اغتيال مسؤول أمني كبير في إيران شركة ميتا العملاقة تعلن حجب حسابات مرتبطة بإيران على واتساب رغم محادثات السلام.. غزة تواجه دمارًا مستمرًا جراء الغارات الجوية الإسرائيلية تعرف على مادة غذائية ومتوفرة بكثرة تساعدك على التخلص من رائحة الفم الكريهة بحضور بوتين… قديروف يعلن افتتاح مسجد النبي عيسى في العاصمة الشيشانية مايكروسوفت تعلن عن نماذج ذكاء اصطناعي جديدة ومذهل صفقة طائرات أباتشي أمريكية إلى كوريا الجنوبية تشعل الغضب في جارتها الشمالية ومصادر تكشف التفاصيل حزب الإصلاح يبعث برسالة هامة إلى قيادة حزب المؤتمر الشعبي العام موقع أمريكي يكشف ما طلبه الرئيس الأمريكي من نتنياهو ووافق على جزء منه البحرية البريطانية تتحدث عن 3 حرائق على متن ناقلة نفط قبالة السواحل اليمنية
عندما فكر الشاعر الانجليزي توماس إليوت بــ كتابة قصيدة أرض اليباب التي تعكس تصور الإنسان ومخاوفه من العدميات والخلاص المُنتظر لم يكن يعلم وهو يكتبها بــ روح وخفقان زميلة عزرا باوند أن أرض اليباب ذاتها هي أرض البؤس والشقاء وأرض كُل الأفكار المُتصحرة , كل المشاعر والأحاسيس التي تُحاول الإجابة عن سر التغير في حياة البشرية جمعا.
وهذه الأفكار من الطبيعي أن تُواجه حالة من الاستقطاب والرفض , حالة من الانفصام والتعدي ومن غير المُمكن أن تنشا حالة صلاح نهائية في مُجتمع أقل ما يُمكن تسميته في هذا وقت مُربك كـــ هذا ((زمن الإفرازات والتحولات المختلفة)).
نحن بكل تأكيد لا نُعلل سبب الصراع والتأجيج لحالة الشُرخ الموجود في فوضى السياسة والاقتصاد والحياة المُجتمعية المتشضيه ولا نكتب بـــ جدوى الربح وزيادة رصيد القُراء فيمن حولنا كي نكتسب طابع وشُهرة غير اعتيادية
ولكن الحقيقة نحن نُعاني كـــ جيل ونعي أكثر من غيرنا أن سبب تأخرنا عن الآخرين هو الفوارق التي نصنعها داخل المُتغير الواحد .....
وهذا المُتغير ما يفتى أن يتحول في وقت قصير إلى حالة ازدراء في الهويات وفي الصراع الطبقي خارج الركب السريع لعقلية وسُرعة وإيقاع القرن الجديد ....
وهذا ما تشعُر به كـــ مُثقف عند قراءتك لـــ رواية ساق البامبو التي صاغ تفاصيل هذا الصراع سعود السنعوسي في مُجتمع أكثر ما يُقال عنه مُحتقر للهوية والُلغة وأيضا العادات والتقاليد .....
وفي سياق حالة السرد التي تحدث عنها السنعوسي يكتُب :
(لو كنت مثل شجرة البامبو، لا انتماء لها, نقتطع جزءا من ساقها نغرسه، بلا جذور، في أي أرض لا يلبث الساق طويلا حتى تنبت له جذور جديدة تنمو من جديد في أرض جديدة بلا ماض بلا ذاكرة لا يلتفت إلى اختلاف الناس حول تسميته كاوايان في الفلبين خيزران في الكويت أو بامبو في أماكن أخرى) .
ويقول الكاتب اللبناني عبده وازن في صحيفة الحياة اللندنية عن ((ساق البامبو)) إنها رواية الهوية المنفصمة والتغريب الميلودرامي .
إن صراع الهوية وصراع الأوغاد داخل الوطن الواحد هو صراع أزلي نُعاني منه كي ننتج من اللا شيء أزمات تتعدد وتأخذ أكثر من بُعد ومنحى ويكون الدين هو المُوجٌه والدينامو لحسم هذا الصراع بشكل سلبي كي يُجذر ويُخلد أزمة وشقيقة وطنية ضريبتها حالة الاقتتال وبأكثر من سجل تاريخي وسياسي وديني واهم ....
إن رحلة البحث عن الذات والتنفس خارج تركيبة المناخ الاعتيادي صعبة , وأن عيسى الطاروف (هوزيه ميندوزا) المُولٌد في بيئة دخيلة على مُجتمع والدته هو أيضا عانى من صعوبة التنفس وتعدُد هوية الأوطان ولم يكن يعرف في لحظة استماتة أن الانتماء الوُجداني للإنسان هو انتماء حقيقي دون زيف بطاقة أحوال مدنية تمنحك شقاء العيش دون أن تمنحك لحظة صفاء لــ تشيخ معها وتشيخ معك ذاكرتك المُتعبة وأنت تُصارع حالة الخواء هذه .....
وأن التجديف في يم عرضي كفيل بأن يهوي بك وبحُلمك في الوصول إلى ضفة أكثر أمانا إلى أعماق الموت وسُخف الوصول المُنتظر .....
Jalal_helali@hotmail.com