حدث تاريخي... اتفاقية عربية غير مسبوقة في مصر تشمل سوريا تقدمات جديدة ..و معارك عنيفة تشهدها حماة السورية مقتل وإصابة 14 مدنيًا جراء قصف ميليشيا الحوثي على الأحياء السكنية في تعز أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الريال اليمني اليوم الثلاثاء راصد الزلازل الهولندي يتنبأ من جديد رويترز تكشف تفاصيل عرض جديد أمريكي إماراتي ل بشار الأسد الاحتلال الإسرائيلي يدمر المباني في غزة لإنشاء قواعد عسكرية ومنطقة عازلة تقدمات جديدة واشتعال الموجهات في ريف حماة وغارات سورية - روسية على حلب وإدلب لقلب موازين الموجهات المسيّرات تقلب موازين المعارك في شمال سوريا القطاعات النفطية تفتح شهية الطامعين: نافذون يسعون للسيطرة على قطاع 5 النفطي وسحبه من شركة بترومسيلة الحكومية لصالح شركة تجارية جديدة
لقد بات من الواضح أهمية التعليم العالي والدور الذي يلعبه في التنمية الاقتصادية إذ لا يمكن تحقيق التنمية الاقتصادية بل لا يمكن الحديث عن التنمية الاقتصادية دون التنمية البشرية ذلك أن الموارد البشرية وبطبيعة الحال هم من يحملون على عاتقهم التخطيط الاقتصادي والاجتماعي وبما من شأنه تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية وهذا يؤكد حقيقة انه لا توجد تنمية بشرية بل لا يمكن الحديث بأي حال من الأحوال عن التنمية البشرية دون التعليم ذلك ان التعليم هو السبيل والطريق الوحيد للوصول إلى التنمية البشرية ومن هنا نجد بان العملية مرتبطة ببعضها البعض ولا يمكن تجزئتها إذ لا يمكن للتنمية الاقتصادية أن تتحقق دون التنمية البشرية ولا يمكن للتنمية البشرية أيضا ان تتحقق إلا بالتعليم ومن هنا فان التعليم عموما والتعليم العالي على وجه الخصوص هو المعني بالتنمية الاقتصادية ومن هنا تأتي أهمية التعليم العالي كونه يساهم بشكل أساسي في خدمة المجتمع والارتفاع به حضاريا لتصبح مؤسسات التعليم العالي فيه موطنا للفكر الإنساني على أرقى مستوياته ومصدرا لتنمية الموارد البشرية متوخيا في ذلك رقي الفكر والإبداع والابتكار وتقدم العلوم الطبيعية والطبية والاجتماعية والإنسانية والتطبيقية وتنمية القيم الإنسانية والمساهمة في المعرفة الكونية على أسس من الندية والتكافؤ وترسيخ الأصالة وتطويرها والنهوض بها إلى مستوى المعاصرة ومن هذا المنطلق يستمد التعليم العالي أهميته .
إن إهمال التعليم وعدم دعمه وعدم الاهتمام به يؤدي الى نتيجة حتمية مفادها فشل التعليم وإذا ما فشل التعليم فان لذلك الفشل تبعات وآثار تنعكس انعكاس سلبي وخطير على الوضع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي وهذا هو حال البلدان والتي تعتبر الجمهورية اليمنية واحدة منها لا تقوم بدعم التعليم وبالتالي لا توليه أي اهتمام فنجدها تشهد تدهورا في شتى مجالات الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ونجد ظاهرة البطالة وعدم الاستقرار وانتشار الجريمة بكافة أشكالها وأنواعها هي السائد في البلد ذلك ان تلك البلدان فاقده للوعي الثقافي والاجتماعي وفاقدة أيضا للموارد البشرية الفاعلة والتي تقوم بدورها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وهذا ناتج بالدرجة الأولى عن عدم الاهتمام بالتعليم وفي المقابل نجد أن البلدان التي اهتمت بالتعليم كما هو حال ماليزيا واليابان والصين وجميع الدول المتقدمة عندما أولت التعليم العالي أهمية بالغة ودعمته دعما سخي كونها تدرك أهميته وأهمية ما سوف تترتب على ذلك الاهتمام من نتائج وآثار ايجابية على التنمية الاقتصادية والاجتماعية ويعود بالنفع على البلد بشكل عام فكانت النتيجة بان تلك البلدان تطورت بالفعل وارتقت وحققت نجاحات هائلة في شتى مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية .
ومن هنا فان التعليم عموما والتعليم العالي على وجه الخصوص يلعب دورا رئيسيا في إعداد رأس المال البشري، الذي أصبح يفوق بأهميته رأس المال المادي، لأنه يسلح الأفراد بالقدرات والمعارف والمهارات والقيم والاتجاهات التي تمكنهم من مواجهة متطلبات العصر، ويحسِّن مستوى إنتاجيتهم، ويزيد دخلهم، ويحسِّن مستواهم الصحي، ويمكنهم من المساهمة بشكل أفضل في التنمية الاقتصادية والاجتماعية لبلادهم، ويقلل الفروق الفئوية بينهم، ويفسح المجال للكشف عن القدرات المبدعة، ويساعد على حسن استثمارها.
الجمهورية اليمنية واحدة من تلك البلدان التي لا تولي التعليم بشكل عام اي اهتمام ولذلك نجد أن التعليم العالي في اليمن ونتيجة لعدم الاهتمام به لا يلبي الحد الأدنى من متطلبات التنمية الاقتصادية وسوق العمل ذلك ان خطط وسياسات وبرامج التعليم العالي وللأسف الشديد يغلب عليها الطابع العشوائي لذلك نجد ان مخرجات التعليم العالي في الجمهورية اليمنية لا تلبي متطلبات التنمية الاقتصادية وسوق العمل الأمر الذي ترتب عليه آثار سلبية خطيرة على كافة الأصعدة وبمختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وما تشهده البلد من ارتفاع نسبة الأمية والجهل في أوساط الشعب اليمني وما تشهده البلد من تزايد نسبة نمو البطالة سنويا بين خريجي الجامعات وما تشهده البلد من فوضى ودمار وخراب وتدهور في شتى مجالات الحياة إلا نتاج لعدم الاهتمام بالتعليم عموما وبالتعليم العالي على وجه الخصوص
وإذا ما أرادت الحكومة اليمنية ان تشهد البلد نهضة اقتصادية واجتماعية وإذا ما أرادت الحكومة بالفعل أن تمضي بالبلد نحو المستقبل المشرق والغد المنشود الذي طالما حلمنا وتغنينا به فان عليها الاهتمام بالتعليم وإذا لم تهتم الحكومة بالتعليم وتدعمه الدعم اللازم والكافي عندها لن تستطيع أن تحقق الحد الأدنى من متطلبات التنمية الاقتصادية والاجتماعية وبالتالي لن تصل بنا وبالوطن إلى اليمن الجديد يمن الدولة المدنية الحديثة يمن الأمن والاستقرار يمن العدل والمساواة يمن النهضة الاقتصادية والاجتماعية .