اليدومي وتغنيه بوطنية المؤتمر وقفات لا بد منها
بقلم/ محمد الحذيفي
نشر منذ: 12 سنة و شهرين و 18 يوماً
الخميس 13 سبتمبر-أيلول 2012 08:31 م

لقد كان الاستاذ محمد عبد الله اليدومي أمين عام حزب الإصلاح لا فتا في إجابته على بعض أسئلة معد برنامج بلا حدود للمذيع المتألق أحمد منصور في قناة الجزير , ونجح إلى حد ما , أو وفق بالإجابة على الكثير من الأسئلة وهنا لابد لنا أن نتطرق إلى بعض تلك الأسئلة , أو لا بدلنا من وقفات , ومن تلك الوقفات اعتراف اليدومي بداية البرنامج بوقوفهم إلى جانب المخلوع صالح ودعمهم له ببناء نظامه الذي مارس الفساد , والاستبداد , والاقصاء , ونهب الثروات ولم يوضح للمشاهدين مراحل الوقوف وطبيعتها وأبعادها مما أوحى للمشاهد أنهم جزء من صناعة الفساد , والاستبداد , والإقصاء.

أما الوقفة الثانية والتي قد تستفز كثير من شباب الثورة تغنيه الكبير بحزب المؤتمر الشعبي العام أو بكثير من قياداته الذي وصفها بالوطنية , وهو وصف قد يكون مجافيا للواقع , حيث أن الواقع ومعطياته لا تقول ذلك فلو كان ذلك ولو كان هناك وطنيين داخل حزب المؤتمر لما سمحوا للمخلوع بالعبث بالمؤتمر الشعبي العام كما يريد , ولما سمحوا له ان يجعل هذا الحزب الذي يصفه اليدومي بالعريق رهينة تحت يدية , وإذا لم يكن حزب الغنيمة , والمصلحة , والمنفعة , وحزب السطو على ثروات البلاد لكانت هناك ثورة داخل المؤتمر لتصحيح بنيان المؤتمر وتأسيس قواعد التغيير من داخل المؤتمر , إذا كان هناك وطنيين وشرفاء داخل المؤتمر لما سمحوا للقلة العابثة كما يصفونهم بالعبث بميناء عدن , وبإهدار ثروة الغاز وبأبخس الأثمان , ولما سمحوا لحكومة المؤتمر قتل الناس , وانتهاك حقوق الإنسان , وممارسة الفساد بكل اشكاله وانواعه ولما سمحوا لوزراء تلك الحكومات المتاعقبة للمؤتمر بالثراء الفاحش على حساب الملايين من بسطاء الناس وفقراء اليمنيين , وأتحدى شخصا يقول عكس ذلك إن لم يكن مجاملا ومتزلف , ولكانوا خرجوا للناس حتى ولو ببيان مقتضب يدين تلك الممارسات البشعة ويتبرأ منها ولبرأوا ذمتهم أمام الله والوطن من تلك الممارسات التي مارسها الجناح المتطرف , أو ما يوصف ما جاز " بالصقور " لكن شيئا من ذلك لم يحدث.

أما الوقفة الثالثة التي لا بد منها فهو تلكؤ اليدومي في الإجابة على سؤالا للصحفي منصور حول التدخل الأمريكي في اليمن محملا المخلوع مسئولية ذلك متناسيا ما تقوم به الطائرات الإمريكية من قتل للأطفال والنساء في محافظة البيضاء , وحضرموت , ومأرب وغيرها من المحافظات اليمنية , وهو تدخل سافر وواضح للعيان مما ولد قناعة كاملة عند الكثير من اليمنيين بأن الأمريكان هم الحاكم الفعلي لليمن عبر سفيرهم في صنعاء , وجعل الشارع اليمني يتساءل عن القوات الجوية اليمنية التي انفق عليها الملايين إن لم يكن المليارات , وعن الطيران الحربي اليمني والذي أنفق عليهم نصف الموازنات السابقة إن لم يكن معظمها , ولم يوضح للمشاهد موقف الإصلاح الرسمي من هذه الهجمات التي راح ضحيتها نساء وأطفال.

إجابات بعضها غلب عليها الغموض وعدم الوضوح , وبعضها كانت واضحة وضوح الشمس , ووضعت النقاط على الحروف , وخاصة ما يتعلق بهوية وشكل النظام القادم , وعلاقة الإصلاح بشركائه في أحزاب المشترك , وتشخيصه لحقيقة المشكلة باليمن والتي اشار إلى أنها اقتصادية بامتياز , وهوما يحكيه الواقع بالفعل لكني لم افهم سر تحفظه على وصف علي صالح بالرئيس المخلوع ولا أبعاد ذلك رغم أن الشعب اليمني خلعه كما خلع الشعبان التونسي والمصري بن علي , ومبارك ولا فرق في ذلك.