آخر الاخبار

بلا حياء.. الحرس الثوري الإيراني: أيدينا مكبلة ولسنا في وضع يسمح باتخاذ إجراء ضد إسرائيل تقرير أممي :8 % من الأسر بمناطق سيطرة الحوثيين تعتمد على التسول من أجل الحصول على الغذاء واشنطن تتحدث عن اصطياد هدفاً حوثياً إضراب شامل يشل مصانع المياة المعدنية في صنعاء ومصادر مأرب برس تؤكد : إضراب مرتقب لمصانع أخرى دعاية الحوثي فرط صوتية ..تقرير أمريكي ينسف رواية المليشيات:دولة عظمى أرسلت للحوثيين صواريخ كروز مضادة للسفن حملة عسكرية من قوات العمالقة ودفاع شبوة تصل الصعيد لإيقاف حرب قبلية تدور رحاها بين قبائل المقارحة والعوالق كيان موالي للمجلس الانتقال الجنوبي يعلن اعتزامه إنشاء شبكة حوالات موازية للشبكة الموحدة التي أسسها البنك المركزي مركز سعودي عالمي ينجح في إزالة أكثر من 18 مليون محتوى متطرف من «التلغرام» وزير الدفاع السعودي يصل تركيا وأردوغان يعقد معه لقاء مغلقا في المجمع الرئاسي . ملفات الأمن والتعاون المشترك .. تفاصيل الملك سلمان بن عبدالعزيز يصدر توجيهات ملكية بمنح 60 مواطناً ومواطنة بينهم أميرة وقيادات عسكرية ومواطنيين ميدالية الاستحقاق لتبرعهم بالدم

ابغض التغيير إلى الله التغيير إلى الأسوأ
بقلم/ د.عبدالله حسن كرش
نشر منذ: 9 سنوات و 10 أشهر و 27 يوماً
الثلاثاء 05 أغسطس-آب 2014 12:04 م

  كان شُعار الرئيس "من اجل يمن جديد" وهذا يتفق مع سنة الله في خلقه، فلن تستمر الحياة إلا بالتغيير، ليل ونهار، عسر ويسر، حتى التربة لن تجود بعطائها إذا لم يتغير نوع المزروع فيها، وبالمقابل فأن هناك تغيير إلى الأسوأ وهو ابغض أنواع التغيير، مثلما الموت مقابل الحياة، والهدم مقابل البناء، والفساد مقابل التنمية، فإلى أي تغيير تتجه اليمن؟

   الفساد أوصل جميع الأطراف إلى نقطة البحث عن مخرج، فالشعب أنهكته الفجوة الحضارية الواسعة والبطالة والفقر، ومقاولات الحروب، ومآسي أخرى كثيرة، والفرقاء أنهكهم القتال والخوف من الواقع والمستقبل المجهول في ظل هدير الملايين واضطرابات المنطقة ومراوغة حلفائهم، كان الجميع يبحث عن طوق نجاة ومتوقعين أو مهيأين للتغيير، ولكن غياب الطرف الأول وهو الشعب أو تغييبه وإحاطة الأطراف الأخرى بالسلطة، جعل معظم التغييرات الملحوظة لخدمتهم أو لإعادة لم شملهم.

   غيرت الحكومة اسم الجرعة إلى الإصلاحات، وهذا نوع من التغيير، إلا أن الجزء الأهم من تلك الإصلاحات والذي ورد في توجيهات الرئيس قبل إقرار الجرعة، لم ينفذ، ولن يستردوا حتى إطار مًستهلك من السيارات المنهوبة، وان يسلبهم الذُّبَابُ شَيْئاً لَّا يسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضعف الطالب والمطلوب. وليس بإمكانهم أن يسووا غراره.

   تغييرات آخري منها موعد الجرعة، ففي العيد اعتاد الناس أن تعينهم الدولة وتواسي ضعفهم، وتغيير في طريقة التمهيد للجرعة وإخفاء المشتقات النفطية لفترة طويلة جنى خلالها البعض الكثير من الأرباح لبيعها بأسعار خيالية في أسواقهم الخاصة، حتى ظهرت الجرعة وتوفر البترولبسعر اقل من السوق السوداء، وفُرجت الغمة.

   الجرعة مخيبه للآمال، وأكثر منها تلك المبررات الهزيلة، ومنها إشادة بعض الجهات الحكومية بما اتخذته الحكومة، وإشادة مدير البنك الدولي، ومن اجل محاربة الفقر، ولأجل الفقراء، وبأن الدولة ستتصدى بحزم لأي زيادة أو تلاعب بالأسعار، وستعمل الدولة على زيادة المرتبات، و س، و س،و س، وعلى الحكومة أن وأن وأن، " خفضوا الأسعار خفضوا الأسعار" وتتبعها الأهازيج العيدية، يا فرح يا سلا "غناء في مأتم".

   بعد ثلاث سنوات أشار الرئيس إلى أن مشكلتنا اقتصادية وكم سنحتاج من الوقت ليعرف الجميع بأن المعالجة ليست بالجرع فالطعن في الميت حرام، وليس في ذلك أي تغيير، ولا بأي حل ينتجه أولئك المحيطين بالسلطة، حتى ولو لبسوا ثياب الصالحين، وإنما يكمن التغيير أو طوق النجاة في مكافحة الفساد والبدء بترسيخه كهدف أساسي في الأذهان والنفوس للوصول إلى إرضاء الخلق والخالق، والتنمية، والسيادة، والقوة، وتخليد المرحلة في ذاكرة التأريخ والأجيال، فلن يمكث في الأرض إلا ما ينفع الناس.

   الفساد حالة إدمان وإغراءاته وملذاته وآثاره كثيرة، وهو اخطر من الأفيون في صعوبة التخلص منه وفي الدفع بضحاياه إلى طلب المزيد، وفي آثاره على الفرد والدولة والمجتمع، ولسنا هنا لحصر آثاره فهي أكثر من أن تحصى، ولكل اثر نتائج، وكل نتيجة لها نتائج أخرى وهكذا، فهو يضعف الدولة ويزيد من مصروفاتها ويقلل من خدماتها، ويدمر القيم والأخلاق، وهي التي نزلت كل الديانات، ووجدت كل الأعراف والتقاليد لتتمم مكارمها. وبها تًعرف الأمم ، فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا.