آخر الاخبار

تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! مجلس الوزراء يُغرق وزارة الدفاع بالثناء اللفظي ويتجاهل صرف رواتب الجيش واستحقاقات وزارة الدفاع المالية صناعة القرارات الرئاسية في زمن رئيس مجلس القيادة الرئاسي.. قرارات تعيين رغم اعتراض غالبية الرئاسي وقرات يتم تهريبها بسرية .. تفاصيل لجنة المناصرة والتأثير بمحافظة مأرب تعقد ورشة عمل ناقشت دور السلطة المحلية والأحزاب والمنظمات في مناصرة قضايا المرأة رسالة من أمهات وزوجات المختطفين لقيادات جماعة الحوثي : ''نأمل أن نجد آذانا صاغية'' في اجتماع بقصر معاشيق.. قرارات وموجهات جديدة للحكومة اليمنية خلال رمضان فقط.. رابع حادثة وفاة لمختطفين في سجون الإنقلاب الحوثي قضاة محكمة العدل الدولية بالإجماع يوجهون امرا لإسرائيل .. تفاصيل

يريدون من الحوار .. يمنًا هادئة جائعة
بقلم/ د. حسن شمسان
نشر منذ: 10 سنوات و 11 شهراً و 26 يوماً
الإثنين 01 إبريل-نيسان 2013 05:43 م

دعوني أبدأ مقالي بتساؤلات منها : لم كان المجتمع الدولي حملا وديعا في اليمن \"راعي الحوار\" وفي الوقت نفسه كان ذئبا في سورية ؟ والسؤال بتعبير آخر: هل دماء اليمنيين أغلى من دماء السوريين ؟ فأرسل إلى اليمن \"الحكيم ابن عمر\" – كما يسمه بعض اليمنيين ! وأرسل إلى السوريين \" الإبراهيمي الأحمر\" الذي تأريخه مليء بالاستفهام؟ ولم فضل المجتمع الدولي الورقة السياسية (الحوار) في كل من مصر وتونس واليمن؟ وأعطى الضوء الأخضر للحرب في كل من ليبيا وسوريا؟ والسؤال بوجهة نظر مختلفة: هل المصلحة الغربية هي وراء \"تنوع وسائل التآمر على الثورات\" ؟ أي هل تعددت وسائل تخدير الثورات والتآمر عليها والمصلحة واحدة والمتآمر واحد ؟

كل ما سبق من أسئلة هي –بتصوري- على درجة كبيرة من الأهمية والوجاهة وتحتاج إلى قراءة تعتمد سياقات الأحداث مجتمعة في دول الربيع العربي (تونس- مصر- ليبيا- اليمن- سوريا) وبنظرة بسيطة وسطحية إلى المواقع الجغرافية لهذه قد نجد إجابات أولية ف\"مصر واليمن) تقعان على ممرين تجاريين دوليين في غاية الأهمية للتجارة الدولية الأول قناة السويس والثاني باب المندب، إذا فمصر واليمن تقعان على طريق التجارة الدولية وقيام حرب فيهما يؤثر على الاقتصاد الغربي (الأوروبي والأمريكي) فهو تخوف اقتصادي دولي بامتياز، وعودة إلى الموقع الجغرافي لمصر واليمن، فالأولى تجاور \"إسرائيل\" والثانية تجاور \"السعودية\"، وقيام حرب فيهما يعني حضور تخوفين أمني إسرائيلي وأمني سعودي؛ الأول من الحركات الجهادية؛ حيث ستجد هذه الأخيرة ضلتها فيما لو انفلت الأمن في مصر في حالة قيام حرب وسوف تتسلل إلى إسرائيل، وتوفير الجو الآمن في مصر عبر الحوار سوف يحول بين هذه الجماعات وبين ما تشتهي من الذهاب إلى إسرائيل، ومن ثم فإن الرئيس المخلوع كان يهدد إسرائيل بتلك الجامعات لو قامت إسرائيل بتنفيذ تهديداتها آنذاك بضرب السد العالي عندما ساءت العلاقات بين الدولتين آنذاك.

