علي صالح والاربعين انفصالي !!!
بقلم/ عمرو محمد الرياشي
نشر منذ: 9 سنوات و 3 أشهر و 24 يوماً
الثلاثاء 28 يوليو-تموز 2015 08:44 م

يتم التداول في أروقة الغرف المغلقة والمطبخ السياسي لزعيم الخراب في اليمن\" عفاش\" عن ما يعيد له التجديد في الخراب والتدمير فها هو يبحث ما بين الاوراق المتناثرة لإبراز نغمات انفصال جنوب اليمن.
ما اود طرحه من خلال هذه الكلمات المختصره ان انتصار المقاومة في عدن والمبالغة فيه وكأن المعركة قد حسمت في تلك الجغرافية الصغيره لا يعكس الحقيقة بصورتها الواقعية سواء من الناحية العسكرية او حتى السياسية على الارض .
مازالت الجبهات الاخرى مفتوحة ولم تحسمها امرها بعد من لحج وأبين مرورا بتعز حتى المعركة الحاسمة في صنعاء .
مروجو النصر المناطقي والجغرافي لا يختلفون كثيراً عن سلوك المليشيا الحوثيه- العفاشيه فكلاهما يتقاطعان في احتقار معنى الهوية الوطنيه التي ينبغي ان تكون مرجعيه لليمنيين جميعا لقتال الفئة الباغية التي مرقت على الشعب اليمني .
لم يكن الهدف من قتال صالح وحلفائه الحوثيين مجرد تحرير عدن كجغرافيا فقط !!
وإلا لتحول الامر عكس هدفه واصبح مشروع المقاومة الى مقدمة للصراعات المناطقية تحت الجغرافيا الشطرية ويظل اليمنيون وقوداً لهذا الصراع الى ما شاء الله ولكن تحرير عدن من مرتزقة صالح لا يعد سوى الخطوه الاولى على الارض لا استعادة كامل التراب اليمني من حكم مران وسنحان.
التظليل واليأس التي تتبناه بعض النخب السياسية والمثقفة والمحسوبة على التيار الانفصالي يجب ان تحمل مزيدا من الوعي والرؤية المستقبلية لمعنى مشروع اعادة بناء دولة يمنية حديثة ، بدلا من الترويج لبضاعة الانفصال المنهية الصلاحية لدى الخارج .
قد يظهر لليمنيين ان عدوهم واحد وهو علي صالح ومرتزقته وهذا صحيح ولكن هذا العدو له اكثر من قناع وقاع لتمرير مأربه في تدوير عملية التخريب في اليمن فكراً وإنسانا .
ظل \"عفاش \" يمارس طوال عشرات السنوات في حكم لليمن سياسة الاغتيالات ضد الخصوم السياسيّين ، والتخلّص من حلفائه الأقربين ، والانتقام من شركائه ، والإيقاع بين الفرقاء المختلفين .
لذا لا يوجد في قاموس \"عفاش\" صعوبة في اعادة تجسيم الكوارث على الارض عبر ملفات كثيرة ملغومة كعناصر القاعدة و المذهبية وإعادة شحن الطائفيه بواسطة تفجير المساجد والمنازل وصولا لموضوع احتراق الارض بفتيل انفصال الجنوب كونه احد هذه الملفات الملغومة والذي من خلاله يمكن تفعيل باقي الملفات الاخرى المرتبطة بورقة الانفصال.
\"عفاش\" عبر اذرعته الغير مرئية والمرئية ينتظر الفرصة وان لم تأتي يصنعها ببراعة لحصد زرعه الخبيث في اوساط حراكه الصالحي لذي اعده لمثل هذا الظرف الغير مريح لطموحاته .... رجالات صالح ليسوا سوى ساعة بلا عقارب يتلاعب بهم لتنفيذ خططه الشيطانيه وإن كانوا اطرافا في مكونات الحراك والقاعدة وكهوف مران .
فقضية مثل استعادة الجنوبيين لدولتهم السابقة، تناقش في مقيل صالح وعائلته وبدعم من بعض سفارات دول عربية اقليميه ليس لإحداث انفصال الجنوب على الواقع ولكنه كون \"عفاش\" قائد وقلب الحراك العفاشي منذ انشائه فلا بد من ان يجد مخرجا له من هزيمته العسكريه في عدن ليحرج به كل خصومه ويلتقط انفاسه .
القائد الفعلي لمسيرة الشيطانيه العفاشيه \"عفاش\" ومساعديه من الشمال والجنوب يرمون الى خلط الاوراق وإحداث اقتتال بين المقاومة والحراك وهذا هدف استراتجي يرمي به صالح الان وربما لاحقا ليحفظ له جزء كبير من قواته ويظل في الساحة السياسية رقما صعبا يصعب ازاحته.
من السذاجة السياسية ان يصور البعض المشهد السياسي في اليمن بأن انفصال الجنوب سيكون عبارة عن شمالاً حوثياً يحمل المذهب الزيدي سيظل بعيداً وغير مؤثر على استقرار الجنوب في حال الانفصال، فقد نقبل هذا الطرح من العامه من الناس ولكن ان يسترسل بعض السياسيين والكتاب فهذا مرهون بعدم امتلاك رؤية سياسية وقصور كبير في الجانب الموضوعي والبرجماتي .
وبكل بساطة انفصال الجنوب وقتل هوية المقاومة عبر اذكاء المنطق المناطقي يعني طريق واحد فقط... وهو يمن تحت مظلة تجاذبات إقليميه – طائفيه ينتج لنا شمالاً شيعيا فارسيا متناحرا تحت قيادة الوية صالح وجنوباً قاعديا محترقا بين الهويات السياسية والتاريخية.
والحل ببساطه وجود مقاومة مرجعيتها وهويتها صناعة دوله يمنيه عادلة لكل اليمنيين وهذا ما يزعج الطابور الخامس لمرتزقة صالح الذين يحاولون جاهدين ان ينقلوا فشلهم وخسارتهم لعدد من الجبهات داخل اليمن الى معارك بين اليمنيين انفسهم .
أخيرا .....
من يصنف ان الحرب بين جنوب وشمال فنذكره بان المقاومة الشعبية في شمال الوطن في تعز وإب ومأرب والبيضاء والجوف لن تتوقف لأن تامين الجنوب وحمايته حتى من النظره الانفصالية لن يكون إلا بتأمين محافظات الشمال وتطهيره من مرتزقة عفاش .

واذكر الغافلين بأن الصورة التي تجري على الواقع اليمني بكلّ أجزائها وتفصيلاتها ، المحزنه اصبحت واضحة و مكشوفة فلم تميز سجون صالح ومعتقلاته بين الشمالي والجنوبي ولكنها تفننت في إذلاله واستحقا ره .
المقاومة اليوم ليست مجرد مشروعاً سياسيّاً للحكم بقد ما هي قتال الضحية ضد جلادها و نضال الحرية ضد العبودية .

لــذا مسئلة علي صالـــح والأربعيــن انفصالـي من أشهر القصص السياسية التي نجح صالح في ابرازها.. خصوصا ان لديه من الشخصيات اليمنية ممن يحملون الملامح الجنوبيه ويجيدون اداء الدور الانفصالي الموكل لهم الذي كان ملهما لكثير من الكتاب والجماهير الجنوبيه في أنحاء العالم.