الاعتداءات السعودية على الجوف الحقيقة الكاملة
بقلم/ مختار الرحبي
نشر منذ: 10 سنوات و 11 شهراً و 19 يوماً
الإثنين 29 إبريل-نيسان 2013 05:14 م

تناولت وسائل الإعلام الاعتداءات من قبل حرس الحدود السعودي على مناطق حدودية يمنية -بالتحديد محافظة الجوف منطقة منبه- وخاض الإعلام في هذه الأحداث التي أرعبت الكثير من أبنائنا المغتربين في المملكة العربية السعودية، كون الحرب ستنعكس على أوضاعهم كما حدث في حرب الخليج 90م ،حيث تم ترحيل عشرات الآلاف بل وصل العدد إلى مليون يمني كانوا يعملون في المملكة حتى العام 90م الذي يمثل عام حزن على المغتربين الذين تركوا تجارتهم وأموالهم وعادوا إلى اليمن بعد الموقف الرسمي اليمني من غزو الكويت من قبل العراق ووقوف اليمن إلى جانب العراق.

الوضع اختلف هذه المرة ففي عام 90 كانت الحدود غير مرسمة، ولم يتم توقيع اتفاقية الحدود حينها، وكانت الوحدة بين الشمال والجنوب قريبة العهد، لكن اليوم لدينا اتفاقية أنهت مشكلة الحدود في العام 2000م بتوقيع المعاهدة في مدينة جدة.

تأتي هذه الأخبار في ظل تناغم وتطور كبير بين العلاقات بين الجارين الشقيقين خصوصا بعد أن تصدرت المملكة للمبادرة الخليجية التي أنهت أزمة سياسية وثورة شعبية كادت أن تدخل اليمن في حروب أهلية لا تحمد عقباها.

المملكة العربية السعودية وقفت إلى جانب القيادة السياسية الجديدة بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي، ودعمته سياسيا ومالياً، حيث تعهدت المملكة بدفع نحو ثلاثة مليار وربع المليار في مؤتمر المانحين ودعمت المملكة نظام الرئيس هادي بالمشتقات النفطية بعد أن شهدت اليمن أزمة حادة في المشتقات النفطية في فترة الأزمة السياسية التي عاشتها اليمن.

كتبت قبل فترة في حائطي على الفيس بوك أنه لا وجود لاعتداءات سعودية على الحدود اليمنية بعد أن تواصلت مع أحد مشايخ محافظة الجوف ونقلت على لسانه الموضوع لكن الموضوع أثار ردود كثيرة ونقاشات مستفيضة للموضوع وكان كثير من المتابعين تابعون للأسف لبعض الصحف الصفراء التي لا هم لها غير الكسب الرخيص وبيع كلام بغض النظر عن صحته وحيادته.

أزمة المغتربين وترحيلهم من المملكة

تزامنت أخبار الاعتداءات على الحدود اليمنية من قبل حرس الحدود السعودية، مع الحملات والمداهمات التي قامت بها قوات الأمن السعودية على العمالة اليمنية في السعودية وترحيل أعداد كبيرة منهم نظراً لمخالفتهم شروط العمالة (كما تقول السلطات السعودية )كان لهذا الخبر الأثر البارز لتصديق موضوع الاعتداءات واستغلت كثير من وسائل الإعلام الحوثية الرسمية والتابعة لها للموضوع وربطت الموضوع أنه أزمة سياسية وأن وراء الأكمة ما وراءها.

المتابعون من عامة الناس وقعوا في فخ الصحافة الصفراء التي تروج لمثل هذه الأحداث بل تعتبر مثل هذه الأحداث فرصة لزيادة مبيعاتها وفرصة لا تعوض لزيادة عدد المتابعين لها والمعجبين بافتراءاتها.

مع إني كما أعلنت أكثر من مرة مع أن يعطى اليمني الحق في العمل والتنقل في المملكة دون غيره من العمالة الأجنبية نظراً لما يربطنا من روابط تاريخية ودينية وجوار .

ولو أن الصحف التي جندت نفسها للدفاع عن حدودنا تبنت موضوع المغتربين وما يعانوه من سوء معاملة وإهانات وقوانين جائرة وترحيل تعسفي من قبل قوات الأمن في السعودية لكانت حققت مكاسب أكثر خصوصا أن اليمن لديه أكثر من 2مليون مغترب وعشرة مليون مستفيد من اغترابهم والعشرة مليون ينتظرون كل كلمة تقال عن ذويهم المغتربين، لكنها المصالح والأجندة المفضوحة والبيع والشراء باسم الوطن والحدود والمغترب.

