أوتشا باليمن: نحو 10 مليون طفل بحاجة إلى مساعدات إنسانية #لا_لتطييف_التعليم.. حملة على مواقع التواصل الإجتماعي تكشف عبث الحوثي بالمناهج وقطاع التعليم حماس توافق على تشكيل لجنة لإدارة غزة بشرط واحد عيدروس الزبيدي يستبعد تحقيق سلام في المنطقة بسبب الحوثيين ويلتقي مسئولين من روسيا وأسبانيا النقد الدولي: قناة السويس تفقد 70% من الإيرادات بسبب هجمات الحوثيين أول رد لتركيا بعد هجوم حوثي استهدف احدى سفنها 49 فيتو أمريكي في مجلس الأمن ضد قرارات تخص الاحتلال مصادر تكشف عن قوات عسكرية في طريقها إلى اليمن إنقلاب موازين الحرب بين روسيا وأوكرانيا .. يشعل أسعار الغاز في أوروبا و تقفز لأعلى مستوياتها هذا العام رجل ينتحل صفة مسؤول أجنبي رفيع ويُستقبل بمراسم رسمية في دولة عربية
كانت مفاجأة للجميع حين أعلن بعض مشايخ التيار السلفي في اليمن الإعلان عن تأسيس حزب يمثلهم بعد عقود من تحريم العمل السياسي الذي كان محظورا في معظم المدارس السلفية، لكن ثورات الربيع العربي وما أحدثته من تغيرات كانت كفيلة بإقناع السلفيين في العالم العربي خصوصا في بلدنا الربيع العربي تونس ومصر نموذجا، كانت عنوان الانتقال الحقيقي من العمل الدعوي إلي العمل السياسي وقد تم الإعلان عن خوض العمل السياسي في مصر عن طريق حزب النور الذي حقق نجاحات لم يكن يتوقعها السلفيين أنفسهم.
ففي انتخابات مجلس الشعب المصري حصل حزب النور السلفي علي المرتبة الثانية بعد الإخوان المسلمين القوة الأولي في مصر، وكان كثير من مشايخ الدعوة السلفية في اليمن يقفون بإجلال لهذا النجاح أتذكر جيداً أن رموز من مشايخ الدعوة السلفية جلست معهم كثيراً بعد زيارتي لجمهورية مصر وزيارتي لقيادات حزب النور كانوا يسئلون أسئلة كثيرة عن المشايخ المناهضين للعمل السياسي في مصر وأين هو مكانهم وكيف يتعامل السلفيين مع كثير من القضايا المعاصرة؟ وقد حاولت أن أكون متفائلا معهم بشكل لافت حتى يخطوا نحو التجربة بل كنت من الإعلاميين الذين وقفوا إلي جانبهم في المرحلة الأولي السابقة للتأسيس ،لكن قبل وأثناء الإعلان كان هناك تجاوزات حصلت ومازلت أتحدث حتى اليوم وتتمثل بعدم التنسيق مع مشايخ كبار يمثلون ثقلاً حقيقياً في الساحة السلفية، وكانت الأعذار واهية وغير مقبولة البتة. ولا ادري هل هو حب الاستئثار بالمناصب والفوز بان يكون هم في المقدمة قد أنساهم أن هناك أرقام لا يمكن تجاوزها خصوصا وان العمل ليس بناء مسجد وليس زواج جماعي وليس عمل خيري ودعوي يقبل الاختلاف ؟
حزب الرشاد كنموذج ؟
حزب الرشاد كان هو المولود الذي خرج للعلن بعد مشاورات وحوارات وتنسيقات بين كثير من الأطياف السلفية المختلفة والتي اختلفت قبل الإعلان وكان يوم الإشهار ملئي بالأخبار السيئة وغير السارة لحزب الرشاد حيث أعلن رئيس الائتلاف السلفي العام الذي يمثل اكبر تجمع سلفي حيث يمثل 81جمعية ومؤسسة سلفية أعلن أنه لن يشارك في الحزب، وكذلك أعلن الشيخ أبو الحسن الماربي الذي يمثل مدرسة من اكبر المدارس السلفية ويمتلك شبكة علاقات ولدية كثير من الأتباع، أعلن هو الآخر أن علي الأخوة أن يتريثوا قليلا حتى تستكمل المشاورات بينهم لكن قيادة الحزب لم تنتضر احد، معلنة أن المرحلة لا تتحمل كثير من الإنتظار وكان الإشهار بحد ذاته يعد انتصار لهم أمام المراقبين في الخارج لكنه من الدخل يمثل بداية جديدة للانقسامات وتباين وجهات النظر بين قيادات العمل السلفي ؟
