حيث الإنسان يصل أطراف محافظة المهرة..لينهي معاناة ألآلاف المواطنين ويشيد مركزا صحياً نموذجياً..
على خطى الحوثيين.. عيدروس الزبيدي يصدر قراراً بتشكيل اللجنة التحضيرية لمجلس شيوخ الجنوب العربي .. عاجل
وزير الأوقاف: معركة تحرير عدن كانت ملحمة وطنية تاريخية سطّرها أبطال المقاومة الجنوبية
عاجل.. غارات أمريكية على مخازن سرية تحت الأرض كانت تابعة لقوات الحرس الجمهوري بسنحان
خطاب جديد مكرر لعبدالملك الحوثي: ''القطع البحرية الأمريكية تهرب منا إلى أقصى شمال البحر الأحمر''
ترامب: ''الحوثيون الآن يتلهفون للسلام ويريدون وقف ضرباتنا الموجعة''
وصول وفد سعوي الى العاصمة السودانية الخرطوم بشكل مفاجئ
هل بدأت نهاية النفوذ الإيراني في اليمن؟ الضربات الأمريكية تدك مواقع سرية تحت الأرض وتستهدف قيادات ميدانية رفيعة
اعلان للمحكمة العليا السعودية بشأن تحري هلال شوال
زيارة مفاجئة لرئيس الوزراء للإدارة العامة لأمن عدن
يقول التعريف العلمي لعملية (إعادة التدوير) أو (Recycling) بأنها تجميع ومعالجة المواد التي يمكن الاستغناء عنها بإلقائها في المزابل وإعادتها كمواد جديدة تكون عادة أقل جودة وقيمة وفائدة من المنتج الأصلي، لكن هذا الأمر يمكن أن يكون مفيدا مجتمعيا وبيئيا، وصار (تدوير النفايات) صناعة قائمة تدر الكثير من المكاسب، وصار فرزها يتم بطريقة منظمة؛ إذ تضع البلديات في أوروبا مواقع خاصة لرمي كل صنف يمكن إعادة تدويره في أماكن محددة، وبلغ الأمر حد إنتاج الكهرباء حسب الكميات التي يتم الحصول عليها.
في هذا السياق يلاحظ أنه رغم كل الجهود التي تبذلها بعض الحكومات العربية لرفع مستوى الوعى المجتمعي بأهمية الحفاظ على نظافة البيئة ومخاطر إبقاء النفايات على حالتها الأصلية إلا أن هذه المساعي لا تجد لها مساندة من الأحزاب المنشغلة بتدبير أمور أعضائها وترتيب أوضاعهم الوظيفية، ولا من الجمعيات المهنية التي يتفرغ أعضاؤها للبحث عن وظيفة أو قوت يوم، ولا من النخب التي تتوزع بين مساندة الحكومة أو معارضتها حسب ما تجنيه عليه مواقفها، ولكن المثير للسخرية والشفقة في الوقت نفسه أن هذه الأجساد كلها تتقن عملية تدوير شخوصها بطريقة تحافظ على البقاء إما عن طريق الاستنساخ أو عبر عمليات مناقلة بين القيادات، ونادرا ما نجد حزبا عربيا تمكن من نزع جلده العتيق المهترئ، وإنما اكتسبت كلها مهارة وضع المساحيق الرخيصة في مواسم الحصاد المادي كي توهم الناخبين بأنها قد قامت بتنظيف ماضيها البائس مستخدمة نظرية (تدوير النفايات) لإعادة تموضعها في صدارة المشهد.
نلاحظ أيضا أن بعض الأحزاب وخاصة في دول ما سمي بـ(الربيع العربي) حاولت التشبث بمواقعها مستعينة بمصطلح (التحالفات الحزبية)، ومن أعجب العجب أن أهداف هذه التحالفات ليست أكثر من دعوة مفتوحة ورغبة محمومة كي تبقى في صدارة العملية السياسية لتواصل التحكم في مخرجاتها، وبلغ كسلها حد العجز عن الابتكار والخروج من الدورة الحلزونية لقياداتها، ولعل المواطن اليمني بالذات يعرف الحجم الشعبي الحقيقي الهزيل لأغلب هذه المكونات السياسية ووهن هياكلها وإصرارها على الزعم بأنها وحدها تمثل الوطن، وفي اللحظة ذاتها يدعي الانقلابيون في صنعاء أنهم أيضا يعملون تحت مظلة (تحالفات حزبية) مع لافتات مملة تحمل شعارات سئمها الناس، وبين أولئك وهؤلاء لا يكترث أحد لأن الوجوه المتسيدة للأدوار الهزلية تفرغت للشؤون الخاصة تاركة المواطنين يواجهون مصائرهم وحدهم.
قد أكون مبالغا في التعبير عن منسوب الإحباط الذي بلغ حد القرف من الأداء الحزبي في اليمن الذي أصابته الشيخوخة المبكرة، ولكني على يقين أن كثيرين يشاطرونني الشعور بالضيق تجاه ضحالة المستوى السياسي وانعدام الخيال لدى الذين يديرون المشهد المحزن الذي لا يشي بأمل يلوح في الأفق، ولن يجدي قيام تحالفات لا ترتبط بالعمل الميداني مبتعدة عن معاناة الناس، إذ تعيش كل القيادات الحزبية اليمنية في الخارج منقطعة عن الواقع ومعزولة عن مجرياته، واستمرار الحرص على التمسك بالأطر الفاسدة.