آخر الاخبار

بلا حياء.. الحرس الثوري الإيراني: أيدينا مكبلة ولسنا في وضع يسمح باتخاذ إجراء ضد إسرائيل تقرير أممي :8 % من الأسر بمناطق سيطرة الحوثيين تعتمد على التسول من أجل الحصول على الغذاء واشنطن تتحدث عن اصطياد هدفاً حوثياً إضراب شامل يشل مصانع المياة المعدنية في صنعاء ومصادر مأرب برس تؤكد : إضراب مرتقب لمصانع أخرى دعاية الحوثي فرط صوتية ..تقرير أمريكي ينسف رواية المليشيات:دولة عظمى أرسلت للحوثيين صواريخ كروز مضادة للسفن حملة عسكرية من قوات العمالقة ودفاع شبوة تصل الصعيد لإيقاف حرب قبلية تدور رحاها بين قبائل المقارحة والعوالق كيان موالي للمجلس الانتقال الجنوبي يعلن اعتزامه إنشاء شبكة حوالات موازية للشبكة الموحدة التي أسسها البنك المركزي مركز سعودي عالمي ينجح في إزالة أكثر من 18 مليون محتوى متطرف من «التلغرام» وزير الدفاع السعودي يصل تركيا وأردوغان يعقد معه لقاء مغلقا في المجمع الرئاسي . ملفات الأمن والتعاون المشترك .. تفاصيل الملك سلمان بن عبدالعزيز يصدر توجيهات ملكية بمنح 60 مواطناً ومواطنة بينهم أميرة وقيادات عسكرية ومواطنيين ميدالية الاستحقاق لتبرعهم بالدم

اليمن .. قاعدة جديدة للقاعدة
بقلم/ دكتور/محمد لطف الحميري
نشر منذ: 15 سنة و 5 أشهر و يوم واحد
الخميس 29 يناير-كانون الثاني 2009 09:37 ص

ربما يكون التهديد الأخير الذي تقلته السفارة الأمريكية في العاصمة اليمنية بأنها ورعاياها سيكونون هدفا محتملا لهجمات عنيفة ، أولى رسائل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب بعد الإعلان عن مبايعة أعضاء التنظيم في السعودية للإمارة في اليمن لينشط الجميع تحت مسمى واحد هو " تنظيم القاعدة في جزيرة العرب " . وكشفت المجلة الشهرية الإلكترونية " صدى الملاحم " الناطقة باسم تنظيم القاعدة اليمني أن الأمير ناصر عبد الكريم الوحيشي المكنى بأبي بصير 33 عاما أعلن تشكيلة واحدة لتنظيم القاعدة الإقليمي حيث أصبح نائبه المعتقل السعودي السابق في غوانتنامو سعيد علي الشهري المكنى بأبي سفيان وكان رقمه في المعتقل 372 وبعد أن أفرج عنه مطلع العام الماضي عاد إلى بلاده وتزوج لكنه لم يلبث أن فر إلى اليمن عبر الحدود البرية الشاسعة بين البلدين ليلتحق بخلايا التنظيم هناك.

يأتي هذا التطور الخطير على صعيد البنية التنظيمية واللوجستية للتنظيم في وقت تتحرك فيه قوى الأمن اليمنية على أكثر من صعيد وأكثر من جبهة فهي تحاول فرض الأمن في أكثر من محافظة تشهد بين الحين والآخر عمليات إخلال كمحافظة مأرب والجوف وعمران وصعدة بالإضافة إلى المحافظات الجنوبية التي لاتزال تشهد حراكا ينادي بتصحيح مسار الوحدة اليمنية ، كذلك تسعى أجهزة الأمن اليمنية بكل مسمياتها الكثيرة إلى إيجاد بيئة آمنة لإجراء الانتخابات النيابية في ال27 من أبريل المقبل رغم ضبابية الموقف بشأن مشاركة قوى المعارضة الرئيسية في البلاد وما يمكن أن ينجر عن مقاطعتها في حال أصر الحزب الحاكم على تجاهل مطالبها والمضي في قراره خوض الانتخابات إلى جانب الأحزاب المجهرية .. وذلك ربما يكون وضعا مثاليا تتمنى تحققه خلايا القاعدة الفاعلة والنائمة حتى تتحرك في ظل تلك المعمعة بسهولة ويسر لاستقطاب الكثير من الشباب الذين لم يستطيعوا إكمال تعليمهم في الجامعات اليمنية بسبب الفقر المدقع أوالذين تخرجوا منها وتحاصرهم البطالة ولم يجدوا إلا أرصفة الشوارع ملجأ .

