آخر الاخبار

تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! مجلس الوزراء يُغرق وزارة الدفاع بالثناء اللفظي ويتجاهل صرف رواتب الجيش واستحقاقات وزارة الدفاع المالية صناعة القرارات الرئاسية في زمن رئيس مجلس القيادة الرئاسي.. قرارات تعيين رغم اعتراض غالبية الرئاسي وقرات يتم تهريبها بسرية .. تفاصيل لجنة المناصرة والتأثير بمحافظة مأرب تعقد ورشة عمل ناقشت دور السلطة المحلية والأحزاب والمنظمات في مناصرة قضايا المرأة رسالة من أمهات وزوجات المختطفين لقيادات جماعة الحوثي : ''نأمل أن نجد آذانا صاغية'' في اجتماع بقصر معاشيق.. قرارات وموجهات جديدة للحكومة اليمنية خلال رمضان فقط.. رابع حادثة وفاة لمختطفين في سجون الإنقلاب الحوثي قضاة محكمة العدل الدولية بالإجماع يوجهون امرا لإسرائيل .. تفاصيل

خنق العاصمة ،ومآرب أخرى.
بقلم/ بلال الجرادي
نشر منذ: 9 سنوات و 7 أشهر و 8 أيام
الثلاثاء 19 أغسطس-آب 2014 02:12 م

يدرك المراقبون للشأن اليمني أن من بمقدوره السيطرة على الحزام الأمني للعاصمة صنعاء والتحكم في مداخلها يستطيع المشاركة في صناعة القرار السياسي من قريب أو من بعيد .

الأحداث الأخيرة أفرزت قوى جديدة وناشئة "لم تبلغ الحُلم بعد" في المقابل أصيبت القوى التقليدية قبلية وسياسية بنوع من التقهقر والانكسار ،ما دفع ببعضها لاحتضان القوى الصاعدة ودعمها بطرق ملتوية غير واضحة للعيان.

سقوط المؤتمر كحزب سياسي رائد ظل يحكم البلد لفترة طويلة بفعل سياسة قياداته الرعناء، وتبعية أعضائه العمياء ،أعطى مساحة واسعة لظهور كيانات وتنظيمات لا تفقه من السياسة إلا رسمها ،كما أن تململ حزب الإصلاح الذي اختار المعارضة السياسية طريقًا له ،سمح لذوي العقول المحدودة بتنصيب أنفسهم معارضين لنظام الحكم القائم الذي يترأسه هادي "الرئيس التوافقي"
هذه المتغيرات ساهمت إلى حد كبير في خدمة إطراف كانت تستحي حتى أن تبوح بانتمائها الفكري والعقائدي ،غير أنها اليوم تتفاخر وهي تلتهم ما تبقى من جسد الدولة ،وتُحكم سيطرتها على مواقع هي أصلا من حق الدولة.

كان صالح إبان حكمه يحاول إرضاء (آل الأحمر) بشتى الطرق حتى أن ما نلمسه من عداء اليوم بين الجانبيين لم يكن واضحًا في مرحلة ما قبل الثورة الشبابية ،فصالح كان يدرك حجم سيطرة (الأحمر ) على الطوق الأمني للعاصمة
ولذلك كان رئيسًا مطيعًا لهم.

اليوم يحاول الحوثي تكرار السيناريو المعمول في عهد النظام السابق مع اختلاف موازين القوى ،فالجماعة تسعى جاهدة لبسط سيطرتها على كل ما يحيط بصنعاء ،ليس لإسقاطها؛ لأنها تعلم عواقب هذه الخطوة، بل ليكونوا سنارة في عنق هادي، وبالتالي التحكم في صناعة القرار السياسي بما يخدم أجندتهم ومشاريعهم ،في ظل غياب شبه كامل للقوى السياسية التقليدية التي أصابها الخرف ،وأصبح قريب لقياداتها موارة الثرى.

يكرر الحوثي اليوم ما قام به حزب الإصلاح بالأمس، فحشد الناس ودفعهم للتظاهر، لم يأتي به السيد من كهوف مران
مع اختلاف الوسائل المستخدمة ، ومدى سلمية تلك الفعاليات من عدمها ،ومع ذلك لم يدرك الحوثيين بعد ،أن كل تلك الطرق التي سبق العمل بها لم ولن تمنح الولاية المطلقة لأحد ،ولن يكون بمقدورها إقصاء الآخر مهما كان اعتقاده وتوجهه.

لا خوف على صنعاء من السقوط فهي حاضنة للجميع ،وسقوطها سقوط لهذا الجميع، كل ما في الأمر أن تاريخنا المعاصر والقديم يفيد بأن من يخنق العاصمة يتدخل في القرار السياسي ويوظفه لخدمة أهدافه ومآربه ،وبالتالي لزامًا البت في تفكييك مراكز النفوذ، وتوزيع السلطة، دون محاصرتها في ستين العاصمة أو سبعينها،وهذا ما تنص عليه أدبيات النُظم الاتحادية.