روح الكرامة تمر من فوق جدار الدخان
بقلم/ محمد المقبلي
نشر منذ: 12 سنة و 8 أشهر و 4 أيام
الأحد 18 مارس - آذار 2012 12:14 ص

في مثل هذه الليلة ربما كان أنور الماعطي نائم بشكل طبيعي ومن المفترض ان يكون الليلة كذلك لاادري هل ""تجمش"" جيدا في تلك الليله وهل ودع الشهيد المنيعي طفلته النبيهه .

كانت الشائعات تبث ان فلول دويد ومشايخ البلطجيه تتكوم في تخوم ساحة التغيير.

كانت ليله مرعبه تجعلك تفكر في كتابة وصيتك الاخيره والتي مقدمتها ديونك لبائع الصحف.

كان الاشتراكي عمر القاضي يصلي بخشوع على مقربه من كشك النعماني.

هي صلاه الأخيره لعمر لم يصلي بعدها قط ولم يستشهد ايضا .

صمد في تلك الليالي انبياء الأستبسال من اجل الوطن والأنسان.

كانت اذرع صالح البوليسيه تبث باسراف شائعات الرعب قبل جمعة الكرامه بليالي.

من مثل ان مصفحات معبأه بالأسيد كفيله باحراق الخيام والأجساد ايضا.

كنت اتخيل ساقي النحيل يتفتت كبسكويت ماري واضحك في ورطه صلعة الهرش من الاسيد.

الأخبار المتواليه تؤكد ان اجتثاث ساحات الثوره خيار بلطجي يجب مؤاخذته على محمل الجد.

وحده الدكتور محمد الظاهري كان يدور في الساحه مثل نحله يقظه.

فيما كان الشهيد خالد الحزمي يلح على الجميع توحيد المكونات الثوره وفق وثيقة مدنيه.

من 12 مارس الى 18 ....مارس كانت لحظات التأهب للقفز خارج مربعات القهر.

وكان النظام يعدها لحظات الأجهاز على شباب يجيدوا فن النضال ويرقصوا سامبا

فيما كان المؤمنون الصغار قادمون من كلية القرآن ونورهم يسعى بين الخيام

سقط منهم شهداء في جمع الكرامه كمجاهد القاضي مثلاوالشاهري

لكننا قفزنا بارتفاع جيد وصحنا ""افقنا على فجر يوم صبي ..ايها الاب البردوني

نحن قفزنا ايوه قفزنا وبتنا خارج تلك المربعات التي اذلت الأرض والأنسان

لم نكن ندرك ان اليوم التالي سيكون يوم اختراق الورد للرصاص بحسب الشلفي

قال احمد زيدان مبعوث الجزيره الى اليمن وهو يقف خلف عشرات الجثث المطروحه

""لم اشاهد بمثل هذه الجريمه في حياتي بحق المدنيين..انها الجريمه المنظمه الأولى "

كانت المواجهه بين انبل مافي اليمن واسوأ مافي اليمن

شاب حامل ورده ومبتسم وفيسبوك وجمله مقدسه"ارحل "" وشعار مقدس"الشعب يريد"

و الطرف الآخر

حامل بندق ملثم ...حارق اطارات ""يتبطج ويقتل ويتحلبط ويعلن الحداد

في مثل هذه الليله لم اكن ادرك ان اليوم التالي سيكون بلا خالد الحزمي وبلا حامد اليوسفي

وبلا ابتسامة علوي الشاهري وسمت مجاهد القاضي ودهشة ونظارة ونور انور الماعطي

كان من المفترض ان يتم طباعة كتاب الشهيد عبد الباسط المشولي وفيه يرسم احلام

""""""سنتقاسم الألم والحلم معا ياعبد الباسط غير اننا ننتظر الحريه والكرامه ايضا""

وفي مثل هذه الليله كان من المفترض ان يكمل انور الماعطي عاما في طرق العقد الثاني

من تقرير متكامل عند تخوم" البلطجيه "" روح الكرامه يركل جدار الدخان""

في البدايه ارتفع دخان الاطارت وغطى سماء ساحة الثوره كما ارتفعت السنه اللهب

لكن الروح الشبابيه اطفأت الحريق وبالتالي هبطت اكوام الدخان ارضا وارتفعت ارواح الكرامه الى السماء ....ايوه الى السماء