قبيلة بني ربيعة بقيادة الزير سالم وبين قبيلة بني مرة.

ومن هنا يمكن القول بأن الفرص الداخلية التي أتيحت ليست بالقليلة للنهوض باليمن مع الأخذ في الاعتبار العلاقات الخارجية لليمن، ولتكن هذه هي الفرصة المناسبة لتضميد جراح اليمن واليمنيين، والوقوف على طاولة حوار مستديرة ومحاولة التفكير بأسلوب علمي ومنطقي بعيداً عن أي مغالات أو تعسف أو فرض شروط تعجيزية من كافة أطراف الحوار، ولننهض نظاماً حاكماً ومعارضة وشعباً للسير نحو تقدم ورخاء اليمن.