آخر الاخبار

بلا حياء.. الحرس الثوري الإيراني: أيدينا مكبلة ولسنا في وضع يسمح باتخاذ إجراء ضد إسرائيل تقرير أممي :8 % من الأسر بمناطق سيطرة الحوثيين تعتمد على التسول من أجل الحصول على الغذاء واشنطن تتحدث عن اصطياد هدفاً حوثياً إضراب شامل يشل مصانع المياة المعدنية في صنعاء ومصادر مأرب برس تؤكد : إضراب مرتقب لمصانع أخرى دعاية الحوثي فرط صوتية ..تقرير أمريكي ينسف رواية المليشيات:دولة عظمى أرسلت للحوثيين صواريخ كروز مضادة للسفن حملة عسكرية من قوات العمالقة ودفاع شبوة تصل الصعيد لإيقاف حرب قبلية تدور رحاها بين قبائل المقارحة والعوالق كيان موالي للمجلس الانتقال الجنوبي يعلن اعتزامه إنشاء شبكة حوالات موازية للشبكة الموحدة التي أسسها البنك المركزي مركز سعودي عالمي ينجح في إزالة أكثر من 18 مليون محتوى متطرف من «التلغرام» وزير الدفاع السعودي يصل تركيا وأردوغان يعقد معه لقاء مغلقا في المجمع الرئاسي . ملفات الأمن والتعاون المشترك .. تفاصيل الملك سلمان بن عبدالعزيز يصدر توجيهات ملكية بمنح 60 مواطناً ومواطنة بينهم أميرة وقيادات عسكرية ومواطنيين ميدالية الاستحقاق لتبرعهم بالدم

ماذا يجري في اليمن؟
بقلم/ مصطفى أحمد النعمان
نشر منذ: 8 سنوات و شهر و 18 يوماً
السبت 14 مايو 2016 09:32 ص
تمتلئ مواقع التواصل الاجتماعي التي يدير معظمها شباب مرتبطون بأحزاب أو شخصيات معنوية بكم مهول من الكذب والتدليس وترسيخ مفردات الحقد والكراهية ويغلب الزيف وسطحية التحليل والانطلاق من الهوى على أغلبهم ومن المخجل زعمهم لاستقلاليتهم الفكرية، وحصيلة هذا الشتات هو انتشار الأخبار المفبركة والتحليلات دون معلومات موثقة.
منذ أسبوعين بدأت في عدن حملة طرد لمواطنين يمنيين كاملي الأهلية ولا يمكن توصيفها بأقل من البشعة وحملت في عمقها إقرارا عمليا بما ينتظر اليمن في المرحلة التي ستلي الوقف النهائي للعمليات العسكرية. ومن المؤسف أن ضمير المجتمعين في الكويت لم يتحرك ولم يفكروا للحظة في الانحطاط الاخلاقي والوطني الذي وصلت إليه العلاقات الإنسانية داخل اليمن بعد عقود طويلة انصهرت فيها المجتمعات الجغرافية المختلفة وتعايشت، ولم يدر في خاطر ضيوف الكويت أن عليهم مسؤولية تتجاوز الدفاع عن حقوقهم الخاصة بعد أن تخلوا عن حقوق المواطن البائس والارتفاع إلى مستوى جديد لم يألفوه من الابتعاد عن التحاذق وادعاء امتلاك صكوك الوطنية وإطلاق التصريحات التي تعلموها في مدارسهم الحزبية.
إن ما جرى وما زال في عدن من انتهاك لحقوق المواطنة هو وصمة عار في حق المسؤولين وتثبيت لتخليهم عن دورهم الأخلاقي والوطني وينم عن عدم الاكتراث بما يدور هناك بينما هم منشغلون في ترتيب أوضاعهم الخاصة والاكتفاء بالمناشدات والتوسلات.
في تعز اندلعت حرب بين أبنائها بشراسة غير مسبوقة وكانوا يتمترسون في خندقين متقابلين، استنزفت فيها دماء أعز شبابها الذين خسروا مستقبلا كانت تعز واليمن تنتظرانه منهم، وصارت المشاهد التي تبثها الشاشات نذيرا للأحقاد والكراهية التي ستحصدها أجيال قادمة، ورغم سيل الاتهامات التي يطلقها كل طرف متخليا عن مسؤوليته فإن الجميع سيكون له نصيب منها وإن تفاوتت درجته وتلك مهمة المؤرخين.
لقد عاشت تعز وعدن قرونا في حالة تفرد بالمدنية والتمسك بالقيم الأخلاقية والوطنية وتعرضتا تاريخيا لعملية تهميش سياسي لدور أبنائها وكانتا دوما ملجأ لكل يمني يبحث عن رقعة جغرافية داخل الوطن تمنحه الهدوء النفسي والقيمة الإنسانية، وفي أقل من عام واحد صارت المدينتان نقطتي جذب للصراع المناطقي والمذهبي والحزبي وها نحن نراهما مستمرتين في تدمير الدعائم التي شكلت أسس تاريخهما.
إنني لا أبالغ إذ أقول إن ما جرى في عدن وتعز سيكون علامة فارقة في تاريخ اليمن الأخلاقي والسياسي والاجتماعي وسيكون لزاما على الأجيال القادمة القيام بجهود مستمرة لمحاولة تجاوز ما حدث، وإعادة الدور المناط بالمدن اليمنية الأخرى مثل صنعاء وحضرموت.
اليمن تنتظره أزمنة قاسية ليس بإمكان اليمنيين القابعين في «قصر بيان» إيقاف عجلة دورانها الخلفي دونما معالجة جذرية لأسس تفكيرهم المتحجر وبذل جهد أخلاقي يسمو فوق الرغبات الشخصية التي لا يلحظ المتابعون أي تنازل عنها، وسيكون لزاما على مجلس التعاون المساهمة مع المجتمع الدولي لفرض رغبة اليمنيين في السلام بعد ١٤ شهرا من الحرب.