ما الذي حدث في الحدود

قبل سنوات أعلنت المملكة أنها ستقوم ببناء جدار عازل حدودي يفصل بين البلدين للتخفيف من حركة التهريب النشطة التي أضرت بأمن المملكة حيث يتم تهريب الأفارقة وكذلك بعض الإرهابيين وتهريب أنواع الأسلحة والمخدرات وكثير من الممنوعات لكن أصوات من وسط السعوديين عارضت ذلك ولعل الفكرة عادت مرة أخرى لتتزامن بتوقيت خاطئ مع الحملة الشعواء التي يقودها عملاء إيران ضد المملكة خصوصاً بعد أن اشتد ساعدهم وأصبح لديهم جناح ليبرالي وعلماني وكثير من النشطاء السياسيين والحقوقيين وكذلك أصبح لديهم آلة إعلامية تتمثل بصحف يومية متعددة الأوجه ومواقع إلكترونية وجيش من المفسبكين وكذلك قنوات محلية تعمل معهم .

والحقيقية كما هي على أرض الواقع بناء برج مراقبة من قبل السعودية على أراضيها وليست على أراضي اليمن، هذا باختصار كل شيء ومراقبة الحدود بحرس الحدود لمنع التهريب..

صحيفة الشارع وتقريرها من الحدود

للأسف الشديد أن صحيفة الشارع اليومية التابعة للصحفي نايف حسان المدعوم من قبل نجل صالح عن طريق الشيخ ياسر العواضي وهو بالمناسبة ناشر صحيفة الأولى التي يدير تحريرها محمد عايش الذي جعل من الصحيفة حوثية بامتياز .

الزملاء قالوا أنهم عبروا إلى الحدود ووجدوا أن الاعتداءات حصلت قبل أن يصلوا بأسبوع وكان اسم التقرير الحدود المستباحة وهو عنوان عريض وخطير يجعل من الجميع يشتري الصحيفة ليقرأ أخباراً للأسف الشديد أنها تفتقر إلى المهنية يقول التقرير: ما ذكرته لكم جدار عزل وحوض نفطي محظور سعودياً.

هل رأيتم العناوين الرنانة التي تعمل على إثارة الرأي العام أولا على حكومة الوفاق الوطني وإظهارها أنها حكومة فاشلة، ولا تستطيع فعل شيء، والثاني أن الرئيس هادي عميل للسعودية وأنه فاشل وغير قادر على عمل شيء ضد السعودية التي تعتدي على أراضي يحكمها هادي، والثالث هو إظهار أن أنصار الله الحوثيين هم من يقوم بحماية الحدود، وأن الدولة التي تساهلت مع السعودية هي دولة خائنة وحكومة فاشلة وأن من يحمي الوطن هي سواعد الحوثي ومليشياته.

تابعوا المشايخ الذين أجرت معهم صحيفة الشارع اللقاءات معظمهم إذا لم يكونوا كلهم حوثيين ومناصرين للحوثي.

والأخطر من ذلك أن من نسق للصحفي نايف حسان ودماج هم الحوثيين وهم من سهلوا لهم التنقل والتصوير، وهنا أتعجب كيف تم اختطاف نايف حسان وزميله، وهم تحت حماية قبيلة ومشايخ يتبعون الحوثي، وهم كما يعرف الجميع أن لهم تواجد كبير في محافظة الجوف وأنا لا أُكذب موضوع اختطافهم لكن أُكذِّب ما نقلوا من أخبار كاذبة عن الوضع هناك.

الحقيقة التي لم تنقلها الشارع

الحقيقة التي لم تنقلها صحيفة الشارع هي ما قاله محافظ الجوف الشيخ محمد بن سالم بن عبود كما نقل موقع "مأرب برس "أنه لا يوجد أي توغل سعودي في الأراضي اليمنية وأن أي حديثٍ في هذا السياق يأتي فقط من باب الترويج والمزايدة الإعلامية نافياً صحة تلك الأخبار.