كانت هناك فترة كافية لبداية جديدة والبدء بالحوار السلفي السلفي واحتواء الجميع تحت غطاء وحد يجمعهم لكن علي ما يبدو أن الإخوة في الحزب تركوا هذا العمل جانباً وأصبحوا متشعبين ولا يحتاجون إلي مزيد من التحالفات وقاموا بإعلان شروط مسبقة للدخول في الحزب تم علي ضوء هذه الشروط إقصاء بعض الرموز بحسب معلومات، لكن موقف كثير من المشايخ لم تعلن بشكل واضح بل أن بعض المشايخ وقفوا ضد الحزب وأكدوا أنه لا يمثلهم وبدات حرب باردة غير معلنة بين رموز العمل السلفي وحقيقة لابد أن نقولها أن قيادة حزب الرشاد تحملت كثير من الضغوط والأعباء لأنها كانت في الوجه وكان كل نجاح أو إخفاق يمثل لهم انتكاسة وعودة إلي الوراء وهو ما يرفضه قادة الحزب ؟
الثورة والحزب ؟
لعل كثير من المحللين ضلوا في حيرة من أمرهم فهل الحزب السلفي الناشئ هو حزب ثوري خصوصا ان كثير من قياداته كانوا مناصرين للثورة بل كانوا خطباء الساحات ولديهم روية واضحة في موضوع الثورة التي ساندوها ووقفوا معها، في المقابل كان هناك مشائخ سلفيين وقفوا بقوة مع النظام السابق وكان لهم مواقف سلبية تجاه شباب الثورة فكيف سيكون التعامل مع هذا التيار وكيف سيقبل بهم الآخرين فإذا قالوا لهم لن نقبلكم في الحزب دخلوا في مرحلة الإقصاء وممارسة نوع من الانتقائية خصوصا أن الحزب سلفي وليس سلفي ثوري واذا قبلهم سيدخلون في مشاكل مع القوي الثورية القوية وسيكون عليهم تحمل أي هجوم عليهم جميعاُ لكن هذا الموضوع كان خافتاً ولم يكن من المعوقات الرئيسية التي ظهرت أمام الجميع، واعتقد أن الحزب استطاع أن يبتلع هذي القضية.
حركة البناء والحرية السلفية ؟
حركة الحرية والبناء السلفية أعلنت أنها لن تشارك في الحزب وأنها تمتلك روية مستقلة عن الحزب خصوصا أنها كانت من الحركات الأولي التي تم إشهارها في بدايات الثورة العام المنصرم.
لم احصل علي معلومات عن الحوارات التي حصلت بين الحزب والحركة لكن تضل هذي القضية من المعوقات التي لم يستطع الحزب إيجاد حلول لها وكان الأحرى أن لا يتجاوزها إلي قضايا أخرى لان لملمة البيت الداخلي أولى بإعلان انتخابات قيادة الحزب.
السلفيين وغياب القيادات ؟
يفتقر السلفيين كتيار إلي قيادات مقبولة تشارك في العمل السياسي، وأنا هنا لا أتحدث عن العلماء لإنهم يمثلون الجانب العلمي وأنا هنا لست في مكان انتقاد المشايخ أو قيادتهم التي احترمها لكن هي قراءة لما يجري وانتقاد لما حصل من تجاوزات خلال الفترة السابقة .
كل ما يملكه الحزب حالياً هم كوكبة من العلماء والمشايخ الذين يحضون بإحترام ومكانة لدي الجميع لكن إقحامهم بالعمل السياسي سيجعلهم أمام تجربة جديدة قد تكون ناجحة وقد تبوء الفشل وهذا غير مقبول في القاموس السلفي وهذا من السلبيات التي عمل السلفيين علي تكريسها طيلة العقود السابقة حيث لم يلتفتوا إلي إيجاد حاضن جديد لا اخرج قيادات شبابية تقوم بمهام الإعداد والمشاركة المجتمعية بعيداً عن الجو العلمي فكانت مشكلة القيادة مشكلة حقيقية لكن في المقابل برز من هؤلاء المشايخ من يقوم بدور القيادات الفذة والتي استطعت أن تبرز خلال الثورة من هذه القيادات التي أثنى عليها كثير من المراقبين والمحليين.
الشيخ عبدالله بن غالب الحميري الذي قفز إلي وسائل الإعلام والي منابر الثورة فكان خير من يمثل السلفيين إلى جانب انه أديب وشاعر ويتقن فن الحوار والإقناع وكسب الآخرين بطريقة ذكية وأصبح سياسي يشار له ويطلب من وسائل الاعلام في كثير من القضايا التي تهم السلفيين، حيث شارك الشيخ بقوة في الآراء التي سبقت إعلان الحزب وكان من المؤيدين لفكرة الانتقال إلى العمل السياسي بعكس مشايخ كثيرين ما زلوا يعارضون هذه الفكرة ويحبذوا الاعتكاف علي قراءة الكتب والتدريس وتعليم فن الخطابة دون غيرها من الفنون الضرورية للجيل الجديد.
