مجلس القيادة يجتمع ويناقش عدة ملفات في مقدمتها سعر العملة والتصعيد الحوثي بالجبهات بترومسيلة بحضرموت تعلن نجاح تشغيل وحدة تكرير المازوت بمناسبة اليوم العالمي للجودة...جامعة إقليم سبأ تدشن فعاليات أسبوع الجودة اعتذار رسمي في ايطاليا بسبب القدس من هو ''أبو علي حيدر'' العقل الأمني لحزب الله الذي فشلت اسرائيل في اغتياله؟ رصد طائرات مسيرة ''مجهولة'' تحلق فوق 3 قواعد تستخدمها أميركا في بريطانيا صحيفة أميركية تتوقع أن يوجه ترمب ضربات تستهدف قادة الحوثيين وتُعيد الجماعة إلى قائمة الإرهاب مستجدات حادثة العثور على حاخام يهودي ''مقتولاً'' في الإمارات اليمن تسجل أول حالة إصابة بـ ''جدري الماء''.. ماذا نعرف عن هذا المرض؟ نبات يعمل على إزالة السموم من الكبد وتعالجك من السعال والزكام في دقائق وتعتبر الحل الأمثل للروماتيزم!
مأرب برس ـ عمان ـ خاص
جاء الأيضاح الذي قدمة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من مصر ليزيد من حلكة الظلام حول حقيقة الجدار الطائفي الذي يتم تشيده في منطقة الأعظمية، فقد جاء فيه ان المالكي نفسه لم يكن له علماً بالجدار وانه بعد ان علم به امر بإيقافه ، منتقلا إلى فقرة أخرى بأن الغرض منه هو الجانب الأمني ناسفاً الشطر الأول من عدم معرفته، بعد ان ذكر بانه عارض بناء السور مما يعني معرفته المسبقة به؟ والمالكي لا يريد ان يزعج الرأي العام العراقي الذي يرفض الأسوار الطائفية كما انه لا يريد ازعاج الأم ريكان ويعاكس تصريحات قادهم العسكريين في العراق ومنهم الجنرال جون كامبل الذي ذكر بأن الغرض من تشييد الجدار حول احياء بغداد هو حماية الناس وليس تقسيم العاصمة طائفياً، وهو نفس الكلام الذي كرره الليفتانيت سكوت بليشويل بأن الهدف من التسييج هو السيطرة على مداخل ومخارج المدن وهو إجراء تكتيكي وليس إستراتيجي؟ مؤكدا بان مقرات الحكومة والأسواق التجارية ستشهد جدراناً مماثلة؟ وبسفسطة غريبة يدعي المالكي بأن الهدف من السياج هو حماية مدينة الأعظمية وهي مدينة عريقة تحتاج الى حمايتها دون ان يوضح الحماية من منٌ؟ هل قوات الأحتلال أم الميليشيات التي تمطر الأعظمية بوابل يومي من صواريخ الكاتيوشا الإيرانية وقنابر الهاون والتي تندفع بقوة الرياح الهابة من مدن الكاظمية والشعب والصليخ؟ اما موضع البحث عن بدائل أمنية عوضا عن الجدار فهو برأي الكثير لا يغدو اكثر من حقنة مالكية مهدئة زرقت في غير موقعها، بعد ان أشارت المصادر الى خروج سكان الأعظمية في تظاهرة حاشدة يوم 23/4/2007 ضد هذه الخطوة الطائفية البائسة، وربطتها بموضوع تفجير الجسور التي سبقتها وتلتقي عمليتي تدمير الجسور وبناء الجدران في مصب واحد وهو عزل مناطق بغداد طائفياً. المضحك المبكي في الموضوع أن قائد عمليات بغداد يعرف عن الجدار اكثر مما يعرفه رئيس حكومته فقد صرح بان القوات الأمريكية منذ اسبوع تقوم بتشييد هذا الجدار، و المبكي انه تحدث عن تفاصيل الجدار الكونكريتي بطول(5) ميل وارتفاعاً (12) قدم متغافلاً انه يستخدم وحدات قياس امريكية وليست عراقية؟ كما أن خليفة نابليون في العراق العميد العنيد ذو الرأي السديد والتأريخ المجيد قاسم عطا امد الله ظله الأمني ليشمل العراق كله عبر عد دهشته من التضخيمات الأعلامية ازاء الجدران، معلناً بكل وقاحة بأن بنائها سيستمر كجزء من الخطة الأمنية ناسفاً بتصريحه هذا جهل المالكي بتشييد الجدار وضاربا بتصريح المالكي بأيقاف بناء الحائط عرض الحائط في سابقة جديدة في تأريخ العراق العسكري. واكد القائد الهمام في مؤتمر صحفي بأن " اجراءات إنشاء الجدار ماضية، وان هناك اسبقيات تم وضعها في خطة فرض القانون ومنها الحواجز التي ستشمل عشرة قواطع" واغرب من اسطورة الجدران أضاف القائد العبقري بأنه سيرافق البناء" أسلاك شائكة وخنادق واسوار ترابية وكتل كونكريتية" وربما نسى أن يضيف فقرة اخرى وهي "حقول الألغام" لتكتمل الخطة الحربية بين قاطعي عمليات الأعظمية والكاظمية الحربية؟ مجلس النواب كما يبدو ما زال نائماً ولم يستفق بعد من صدمة التفجير الذي تعرض له، لذلك فأن موضوع الجدار لم يعن له الكثير في الوقت الحاضر، سيما ان البرلمان مازال عاجزاً عن حل مشكلة الغياب المستمر لنوابه عن الأجتماعات، وزاد من تفاقم مشاكلة الطلب الثنائي الذي تقدم به النائبان بهاء الأعرجي وجلال الدين الصغبر لرفع الحصانة البرلمانية عن رئيس جبهة التوافق عدنان الدليمي. والتصريحات بظهور تكتلات جديدة وفشل الخطة الأمنية ومشروع تسليم ثروات العراق الى قوات الأحتلال وغيرها من المشاغل، إلا انه أطلت علينا تصريحات انفرادية من بعض النواب تؤشر مدى أنفصام شخصية البرلمان العراقي فقد أستنكر النائب العقلاني محمد عثمان عن التحالف الكردستاني بناء الجدار معتبراً انه دليل على فشل السياستين الأمريكية والعراقية في حفظ الأمن، معتبرا انه يمثل خرقاً فاضحاً لحقوق الأنسان، ونبه القادة السنة والشيعة بأن هذه الخطوة هي آخر المطاف للأتفاق فيما بينهم ! وكان رأي النائب اياد السامرائي لا يقدم أو يؤخر فقد فسر الماء بعد الجهد بالماء عندما ذكر بأن السياج سيعزل المناطق عن بعضها البعض كأنه يوضح للمواطنين معادلة معقدة أو يفكك لغزا بان لا يعتقدوا بأن الجدار سيقرب المناطق عن بعضها وانما سيعزلها عن بعض فيا للعجب كل العجب من هذا الأيضاح المدغم؟ وزاد السامرائي الطين بلة عندما خاطب الصحفيين متسائلاً" هل هذا هو الجدار الأخير" ؟عسى أن يسعفوه بإجابة ما؟ أما رئيس الكتلة الصدرية في البرلمان الطبيب البيطري نصار الربيعي فلم يكن أقل عبقرية من زميله السامرائي فقد فسر الغرض من بناء السياج هو إطالة بقاء القوات الأمريكية في العراق، معتبراً وجود علاقة بيطرية بين بناء الجدران وبقاء القوات الأحتلال كأنما بدون هذا الجدار ستنسحب القوات الأمريكية من العراق؟ اما النائب جلال الدين الصغير فهو بأعتبار احد رموز الفتنة في العراق فقد اكد وجود جوانب ايجابية من بناء الجدار واخرى سلبية تخص حقوق الأنسان وهذا يعني ان رجل الدين يتفهم الأمور العسكرية والأمنية بشكل افضل من امور الدين؟ وكان آخر المعلقين عزت الشاهبندر الذي اعتبر السياج دليل عجز السلطات الامريكية والعراقية عن اتباع السبل الناجعة والمقبولة لحماية المواطنين. أما رئيس البرلمان فيبدو أن موضوع الجدران لم يطرق أسماعه الثقيلة بعد؟ هذا الوضع الشاذ ياخذنا الى الناحية الأخرى من الصورة وهي إذا كان مجلس النواب لا يعرف شيئاً عن الجدار ورئيس الجمهورية والوزراء لا يعرفون به، فمن يعرف به؟ الجواب لا يحتاج الى فك طلاسم واحاجي أنها قوات الاحتلال بالتأكيد ولكن اليست هذه الخطوة تتنافى مع السيادة المزعومة التي تروج لها حكومة كرزاي العراق وتتشدق بها في المحافل العربية و الدولية؟ سيما أن السفير الأمريكي في بغداد رايان كراكر قد تحدث في أول مؤتمر صحفي يعقده منذ تسلم مهمامه في بغداد في شهر آذار الماضي عن احترام رغبة المالكي في إيقاف بناء الجدار العازل، لكنه في الوقت ذاته حذر حكومة المالكي بأن الأشهر القليلة القادمة ستكون حاسمة لحكومته بعد أن بانت دلائل الفشل في الخطة الأمنية حسب ما صرح بعض القادة الأمريكان بأن " نجاح الخطة امر مشكوك فيه" ؟ و يبرز هنا تساؤل منطقي وهو هل يمتلك المالكي القوة لوقف بناء الجدران بعد أن ضمن تأييد السفير كراكر؟ بالرغم من معارضة القادة العسكريين الذين أصروا بأن سور الأعظمية جزء من استراتيجيتها هو قطع أوصال بغداد للجم العنف الطائفي وان المحطات القادمة للتسيج ستشمل مناطق العامرية والخضراء والفضل والعدل والجامعة، أم سيكون المالكي ضحية صراع بين القيادتين المدنية والعسكرية الأمريكية في العراق؟ في خضم هذه الفوضى والتصريحات المتناقضة صرح القائد المحنك واحد جهابذة الفكر العسكري الحديث في الألفية الثالثة قائد خطة بغداد الفريق الركن عبود قنبر أدام الله جهله وأطفأ سراج المتبقي من عقله المريض وهو الذي جعل رومل ومونتغمري يرقصان في قبرهما ابتهاجاً بأفكاره الحربية بأن بناء الجدران أجراء حضاري! وكأنه يتحدث في مسرحية كوميدية مع جمهور من المغفلين ذكر بأن مثل هذا الأجراء متبعاً في عدد من دول العالم المتحضرة؟ ولم يكتف بهذا المقطع الضاحك بل أضاف اليه مشهداً أكثر سخرية عندما أضاف بأن " عواصم ومدنا في العالم كله حولها أطواق" ربما خطر في باله سور الصين العظيم واعتبرها خطوة معمارية يمكن تكرارها في الأعظمية؟ الغريب انه تحدث عن الظاهرة بأعتبارها حضارية وليست عسكرية كما هو مفروض به ان يتحدث حسب تخصصه العسكري وليس المعماري، ولكن ربما قدحت شرارة من تحت رماد عقله الخامد في آخر لحظة لتنبهه بان السياج يمكن ان يدرء العنف الذي تتعرض له الاعظمية من قبل الميلشيات المسعورة وقوى الأمن التابعة لها ؟ غافلا بان تأثير الأسلحة الخفيفة والمتوسطة يمكن ان يصد لكن هذا الجدار لا يقي من قنابر الهاون وصواريخ الكاتيوشا التي تمطر بها الأعظمية يومياً؟ مهما تعددت الأسئلة فان الإجابة كانت واحدة لقد جاءت التظاهرة الألفية في الأعظمية لتدحض الادعاءات التي ساقها القائد الأمريكي كامبل بأنه تشاور مع سكان منطقة الأعظمية ومجالسها المحلية بشأن تشيدد الجدار وانهم ابدوا استحساناً وتعاونا، وفي نفس التصريح يفند ما ذكره عندما أشار بأنه سيستفسر من المواطنين حول الموضوع وفي حالة عدم تأمين الجدار الغرض منه "سنقوم بأزالته بالتأكيد" . كما أنها مؤشر في رقعة في الشطرنج العراقية تنبه اللاعبان بوش والملكي بان الخطة الأمنية فشلت والحركة التالية <كش ملك> .
علي الكاش
كاتب ومفكر عراقي