وكشف عبود في اتصال هاتفي لـ"مأرب برس" عن تشكيل لجنة من الاستخبارات اليمنية والسلطات الأمنية وقاموا بزيارة المناطق الحدودية وتبين أنه لا يوجد أي توغل مشيراً أن ما يحدث على الحدود هو قيام السلطات السعودية بمسح طريق ترابي واقع خلف علامات الترقيم من الجانب السعودي.

الموقع تحدث أيضا أن "خالد محمد الشايف" المدعوم من قبل جماعة الحوثي , قام بافتعال تلك المشاكل والعمل على تجميع القبائل هنا وهناك وخصوصاً بعد أن رفضت السلطات السعودية السماح له بالدخول عبر الحدود لافتاً أنه بعد ذلك قام بإطلاق الرصاص وقذائف الهاون على النقاط السعودية.

هذا كل ما حدث أحد المشايخ المدعوم من جماعة الحوثي بعد أن رفضت السعودية دخوله إليها قام بتجميع وسائل الإعلام الحوثية وقام باختلاق أكاذيب .

قناة المسيرة التابعة للحوثيين كانت نشطة وتابعت التطورات وفي أحد أخبارها ونقلها منتدى المجلس اليمني على الانترنت وفي الخبر أن الاعتداءات مستمرة وسقط على اثرها عدد من القتلى والجرحى ونهب عدد من الأغنام والأبقار وتابع الخبر أن ملتقي بكيل يدعو جميع الإعلاميين إلى زيارة الحدود والدفاع عن أراضي اليمن.

الخبر التحريضي يدعوا صراحة إلى التوجه إلى الحدود وإعلان الحرب على السعودية .

قناة السعيدة تنقل الحقيقة

من المعروف أن قناة السعيدة تعمل بحياد والجميع يعرف ذلك ومن خلال الأحداث التي شهدتها اليمن استطاعت القناة أن تحافظ على مصداقيتها وحيادها في نقل الأخبار والأحداث فحظيت باحترام من قبل شباب الثورة والثوار وكذلك من قبل أنصار النظام السابق، قناة السعيدة انتقلت بفريقها إلى محافظة الجوف والتقت بكل الأطراف في مناطق التماس وفي الحدود وعرضت صور توضح الحدود للجانبين السعودي واليمني وعرض التقرير الذي أعده المذيع محمود الحميدي لقاءات مع بعض وجهاء المنطقة ينفون وجود أي شيء على الحدود وأن كل شيء على ما يرام وأكد التقرير أن عدد الجنود اليمنيين المتواجدين هناك محدود وهو ما يفسر أن الوضع طبيعي ولو كان الوضع فيه حروب لكن الجيش هناك واختتم التقرير الذي عرض في البرنامج الشهير صدى الأسبوع ان لا وجود لأي إشاعة، فمن نصدق صحيفة حوثية ومواقع حوثية مدعومة من إيران او قناة تلفزيونية صورت ونقلت كل ما يحدث بالصوت والصورة ولم يتم اختطاف فريق العمل كما حصل مع صحيفة الشارع .

القتلى والجرحى

قناة المسيرة وكذلك صحيفة الأولى والشارع وكثيرة من المواقع تقول: أن هناك قتلى وجرحى سقطوا في الموجهات. هنا سؤال مهم أين هم القتلى والجرحى الذين سقطوا؟ نريد أسماء وصور لكي نطالب بالتعويض ولكي تتحرك المنظمات الحقوقية لابد من إثبات ذلك.

لماذا لم نسمع عن أسماء وصور وكما تعرفون أن القبائل في الجوف متماسكة في إطار داعي قبلي هو بكيل ويجتمع الجميع في حال سقط أحد القتلى من ابناء القبيلة لكن هذ دليل آخر على السقوط المخزي للصحافة الحوثية الايرانية، التي تعمل على نشر البلبلة وإشعال نيران حروب جديدة فقد تعودوا على الحروب وعلى الدمار والخراب.

الموقف الرسمي اليمني والسعودي

باستثناء تصريح محافظ محافظة الجوف وهو المسؤول الأول عما يدور في محافظته، وفي المكان الذي يديره فقد نفي الشيخ محمد بن سالم بن عبود محافظ الجوف صحة الأخبار التي تم تناولها عن اعتداءات على الحدود اليمنية من قبل السعودية وكشف في ذات الوقت عن زيارة لجنة من الاستخبارات اليمنية إلى المناطق الحدودية وأكدت أن لا وجود لمثل هذه الإشاعات والأخبار .

