مركز مكافحة الإرهاب الأمريكي يتحدث عن نقاط ضعف الحوثيين القابلة للاستغلال وحقيقة قدرتهم على تحديد هوية السفن وتعقبها وضربها سلاسل بشرية بمدينة مأرب تضامنا مع الشعب الفلسطيني ودعما لقطاع غزة - صور وزير الخارجية يستقبل الرحالة اليمني منير الدهمي بالرياض الضالع.. القوات المشتركة تدمر مرابض قناصه المليشيا وتحرز تقدما ميدانيا تفاصيل لقاء وزير الدفاع ومحافظ حضرموت باللجنة الأمنية بالمحافظة محكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت وتكشف عن أسبابها المنطقية عاجل: وزير الدفاع الأمريكي: سنعمل على انتزاع قدرات الحوثيين في اليمن مليشيا الحوثي تحول محافظة إب لقادتها ومشرفيها القادمين من صعدة وعمران عاجل:حريق هائل يلتهم هايبر شملان العاصمة صنعاء نقابة المعلمين اليمنيين تدين الاعتداء السافر على المعلمين في شبوة وتطالب بتحقيق عاجل
كتب الله الحج على عباده مرة في العمر للمستطيع كما قال تعالى: (وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً)، وفي الحج من الحكم والأسرار والمقاصد ما يفوق الوصف، فهو مؤتمر عالمي يلتقي فيه ممثلو العالم الإسلامي بكل طبقاته وأعراقه وأجناسه وألوانه ولغاته، يعبدون رباً واحداً ويعتنقون ديناً واحداً ويتبعون رسولاً واحداً ويقفون على صعيد واحد، فطواف بالبيت إعلان لقصد الباري وحده، والدوران حول بيته لقضاء الحاجات منه وتفريج الكربات وحل الأزمات وتكفير السيئات ورفع الدرجات، والسعي بين الصفا والمروة امتثال للأمر واقتداء بالمرأة البارة الراشدة «هاجر زوجة إبراهيم عليه السلام»، والوقوف بعرفة إعلان التجرد والتوحيد والتضامن، فالحاج متجرد من ثيابه ومن حَوْله وقوته ومن أسرته وعشيرته موحداً ربه مخلصاً لمولاه متبعاً رسوله، صلى الله عليه وسلم، متضامناً مع إخوانه متآلفاً مع أبناء دينه، ورمي الجمرات نبذ لمنهج الشيطان وإعلان الحرب على إبليس وأعوانه وإظهار البراءة من ضلاله ومن غيه وتذكير النفس بعداوته وحربه وكيده ومكره، وحلق الرأس استشعار الانتهاء من الماضي وطرح السيئات ووضع الخطايا والابتعاد عن المخالفات وتجديد السير مع الله والبداية بتوبة نصوح، والذبح امتثال للأمر وإقتداء بالنبي، صلى الله عليه وسلم، وفداء لإسماعيل وتضحية بالغالي النفيس وصدقة على الفقراء وطهرة للنفس من الشح وإظهار شعائر الإتباع والإذعان والعبودية. فالحج يجمع كل العبادات من صلاة وتلاوة وذكر ودعاء وطواف وسعي ووقوف ورمي ونحر وحلق وإحرام، ثم إن فيه اتحاد كلمة الأمة ووحدة صفها ومدارسة شؤونها ومعالجة قضاياها وحل مشكلاتها، وفيه من استشعار المساواة بين الملك والمملوك والغني والفقير والقوي والضعيف، فلا تمايز في اللباس أو في المكان أو في الزمان أو في أي عمل من الأعمال، بل إن إحرام الملك كإحرام أفقر فقير، ورمي الأمير كرمي المسكين، فكل الحجاج يقفون في صعيد واحد، شعثاً غبراً فقراء إلى الله مساكين إلى رحمته محتاجين إلى عونه ذليلين تحت قدرته خاضعين تحت جبروته خاشعين لكبريائه متضرعين باكين نادمين، كلٌ يدعو بطريقته ولهجته ولغته وحاجته والله قد تجلى لهم في يوم عرفه، فيعلمُ حاجات الجميع مع تعدد اللغات واختلاف النغمات وتباين اللهجات وكثرة الطلبات، فيعطي الجميع ويمنح الجميع، فيعافي المبتلى ويشفي المريض ويتوب على التائب ويقبل المنيب ويجبر الكسر ويغفر الزلّة ويستر الخطيئة، ثم إن في التجرد من اللباس والاغتسال والتطيب والإحرام، تذكيراً بالموت والرحيل والكفن والدفن، سواء بسواء، ليتذكر الإنسان قدومه على ربه وذهابه إلى مولاه وانتهاء الحياة وإقبال الآخرة وانصرام العمر وتصرم الأيام، فيستعد بعمل صالح ويتجهز بطاعات وعبادات ويعزم على ترك المخالفات واجتناب المعصية والحرص على تجديد التوبة والجد في السير بزاد إلى يوم المعاد.
وفي الحج مِنْ ترك الأوطان وفراق الأهل والجيران والابتعاد عن الإخوان والخلان والهجرة إلى الرحمن وإلى ديار الإيمان ومهبط القرآن ومولد سيد ولد عدنان، ما يثير في النفس من لواعج الشوق وذكريات الحنين وشجون المحبة وأطياف اللوعة لمعاهد الرسالة ومغاني النبوة ومرابع التوحيد فيزداد المؤمن إيماناً وانتساباً لهذا الدين واشتياقاً لتعاليمه وحنيناً للسلف الصالح وحباً صادقاً للمرسل والرسول والرسالة فيحصل تمام الإذعان والقبول والتسليم لله عز وجل ويحصل كمال الإتباع والإقتداء برسول الهدى، صلى الله عليه وسلم، وتحصل غاية الانتماء والانتساب لدين الإسلام، الدين العظيم الخاتم (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ) حينها يكون الحج من أعظم الأعمال وأجل الطاعات وأفضل القربات، حتى قال صلى الله عليه وسلم: «من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه»، فهل بقي بعد هذا الثواب من ثواب وفوق هذا الأجر من أجر، ذلك لمن صدق واستحضر النية وأحسن العمل واجتنب المخالفة، وليس الحج مظاهرات، ولا احتجاجات، وإنما خضوع لرب الأرض والسموات، وتدبر للآيات، وتكفير للسيئات.