آخر الاخبار

بلا حياء.. الحرس الثوري الإيراني: أيدينا مكبلة ولسنا في وضع يسمح باتخاذ إجراء ضد إسرائيل تقرير أممي :8 % من الأسر بمناطق سيطرة الحوثيين تعتمد على التسول من أجل الحصول على الغذاء واشنطن تتحدث عن اصطياد هدفاً حوثياً إضراب شامل يشل مصانع المياة المعدنية في صنعاء ومصادر مأرب برس تؤكد : إضراب مرتقب لمصانع أخرى دعاية الحوثي فرط صوتية ..تقرير أمريكي ينسف رواية المليشيات:دولة عظمى أرسلت للحوثيين صواريخ كروز مضادة للسفن حملة عسكرية من قوات العمالقة ودفاع شبوة تصل الصعيد لإيقاف حرب قبلية تدور رحاها بين قبائل المقارحة والعوالق كيان موالي للمجلس الانتقال الجنوبي يعلن اعتزامه إنشاء شبكة حوالات موازية للشبكة الموحدة التي أسسها البنك المركزي مركز سعودي عالمي ينجح في إزالة أكثر من 18 مليون محتوى متطرف من «التلغرام» وزير الدفاع السعودي يصل تركيا وأردوغان يعقد معه لقاء مغلقا في المجمع الرئاسي . ملفات الأمن والتعاون المشترك .. تفاصيل الملك سلمان بن عبدالعزيز يصدر توجيهات ملكية بمنح 60 مواطناً ومواطنة بينهم أميرة وقيادات عسكرية ومواطنيين ميدالية الاستحقاق لتبرعهم بالدم

تقرير ولد الشيخ: فشلٌ يمني
بقلم/ مصطفى أحمد النعمان
نشر منذ: 8 سنوات و أسبوع
السبت 25 يونيو-حزيران 2016 02:17 م

بعد أربعة وستين يوما قضاها السيد إسماعيل ولد الشيخ مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، برفقة وفدي الحكومة اليمنية وأنصار الله/ المؤتمر الشعبي، قدم تقريره الأول إلى مجلس الأمن؛ الذي كان اليمنيون ينتظرون أن يطرح رؤية واضحة تفضي إلى حل، لكنه للأسف لم يزد على تجميع كل التصريحات التي أطلقها سابقا ثم أعاد صياغتها بأسلوب عهدناه في التقارير الدولية التي تفتح أبوابا للتأويل والتفسيرات، ولا بد أنه نفسه يعاني من الإحباط جراء ما يواجه من نزلاء (قصر بيان) وابتعادهم عن روح المسؤولية الأخلاقية والوطنية تجاه بقية اليمنيين المحاصرين داخل وخارج اليمن، ولعل الشيء الوحيد الذي أوضحه التقرير بجلاء كان تأكيد نقطة الخلاف الرئيسية: تراتبية تنفيذ القرار 2216.
اعترف ولد الشيخ أن اختلاف ضيوف (بيان) يتركز حول تنفيذ القرار، وذكر أن الطرفين لم يتوصلا إلى تفاهم حول «كيفية تزمين وتسلسل المراحل: متى يأتي تشكيل حكومة الوحدة الوطنية؟ وماذا لو نفذ بند ولم ينفذ الآخر؟»، وهذه الفقرة تكشف بجلاء أن كل طرف ينطلق في هذا الخلاف من المصلحة الذاتية للجماعة/ الحزب/ الأشخاص، وأي حديث منمق حول المسؤولية الوطنية لا يعدو كونه تدليسا وكذبا؛ فاليمنيون واثقون أن الصراع في الكويت منحصر في مستقبل الذين يجلسون على طاولة المفاوضات/ المشاورات.
يضيف التقرير أن الأمم المتحدة ستضع خارطة طريق تشمل «تصورا عمليا لإنهاء النزاع وعودة اليمن إلى مسار سياسي سلمي، يتضمن هذا التصور إجراء الترتيبات الأمنية التي ينص عليها القرار 2216 وتشكيل حكومة وحدة وطنية تعمل على إعادة تأمين الخدمات الأساسية وإنعاش الاقتصاد اليمني، كما تتولى حكومة الوحدة الوطنية، بموجب هذه الخارطة، مسؤولية الإعداد لحوار سياسي يحدد الخطوات الموالية الضرورية للتوصل إلى حل سياسي شامل».. إن هاتين الفقرتين تفصحان صراحة أن الشهرين الماضيين استنزفا جهد دولة الكويت وأميرها دون إنجاز يمنح اليمنيين فرصة للأمل والخروج من دهاليز (الشرعية) المتكاسلة وسلطة (الأمر الواقع) اللامبالية، فالاثنتان لم تتمكنا من الارتقاء بمسؤوليتيهما الوطنية، كما أن المبعوث الأممي بدا كمن يريد أن يرمي عبئا ثقيلا من على كاهله فصاغ تقريرا مبهما في فقراته، ولا بد أن اليأس قد أصابه من أن يرتفع زوار (بيان) بوطنيتهم التي صارت محل شك كثير من اليمنيين.
مهّد المبعوث السابق جمال بنعمر والذين أداروا (لقاءات الموفينبيك) الطريق، بغرور غير مسبوق، لتصل الأوضاع في اليمن إلى هذا المنحدر، ولم تنجز مهمتهم إلا بعد أن نشبت حرب ضروس لم تنته فصولها بعد، وكانت كل الأطراف القابعة في (بيان) شريكا أصيلا في رحلة التيه التي بدأت في 21 سبتمبر 2014 وترسخت فيها قواعد الفشل السياسي والاجتماعي الذي نرى تبعاته اليوم. وحين أوكل الملف إلى السيد ولد الشيخ، تمنى الكثيرون تجاوز عثرات سلفه والخروج من الضياع الذي أوقعهم فيه جشع الساسة واعتمادهم سياسة تصفية الخصوم بالوكالة، لذا كان مستغربا الدعوة إلى حوار سياسي جديد بعد عام كامل في فندق (موفينبيك) الشهير بصنعاء.
يقف اليمنيون حائرين محبطين يائسين بينما نزلاء (بيان) يعيشون بعيدين عن متاعبهم وبؤسهم وأحزانهم، ويتحملون منفردين مسـؤولية الفشل.