في الجانب الآخر لم تصدر أي جهة رسمية سعودية أمنية أي أخبار عن اعتداءات أو حرب مع قبائل يمنية ولم تصدر وزارة الدفاع السعودية أي أخبار عن هذ الموضوع، وهو ما يؤكد أن لا صحة للأخبار وأنها محض افتراء ومكيدة ومحاولة لإدخال اليمن في أزمة هو في غنى عنها.

من هو المستفيد من كل ما يجري

لعلكم بعد أن قمت بسرد بعض التوضيحات والحقائق تبين لكم من هو المستفيد من كل ما جرى من إشاعات وأخبار كاذبة عن حرب الحدود، إنه الحوثي ومليشياته التي تحاول منذ اندلاع الثورة الشبابية وهي تحصد النجاحات وتحصل على مكاسب في حين يدفع آخرون الثمن .

الثورة التي دخلها الحوثي شريك في الكسب خارج من الخسارة حقق كثير من مما يطمح إليه وهي كثيرة:

1_كان قبل الثورة متمرد وأصبح الآن ثائر.

2_كان قبل الثورة مطلوب للعدالة بسبب قتل الجنود والآن أصبح يطالب باعتماد من قتلوا جنود الدولة شهداء الواجب وكأنهم قاتلوا في ثورة سبتمبر أو أكتوبر .

3_كان مطاردا في كهوف وجبال صعدة والآن أصبح يحكم صعدة وكثير من مناطق حجة والجوف وعمران .

4_الدولة في السابق لم تعترف به والآن لديه 35 ممثل في مؤتمر الحوار الوطني ولديه نائب رئيس لجنة الحوار الوطني .

5_كان لا يستطيع التحرك خارج صعدة والآن ينشر أفكاره وملازمه في محافظات لم يكن يحلم أن يدخلها(إب _تعز مثلا).

6_كان لا يستطيع إقامة احتفالاته الدينية في صعدة والآن يقيمها في قلب العاصمة صنعاء وفي أكبر قاعة حكومية .

7_كان لا يمتلك إلا بعض المنشورات الأن أصبح لديه قنوات وصحف مثلاً قناة المسيرة قناة الساحات .وصحيفة الأولى والشارع والهوية ونبض المسار ومواقع كثيرة على النت .

8_كان الصحفيين والحقوقيين يخجلون بإعلان أنهم متعاطفون مع الحوثي الآن أصبحوا يتفاخرون بانتمائهم ويخرجون ويحضرون احتفالاتهم .

9_كان لديهم عضو في مجلس النواب هارب ومطارد من القضاء اليمني والآن اصبح لديهم مجموعة كبيرة بزعامة سلطان السامعي وأحمد سيف حاشد وغيرهم كثير.

10_كانت قضية صعدة تمثل المهجرين والمشردين الذين هجرهم الحوثي وطردهم من مساكنهم والان أصبحت قضية صعدة تعويض الحوثيين عن الحروب التي خاضوها ضد الدولة.

والبقية كثيرة وسوف انشرها في تقرير خاص لكن قمت بسردها ليعلم الجميع أني لست في معرض الدفاع عن السعودية بقدر ما هو فضح وكشف ألاعيب الحوثي الخطيرة في اليمن واستغلاله لكل ما يجري في اليمن .

في الأخير

حين كتبت قبل أيام تقرير وتم تناوله في نطاق واسع وكان يحمل عنوان نفط الجوف والسعودية وكشفت فيه كيف يستغل الحوثي الموضوع وأننا هنا أعلنها للجميع أني لست في معرض الدفاع عن السعودية لكني ملزم بفضح الحقائق وسرد ما حصل ويحصل في تزيف ما يحدث وكيف أن بعض الصحف للأسف الشديد أصبحت أخبارها وتقاريرها تحمل الكثير من الزيف والخداع، وعليننا أن نعي أنها مؤامرة تحاك ضد اليمن قيادة وحكومة وشعب من قبل بعض الحاقدين العملاء الذين يستلمون جراء نشر مثل هذه الأخبار.

وهنا أوكد أن على الجهات الرسمية أن تعلن إذا حصل أي اعتداء من قبل السعودية أو غيرها على التراب اليمني فالتراب اليمني غالٍ علينا جميعا، ونريد من الحكومة ووزارة الدفاع موقف من أي أحداث تحصل خصوصا على الحدود .