اغتيال مسؤول أمني كبير في إيران شركة ميتا العملاقة تعلن حجب حسابات مرتبطة بإيران على واتساب رغم محادثات السلام.. غزة تواجه دمارًا مستمرًا جراء الغارات الجوية الإسرائيلية تعرف على مادة غذائية ومتوفرة بكثرة تساعدك على التخلص من رائحة الفم الكريهة بحضور بوتين… قديروف يعلن افتتاح مسجد النبي عيسى في العاصمة الشيشانية مايكروسوفت تعلن عن نماذج ذكاء اصطناعي جديدة ومذهل صفقة طائرات أباتشي أمريكية إلى كوريا الجنوبية تشعل الغضب في جارتها الشمالية ومصادر تكشف التفاصيل حزب الإصلاح يبعث برسالة هامة إلى قيادة حزب المؤتمر الشعبي العام موقع أمريكي يكشف ما طلبه الرئيس الأمريكي من نتنياهو ووافق على جزء منه البحرية البريطانية تتحدث عن 3 حرائق على متن ناقلة نفط قبالة السواحل اليمنية
شهد اليمن خلال الأيام الماضية تغيرا دراماتيكيا بانفجار الصراع المسلح بين قوات الحليفين: الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح وزعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي، الأمر الذي انتهى بصورة أكثر دموية بمقتل الرئيس السابق صالح على يد حلفائه.
لم يكن حلف صالح والحوثي حلفا استراتيجيا، ولكن كان على مستوى التكتيك، لم يكن مقدرا له أن يطول، ولكنه كان مرحليا، ولأهداف محددة، الأمر الذي جعل البعض يطلق عليه صفة الزواج المؤقت.
وعلى الرغم من أن حرب الحليفين انتهت لصالح الحوثي، إلا أن تبعات مقتل صالح، والتشفي بمقتله، والصرخات التي عدّت ذلك ثأرا لـ«سيدي حسين» كان لها أثر عميق في نفوس الكثير من أنصار الرئيس السابق، مولّدة حالة من الحنق المكبوت ليس لدى أنصار صالح، بل ولدى قطاعات واسعة من خصومه الذين ساءتهم نبرة التشفي الواضحة لدى الحوثيين بمقتل الرئيس السابق.
هذا الأمر يجب أن تضعه حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي في الحسبان.
يجب من وجهة نظري أن تعمل الحكومة مع التحالف على تغيير «قواعد اللعبة» إن جاز التعبير، وذلك بالسعي لإنشاء تحالفات جديدة.
يجب استغلال حالة الغضب العارم لدى أنصار صالح لمقتله وذلك باستيعابهم ضمن التحالف الموسع الجديد، رجال صالح هم رجال الدولة التي كانت خلال السنوات الثلاث الماضية تعمل داخليا وخارجيا بشكل محترف ضد الحكومة والتحالف العربي، وهؤلاء اليوم يمكن مد اليد لهم وفق توافقات جديدة على المستوى السياسي، بغرض جعل الحوثيين يبدون -كما هم- منعزلين، وبلا أنصار إلا الآلة العسكرية التي يملكونها.
ربما لا تروق هذه الأفكار للكثير من أنصار الشرعية، وداخل معسكر صالح، لكن الوقت قد حان للتخلص من المماحكات السياسية، والمكايدات التي مكنت الحوثي من الانفراد بالمكونات السياسية اليمنية واحدا بعد الآخر، على طريقة المثل: أكلت يوم أكل الثور الأبيض.
الأهم من ذلك أن يعاد ترتيب الجبهات على مستوى أعلى مما هي عليه الآن. الوضع العسكري يجب أن يتحرك وفق خطط محكمة. الحوثيون اليوم رغم النصر الظاهر الذي حققوه ضد حليفهم وغريمهم في الوقت نفسه، إلا أنهم في حالة من الترقب والتخوف من وجود طوارئ داخلية وخارجية. وعلى الرغم من أنهم حققوا نصرا، إلا أنه نصر برائحة الخسارة، إذ إن هذا النصر كان ضد حليفهم، وهذا ما لا يجعله نصرا كاملا.
من هنا، فإن ضرورة استغلال اللحظة التاريخية الفارقة في اليمن يحتم تغيير قواعد اللعبة السياسية، وتغيير خطط وتكتيكات واستراتيجيات المعركة.
وإذا لم يتم التصرف بشكل قوي وسريع ومحكم، فإن الحوثيين سيعملون بشكل سريع على إرسال رسائل تطمينات للمؤتمريين، وكافة أنصار صالح بأنهم غير مستهدفين، وأن الاستهداف كان لـ«رأس الخيانة» كما قال الحوثي في بيانه، وبالتالي سيستطيع الحوثي استيعاب صدمة المؤتمريين، واستقطاب أنصار صالح، وسيعمل التيار الحوثي داخل المؤتمر الشعبي العام على السعي إلى تدجين حزب المؤتمر لصالح الحوثيين، أو ربما إنشاء مؤتمر جديد بلون وصبغة حوثية يكون على شكل المعارضات التي تنتجها الأنظمة القمعية لإظهار وجود نوع من التعددية، وهامش من الحرية.
أعتقد أنه حان الوقت بعد كل هذه الفترة للنظر من زاوية أخرى، وبرؤية مغايرة، والتفكير بطريقة مختلفة تماما.