ورغم الانتقادات التي تتلقاها السلطات اليمنية بين الحين والآخر من الإدارة الأمريكية جراء الطريقة التي تدير بها ملف الإرهاب والحرب عليه ، إلا أن وزارة الداخلية اليمنية تعلن بين الحين والآخر أنها تتحكم في كل أطراف الملف لأمني وأنها تنفذ برنامجا دقيقا من التحريات وتوظيف المعلومات الميدانية لمتابعة تحركات العناصر الإرهابية والمطلوبين أمنيا الأمر الذي أسفر قبل أسبوع عن مداهمة خلية للقاعدة كانت تختبئ في أحد المنازل بضواحي العاصمة صنعاء وبحوزتها كمية كبيرة من الأسلحة الثقيلة .. وبموازاة هذ التحرك تستعد اليمن لاستقبال نحو 100 معتقل من رعاياها في سجن غوانتنامو حيث سيعيشون مع عائلاتهم في مركز إعادة تأهيل مهجز بكل ما يمكنهم من الاندماج في المجتمع وبدء حياة جديدة. لكن إطلاق هذا العدد الكبير قد يستغرق وقتا ذلك أن عودة المعتقل السعودي الشهري إلى صفوف القاعدة سيبرر التحرك البطيئ والحذر للأمريكيين بشأن إغلاق المعتقل المشؤوم رغم صدور قرار باراك أوباما إذ أن البيت الأبيض سيحتاج إلى وقت ليس بالقصير لإعداد خطة متكاملة للتعامل مع انعكاسات مثل هذا القرار على مصالح الولايات المتحدة.

لست بحاجة هنا لقراءة موقع اليمن في فكر تنظيم القاعدة وأهميتها الاستراتيجية بالنسبة لطبيعة المعركة التي سيديرها بعد إعلان وحدته الإقليمية ولكن لابد من الإشارة إلى أن الجيل الثاني يتوفر على إمكانيات كبيرة حيث تنامت قدراته على الصعيد العملياتي ميدانيا وإعلاميا عبر شبكة الانترنت وذلك بعد ما يمكن تسميتها بحالة الاستقرار وتجميع الصفوف التي عرفها العامين الماضيين، هذا الوضع أغرى الخلايا السعودية وجعلها ترمي بكل ثقلها باتجاه اليمن حيث سيمكن الدعم المالي الكبير من تنفيذ استراتجيات "المدد" إلى مختلف الدول الإسلامية عبر عدد من الطرق الآمنة البرية والبحرية وحتى الجوية ، وهذا التطور يفرض على الحكومة اليمنية تعزيز الجبهة الداخلية والوصول إلى تفاهمات توافقية بشأن كل ما يعتمل في الساحة اليمنية وأن لا يركب الحزب الحاكم رأسه ويدخل منفردا معركة الانتخابات فالديمقراطية وسيلة للرفاهية وتكافؤ الفرص والعيش بكرامة وليست غاية بحد ذاتها فالحكمة في التعامل مع المشكلات السياسية والاقتصادية التي تؤرق اليمنيين تفوت الفرصة على من يسمون أنفسهم "بالجهاديين" لجعل اليمن قاعدة جديدة لتظيم القاعدة . 

M_hemyari_y@yahoo.com