هل سيكون حزب الرشاد نسخة سنية من حزب الحق ؟
حزب الحق حزب شيعي زيدي تأسس في العام 90م بعد إقرار قانون الأحزاب وكان من ضمن المؤسسين المرجع الشيعي العلامة بدر الدين الحوثي والمرجع العلامة مجد الدين المؤيدي وكثير من مشايخ المذهب الزيدي لكنه إلي الآن لم يستطع أن يعقد مؤتمره الأول منذ 22عام بسبب انسحاب كثير من المشايخ وكذلك لكثرة المشاكل الداخلية وقبل أقل من شهر قررت اللجنة التنفيذية للحزب عزل الأمين العام الأستاذ حسن محمد زيد وهو الذي كان يمثل الرئيس والأمين العام والأعضاء وكل شيء في الحزب في المقابل هل سيكون حزب الرشاد نسخة سنية من حزب الحق. وقد بدأت الشكوك من حيث التأسيس، فقبل الإشهار أعلن زعيم اكبر تيار سلفي وهو الشيخ عبدالعزيز الدبعي رئيس الائتلاف السلفي العام الذي يمثل 80جمعية ومؤسسة خيرية أعلن أنه لن يشارك في الحزب وكان للشيخ محمد المهدي رأي مخالف للحزب كذلك كان رأي الشيخ أبي الحسن الماربي زعيم دار الحديث في مأرب ناهيك عن حرمة العمل الحزبي عند تيار الشيخ الراحل مقبل ابن هادي الوادعي وكذلك كانت حركة النهضة الجنوبية قد أعلنت أن الحزب لا يمثلها ولا يمت لها بصلة وكذلك الشيخ عبدالمجيد الريمي حرم العمل الحزبي وكثير من مشايخ التيارات السلفية وهو في هذه القضية ينافس حزب الحق من حيث مشكلة التأسيس وخلال المرحلة الماضية عكف رموز الحزب الوليد علي محاولة إقناع كثير من المشايخ الذين لديهم رغبة في العمل الحزبي وحاولوا شراء سكوت البقية لكنهم فشلوا مع وجود وسطاء من دول مجلس التعاون الخليجي حاولوا الضغط علي بعض المشائخ مستغلين نقاط ضعف متمثلة بأنهم سيعملون علي توقيف الدعم علي من لم يدخل الحزب أو علي الأقل الصمت حيال إعلان الحزب وكان الأسبوع الماضي تحديدا يوم الاثنين 23/4/2012موعد لانتخاب هيئة تأسيسه للحزب وانتخاب قيادة الحزب لكن الاجتماع فشل وكادت الاختلافات أن تعصف بالحزب لولا أن التدخلات مازلت مستمرة لمنع حدوث أي شي من شانه انهيار الحزب وكانت الأسباب الحقيقية وراء ظهور هذي المشاكل هي حصول تيار جمعية الإحسان علي نصيب الأسد من المناصب العلياء حيث حصل الشيخ محمد بن موسي العامري علي منصب الرئيس وكذلك الشيخ عبدالوهاب الحميقاني علي منصب الأمين العام وهي المناصب المهمة والحساسة كما يراها المشائخ الآخرون الذين اعترضوا وهددوا بالانسحاب في حال تمت الموافقة علي النتائج التي يقولون أنها غير منصفة بسبب استغلال تيار الإحسان العدد الكبير من الهيئة التأسيسية حيث مثلوا ما نسبته 80%من عدد الحاضرين مما سهل عملية فوزهم عبر الانتخاب وهكذا تستمر المفاوضات قبل أن يكتمل المولود بل إن بعض المراقبين قال أن المولود ولد ناقص ومشوه وهو ما يطرح عدد كبير من التساؤلات أهمها هل سيستمر حزب الرشاد بعد الانقسامات والتهديد بالاستقالات الجماعية وإعلان موقف من الحزب، وهل سترى الساحة عدد من الحزب السلفية لن تكون اقل من عدد جمعياتهم المقدر عددها بالعشرات أم أن تدخلات خليجية ستحول وهل ستكون البداية استقالات ترمي في وجه قياداته الجديدة أم أن هناك أطراف داخليه لا تريد للسلفيين الاجتماع حول حزب واحد بحيث لا تكون هي القوي الثانية بعد حزب التجمع اليمني للإصلاح اكبر الأحزاب الموجودة في الساحة اليمنية أسئلة ستكون الأيام القادمة كفيلة بالإجابة عنها ؟؟
*صحفي متخصص بشئون الجماعات الاسلامية