آخر الاخبار

أكبر كارثة في أجواء الخليج.. صاروخ أمريكي يخترق قلب طائرة مدنية بلا حياء.. الحرس الثوري الإيراني: أيدينا مكبلة ولسنا في وضع يسمح باتخاذ إجراء ضد إسرائيل تقرير أممي :8 % من الأسر بمناطق سيطرة الحوثيين تعتمد على التسول من أجل الحصول على الغذاء واشنطن تتحدث عن اصطياد هدفاً حوثياً إضراب شامل يشل مصانع المياة المعدنية في صنعاء ومصادر مأرب برس تؤكد : إضراب مرتقب لمصانع أخرى دعاية الحوثي فرط صوتية ..تقرير أمريكي ينسف رواية المليشيات:دولة عظمى أرسلت للحوثيين صواريخ كروز مضادة للسفن حملة عسكرية من قوات العمالقة ودفاع شبوة تصل الصعيد لإيقاف حرب قبلية تدور رحاها بين قبائل المقارحة والعوالق كيان موالي للمجلس الانتقال الجنوبي يعلن اعتزامه إنشاء شبكة حوالات موازية للشبكة الموحدة التي أسسها البنك المركزي مركز سعودي عالمي ينجح في إزالة أكثر من 18 مليون محتوى متطرف من «التلغرام» وزير الدفاع السعودي يصل تركيا وأردوغان يعقد معه لقاء مغلقا في المجمع الرئاسي . ملفات الأمن والتعاون المشترك .. تفاصيل

أخلاق أمنية بحاجة للكنس !
بقلم/ صدام أبو عاصم
نشر منذ: 11 سنة و أسبوعين و 5 أيام
الأربعاء 12 يونيو-حزيران 2013 05:54 م

يحكى أن أحد كبار المطلوبين أمنياً في محافظة ذمار، تم القبض عليه بالصدفة. نـعم بالصـدفة.. و"يا محلى الصدف"؛ الأمنية والعسكرية بالذات. قبل بضعة أشهر، وبينما كانت الجهات الأمنية تنفذ حملة أمنية في إحدى مناطق المحافظة، مر الرجل من نقطة قريبة من مكان تنفيذ الحملة. وبشكل استفزازي توالد أصلاً، مع كمية الخوف المتراكمة، دخل الرجل في مناوشات مع عناصر الأمن معتقداً أن الحملة كانت تستهدفه. وحين تم القبض عليه، اكتشف الجنود الأشاوس أن الرجل في رصيده الإجرامي مايزيد عن مائة جريمة بينها جرائم قتل، وأنه هو ذاته من تطارده أجهزة الأمن من حوالي عشر سنوات.

ليس مستغرباً على رجالات الأمن والجيش في هذا البلد المبارك، أن يقوموا بمهماتهم الوطنية النبيلة على هذه الشاكلة من النجاح العفوي. فثمة قصص كثيرة مشابهة للتي ذكرت سابقاً، وهي تظهر حقيقة كم أننا بحاجة لأن نشكر الحظ أحياناً، قبل أن ننشد بصوت واحد "جيشنا يا ذا البطل".

لا أحب أن أنهش لحوم أبطالنا في المؤسسة الأمنية والعسكرية، ولا أحب أن أسمع من أحدهم نقداً لاذعاً لهؤلاء الدروع الواقية في وطن ينهشه الذئاب من أبنائه، ويتنازع خيراته الغزاة المحليون.

الوطنيون من رجال الجيش والأمن أحبهم أنا ويحبهم الشعب، ونرفع لهم جميعاً، قبعات التقدير. أتذكر ملامح أحد رجال الأمن المركزي في إحدى نقاط التفتيش وسط العاصمة، وهو يوقفنا متأسفاً ويسألنا بلهجة ودودة عما إذا كان لدينا سلاح. ثم يوضح بنبرة مؤدبة للغاية: أعرف أنكم الآن غاضبون منا، وضجرون من تصرفاتنا، لكن أرجو أن تعذرونا، لأن هذا عملنا، ويجب أن ندقق. بادلناه الاحترام والالتزام أنا وصديقي الذي كنت أرافقه بسيارته في أحد المساءات الماضية، ورددنا عليه: اعمل ما بدا لك، فنحن نقدر أنك لا تقوم بهذا إلا من أجلنا نحن وغيرنا من المواطنين.

في اليمن، لا تستطيع الحكم بنسبة من يبادل رجل الأمن الاحترام، وبقناعة ذاتية تنبع من تقدير طبيعي لمهمة هذا الرجل. لكن ما تستطيع الجزم به هو أن ثمة كائنات من الطرفين لا تملك شيئاً من اللياقة في التعامل المبني على مصالح مشتركة في بلد يفترض أن يتسع للجميع. فما زلت أتذكر مشهداً يتكرر من وقت لآخر في شوارع صنعاء وهو غياب رجل مرور عن أهم الجولات ازدحاماً بالسيارات.

تستشف من تصرف بعض جنود الأمن غير اللائق أن ثمة ثقافة "نخيط" ماتزال سائدة لدى البعض. وفي المقابل، هناك مواطنون تربوا أصلاً على مخالفة القوانين، فمن خلال ثقافة مترسخة لديهم، يعتقدون أن تجاوز اللوائح الأمنية هي رجالة وشطارة. ولا يمكن نسيان الاعتقاد السائد لدى بعض رجال الأمن والجيش بأن الجميع ينظرون إليه باحتقار، كما هو حاله المرير مع هنجمة بعض مرافقي المشائخ في المدن الرئيسة، ومع عداء عناصر الجماعات المتطرفة في الشمال والجنوب.

الحديث يطول عن مشاكل الأمن والجيش في هذا البلد، ويحتاج ربما لأكثر من تناول وتنادم وأسف، غير أن مغزى المرور المرتبك هناك كان كمحاولة لوضع حد للتعامل السلبي المزدوج بين المواطنين ورجال الأمن والجيش، ومحاولة تخليقه إيجابياً في يمن ما بعد ثورة فبراير 2011.

وما من شك، فإن بدء تنفيذ مشروع هيكلة الجيش والأمن في محاولة لتأسيس مدامك يمن جديد، سيحيل ثقافة هذا العداء غير المبرر، إلى التقاعد الإجباري، وسيحيي مجدداً، روح التعاون والتواد والتآخي والحب فيما بين شرائح هذا المجتمع العريق. سوف لن تكون عمليات التواكل والتراخي هي المتسيدة، ولن يكون الحكم الأول والأخير في الشأن اليمني الأمني والعام للصدفة وللحظ، لأن التخطيط سيكون سابقاً لأي أنشطة أمنية تحسن حتماً بالتزامن مع الإصلاحات السياسية والاقتصادية، من نفسية المواطن اليمني ومن مزاج هذا الوطن الموحد والكبير.