أما التخوف الآخر فالحوثيون في اليمن سيجدون ضالتهم أيضا في قيام حرب في اليمن، وسيعملون على اتساع قاعدتهم فسيتفيدون من ترتيب أنفسهم تكتيكيا وتسليحا أضف أن الحرب ستضعف اليمن وتنهك جيشها وشعبها أيما أنهاك ولن يستفيد من ذلك إلا إيران وهذا يمثل تخوف أمني سعودي لا يختلف عليه اثنان، وتونس لا تختلف كثيرا عن مصر واليمن من حيث هذا التخوف فهي تجاور الأوروبيين وتحديدا فرنسا ونحن نعلم كذلك تنظيم القاعدة وتواجده الكبير هناك أضف إليه وجود التيار السلفي المتشدد وإذا ما انفلت حرب في تونس سيكون هناك تهديد أمني للأوروبيين وفرنسا تحديدا لهذا ليس من مصلحتهم كذلك قيام حرب في تونس ولما كانت ليبيا قريبة من تونس والمغرب ومالي تدخل المجتمع الدولي بسرعة حتى لا تنفلت الحرب وتتسع فيكون التخوف الأمني نفسه خاصة وأن القذافي كان له علاقات قوية مع هؤلاء وكان يهدد بذلك.

أما سوريا فلا تمتلك تلك المواهب التي امتلكتها مصر واليمن وتونس، أضف أنها وقعت على طريق تتقاطع فيه مصالح الفرس والروم (أمريكا وإيران) وحليفهما إسرائيل، فكانت مصلحة إيران في بقاء سوريا محافظة تصل بينها وبين حزب اللات الذي يرأسه حسن نصر الله وسقوط نظام الأسد سينهي ذلك ولا ننسى أن حزب الله كان يمثل يدا قوية لإيران تفاوض من خلاله أمريكا والغرب، وفي الوقت نفسه كان نظام الأسد خير حامي لإسرائيل وحدودها.

ثم هناك مخاوف سياسية تشترك فيها جميع دول الثورات وهو أن القرار السياسي في هذه الدول لن يصب مجددا لصالح غطرسة إسرائيل وهذا ما ستعمل عليه الثورات في المستقبل عندما تنتهي من ترتيب بيوتها في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا والمتآمرون لن يسمحون بهذا الترتيب وسيعملون على تأجيله والمراهنة على الوقت حتى تنقلب الشعوب على الثورات فهم يريدون أن يصلوا بالشعوب إلى تلك القناعات التي يروج لها أبواقهم في الداخل أن ما بعد الثورات أسوأ مما كان قبلها فهم يأملون في يوم ما أن الشعوب ستنقلب على حرياتها وترجع إلى عبودية المستبدين وهذا أبدا لن يكون.

وبناء على ما سبق فإن اختلاف وسائل التآمر على الثورات ليس لأن دماء العرب والمسلمين تتمايز عند المجتمع الدولي ولكن لأن اتخاذ وسيلة الحرب والدمار ستضر بمصالح الذئاب، فيعملون من الوسائل ما يتناسب مع مصالحهم فقط، وإلا فإن الدماء العربية والمسلمة وزنها واحد وقيمتها واحدة عند المجتمع الدولي أي أنها منعدمة القيمة، فالذي أسال دماء وحقن دماء هي المصلحة الدولية والإسرائيلية لا غيرها وإلا فإن العداء على الثورات سواء. واليمنيون هم من سيصنعون مستقبلهم واستقرارهم وليس المجتمع الدولي والإقليمي الذي يظن به بعض العاطفيين اليمنيين خيرا أما القارئين للوضع بعقلانية وموضوعية فلن يركنوا إلا إلى الله ثم حكمتهم، فليس حال السوريين هو من يستدعي شعار \"ما لنا غيرك يا الله\" بل كل بلدان الربيع العربي. فهم لا يريدون - أي المجتمع الدولي واللاعب الإقليمي – يمنا هادئة مستقرة إنهم يريدون يمنا هادئة جائعة وما يحصل للمغتربين اليمنيين خير دليل.