يا هادي ماذا تنتظر ؟!
بقلم/ محمد سلطان اليوسفي
نشر منذ: 9 سنوات و شهرين و 20 يوماً
الثلاثاء 06 يناير-كانون الثاني 2015 11:51 ص

يا هادي إن الشعب الذي  منحك الثقة واولاك جل اهتمامه وكان فخوراً ومعتزاً بك في يوم ما يراهن مراهنة تامة على أنك الرجل الأولى بمنصب رئاسة الجمهورية من غيرك وأنك رجل المرحلة آملاً أن تستعيد له دولته التي كان يحلم بها  ، لقد خيبت ضنه فها هو  اليوم يلعن اللحظات التي أتت بك ، ويتمنى لو أنه لم يخرج لانتخابك ولم يختارك رئيساً  .    

فلولاك لما انتصر المهزومون ولما تمادى المتآمرون في تأمرهم ، ولما سقطت صنعاء في ايدي المليشيات . 

يا هادي ها هو الوطن من شرقه الى غربه ومن جنوبه إلى شماله يعيش في مرحلة من أسوأ المراحل التي مر بها ، لم يسبق له أن عاش مثل هذه المرحلة ، فالشمال تتقاسمه المليشيات وتتفود خيراته والجنوب يعيش وضعاً لا يحسد عليه فهلا تداركت الوضع . يا هادي الا تتذكر اولئك الابطال الذين سقطوا في الميدان وهم يدافعون عن صنعاء وكنت انت يومها لا تأبه بهم ولا بجهودهم الجبارة التي بذلوها في سبيل الدفاع عن كرامة وطنهم والتصدي للمليشيات المسلحة التي هي اليوم جاثمة على كاهل الوطن المتهالك ، بل فوق كل هذا أنك لم توقف حتى الحرب التي كانوا وقداً لها بل اقفت الدعم والممدد عنهم . كيف تركت أولئك الابطال يواجهون مصيرهم المحتوم دون أي مساندة منك ؟!

يا هادي لقد طلب الشعب منك هيكلة الجيش وليس تفكيك الجيش وإضعافه ، وطلب منك ايضاً اصلاح شامل لكل نواحي حياته الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وتحقيق التقدم والنماء وليس العكس ، يا هادي لقد اخطئت كثيراً في حق هذا الشعب خاصة بعد سقوط العاصمة صنعاء لم يعد الشعب يرى فيك سوى أنك مجرد انسانٍ ليس له قرار أو كلمة مسموعة ، بل انه يستمع لكل ما يملى عليه من الطرف الذي يعتبر نفسه منتصراً .

والان والشعب اليمني يعيش حالة غير مسبوقة في تاريخه من الفوضى والانهيار ، ماذا تنتظر هل تفكر بالبقاء طويلاً بعد كل هذا ، إذا كنت تطمح بالبقاء عليك أن تتدارك الوضع الحالي للبلاد وتستعيد هيبة الدولة ومكانتها ونفوذها في سائر ارجاء البلاد وعليك أن تستعيد ايضاً هيبة الجيش المسلوبة التي لن يستقيم الوضع ولا امن واستقرار الوطن الا باستعادتها أولاً قبل كل شيء بحكمك رجلاً عسكرياً ، وحتى لا تتطاول قوى التسلط والنفوذ وتطمح بالسيطرة اكثر، عليك أن توقفَ هذا المد الخطير الذي يحيط بالوطن ، والذي يسعى للسيطرة على البلاد ، قف في وجه وكلنا إلى جانبك صفاً واحداً ، إذا اردت أن يحتفظ لك الشعب و التاريخ بشيء من الذكرى الحسنة ، فالتاريخ لا يخلد الا أسماء العظماء والشعوب لا تتذكر الا من خدموا أوطانهم وحفظوا كرامة شعوبهم .