هل للجنوب قضية ...؟
بقلم/ نجيب عسكر
نشر منذ: 12 سنة و 4 أشهر و 16 يوماً
الخميس 05 يوليو-تموز 2012 05:22 م

يحق لنا أن نتساءل – كيمنيين – عن وجود قضية جنوبية في ظل القضايا الكثيرة التي تحاصرنا جميعاً ، وإن كانت هناك قضية جنوبية ، فما الذي يميزها عن غيرها من القضايا الشمالية والتهامية وقضية المناطق الوسطى والمناطق الشرقية وقضية العاصمة التي لم يتم الاعتراف بحدودها حتى الآن ، وقضية المهمشين وأبناء الجعاشن وغيرها من القضايا التي تنهك كاهل الوطن المقهور بعقوق أبنائه .

نعم اليمن مليء بالقضايا والمشكلات التي لاحصر لها ، ولكن يمكن أن نقف قليلاً عند ما يعرف بقضية الجنوب ، والتي يتبناها أكثر من فصيل وجماعة ، فمنهم من يدعو إلى فك الارتباط ومنهم من يدعو إلى الفدرالية ، وبعضهم يطالب بإعادة الحقوق لأصحابها مع عدم المساس بالوحدة اليمنية ، نفرٌ منهم يريدها سلمية ، وآخرون يتبنون العنف وقطع الطرقات وقتل الأبرياء وزرع الحقد والعداوات بين أبناء الوطن وينتهجون مذهب (الدحبشة)، ويتباهون بالأموال المدنسة التي تتدفق عليهم من الخارج .

ولكن رغم الضجيج الذي نسمعه عن القضية الجنوبية إلا أن دعاتها لم يوضحوا للشعب الحقيقة كاملةً ، ولم يسوقوا مبررات مقنعة لما ينادون به ، سوى بعض المطالب العامة ، كنهب الأراضي وتسريح آلاف الموظفين من وظائفهم ، وهي قضايا لا تميز الجنوب عن الشمال أبداً ، وما أكثر نهب الآراضي وتسريح الموظفين في جميع المحافظات اليمنية دون استثناء ، وكم كنا نتمنى أن يتبنى الأخوة في الجنوب الأهداف التي قاتل أباؤنا وأباؤهم من أجلها ( يمنٌ ديمقراطي موحد نفديه بالدم والأرواح ) ، أن يطالبوا بالدولة المدنية وتثبيت النظام والقانون ، وترسيخ دعائم الدولة اليمنية الحديثة والموحدة والقوية ، ورفع الظلم عن أبناء الوطن الواحد ، ثم أليس الأسمى بهم أن يتمسكوا بمبادئ وأهداف الثورة اليمنية ، ويتذكروا أن الجنوب هو من قاد الحروب ضد الشمال بهدف توحيد البلاد ، وشاركهم في ذلك الكثير من أحرار الشمال في السبعينيات وبداية الثمانينيات ، ثم أليس من العار التنكر لتضحيات المناضلين الذين بذلوا دماءهم من أجل قيام الوحدة .

وهل يتصور الداعون إلى الانفصال أنهم يمثلون كل أبناء اليمن ، وأن رغبتهم ستنفذ بكل سهولة ، وبأن اليمنيين سيقبلون بمشروع الصراع الدائم الذي يرسمون له والعودة إلى الماضي الأليم الذي مازلنا نعاني ويلاته حتى اليوم ، وهل سيتسامح معهم الشعب عن كل التضحيات التي قدمها .

أمّا إذا كانوا يتباهون بما كان لديهم من نظام وقانون فهو أمر يعترف به الجميع ، ولكن ألم يكن الأحرى بهم كمتعلمين ورجال فكر وثقافة ودولة نظام أن يؤثروا ايجابياً على الجاهلين بأمور الإدارة والحكم في الشمال ، بدلاً من أن يثبتوا عجزهم وقلة حيلتهم وهوانهم على الناس بأن تحولوا هم إلى جهلة وأتباع ودعاة انفصال .. ألم يعلموا أن عدوهم وعدونا هو النظام المتخلف الذي شجع الرعاع وأقصى المبدعين ، تمسك بالضعفاء وأبعد رجال الدولة ، حول الأسد إلى قط وديع ، وهدم أركان الدولة من أجل بناء القصور والشركات ، استخف بعقول الناس فكان أدعياء النضال عوناً وسنداً له بتخليهم عن المبادئ الثورية والوحدوية ، والتراجع عن المشروع العظيم الذي ظل حلماً لكل اليمنيين وذهبت في سبيله قوافل من الشهداء .

للتذكير فقط :

الجنوب قلبنا النابض ، ورمز التحرر والصمود ، لم يكن يوماً لأبناء الجنوب فقط ،ولكنه حاضن الثوار والأحرار من كل ربوع اليمن ، ومنبع الفكر المستنير والرئة التي نتنفس بها حباً وحريةً ، ونحن نؤمن أن للجنوب قضية هي أكبر من التي يطالب بها المتسولون في أبواب الأعداء ، إنها قضية رفع الوصاية عن الجنوب ممن دمّروه وشردوا أبناءه في الشعوب وسحلوا العلماء وأمموا كل حقوقه ، وسلموه لعتاولة النظام في صنعاء دون وعي وإدراك طمعاً في حفنة مال وهروباً من المسؤولية ... ثم عادوا اليوم بأموال مدنسة لينادوا بفك الارتباط .. فليذهبوا إلى الجحيم ولا يكونوا أوصياء على أبناء الجنوب الذي ملّهم ولفظهم عام 94م ، حينما قاد الجنوبيون معارك دحر الإنفصاليين بقيادة الزعيم عبدربه منصور هادي .

ختاماً : الجنوب هو قضيتنا ونحن قضيته ، وأبناء الجنوب المخلصون قادرون على تحقيق أهدافهم وبتعاوننا جميعاً سنحقق الأهداف المشتركة لأبناء اليمن .

ولاعاش من يدعي الوصاية على أبناء الجنوب الأحرار