المتعة السياسية الشيعية وغفلة خصومها
بقلم/ عمرو محمد الرياشي
نشر منذ: 12 سنة و 8 أشهر و 24 يوماً
الأحد 26 فبراير-شباط 2012 04:21 م

من منا لا يعرف معنى زواج المتعة تلك العلاقة الجنسية الغير شرعية حتى في شكل لفظها الذي يوحي لمن ينطقها أنها بعيدة عن المعنى الحقيقي الإنسان لأسمى رابط في تاريخ البشر وهي علاقة الزواج ... عموما بداية مقالي تطرق لأمر المتعة لكي تكون لي مدخلا عن ما تحيكه السياسية الشيعية الفارسية بامتياز لأجل إحياء مصالحها حتى لو كان على حساب فناء البشر ودماره قد يفهم الكثير من مقالي أني أحمل فكرا عنصري أو مذهبي لكني حقيقة امقت المذهبية والتعصب لها لان أصول ديننا تدعونا إلى البعد عن العصبية بكل أنواعها وأنا هنا لست اكتب لمجرد الكتابة والتعصب ضد مذهب وفكر بل لتوضيح ما يسمع عن معتقدات مشبوهة تجيز كل شيء باسم الدين ومن هنا لم يكن بد من لكتابة عما يجول و عن أمر طالما كانت الغفلة والسياسيات الخاطئة من قبل الطرف الأخر باب لتمرير وتسهيل سياسيات التوسع والتوغل باسم فكر مشوه لأجل أهداف يفهمها أصحابها ومن يعرفون بمفرداته التي تلبس غطاء الرحمة وتبطن العذاب .

فتوسع نهج المتعة الشيعة السياسية ارتبطت مع توسع تيارات دينية كان بروزها في إطار توجه ديني فقط نتيجة للإنهاك الذي أصاب القوى والحركات القومية والاشتراكية وغيرها من حركات وصولا إلى القوى الوطنية المستقلة طبعا لم تضعف تلك القوى من دون أسباب ولكن الحملات القوية من قبل القوى الأميركية والصهيونية وبمساعدة بعض الأطراف العربية التي ترتبط معا تلك القوى التي ظهرت وأوجدت لتكون عاملا مساعدا للمساهمة في تحطيم الوطن العربي وإضعاف الإسلام .

حقيقة من يقرءا عن سياسية الفرس وخبثها يعرف أننا نتكلم عن نوع من السياسية تعتمد منذ نشأتها على نهج وإستراتيجية الإطعام لتحقيق وتنفيذ مبدءا الإطماع ..

فعبر التاريخ دائب ملوك فارس على تنفيذ مخططاتهم التآمرية عبر كل الوسائل السياسية والعسكرية والاقتصادية ... لكن أخطرها حقيقة هو سياسية التوطين وتجنيد العملاء والخونة وهنا ما قصدته من سياسية الإطعام أي إطعام وإمداد الدولة الضحية و المستهدفة بتوطين خلايا تتكون من مجموعة من الأشخاص تحمل أفكار

المذهب ... لكن خلف الستار مشروع زحف باتجاه الجزيرة العربية وما بعدها وصولا لمصر و دول المغرب العربي طبعا سيسهل الأمر إن تمت السيطرة على الجزيرة العربية كونها تحمل قلب الفكر السنة النبوية المطهرة ... فمسألة الزحف الإيراني لدول الجوار قد أخذ تطورا ذكيا فحينما تكون علاقة بين إيران وتلك الدولة يكون

التعاون الثقافي في المقدمة ومن ثم عبر تصدير العمالة و من ثم تطويرها بحيث تصبح جالية وتظل تعززها وتدعمها حتى تصبح كتلة إجتماعية و مؤثرة اقتصاديا في التجارة والترويج ثم تدفعها للعمل في الحقل السياسي، والتكتل تارة باسم الدين وأخرى من خلال الاقتصاد... ولا نغفل أيضا عن المنح التي تقدمها إيران لقبول طلبة تلك الدول للدراسة فيها خصوصا في المدارس الدينية من الشكل الظاهري و هي مخابراتية أصلا ؟؟

فمنهج الحكومات المتعاقبة في بلاد فارس (إيران ) لا تتعامل مع المنطقة إلا عبر مسألة تنفيذ سياسيتها المتمثلة في أطماعها نحو الأراضي العربية سواء كانت البحرين والكويت والإمارات وغيرها خصوصا إن العقيدة الفارسية لا تتعامل مع شبه الجزيرة العربية إلا عبر رؤية تاريخية تفيد أن المنطقة لم تكن تعرف سوى العراق واليمن كدول وبقية الدول مجرد استحداثا أوجده الاستعمار لا مبرر لوجودها كأنظمة حاكمة بذاتها.

كانت المرحلة الأولى في إدخال أغنى مناطق العالم ثروة في أتون القلاقل وبث الفرقة والتناحر إلا عبر مجيء الخميني للحكم بعد أن تخلت المخابرات الأميركية عن حكم الشاه وتغيير مراكز اللعبة السياسية وإحضار احد أكثر الرموز كرها للعرب وهو الخميني الذي كان يحمل فكرة (ولاية الفقيه ) التي تعتمد على أن عصر غيبة (المهدي المنتظر) يجب أن ينوب عنه الولي الفقيه في قيادة الأمة وإقامة حكم اللّه على الأرض المهدي المنتظر قد كلفه أن يكون نائبا له ولا يوجد من يراه غيره، وبما أن المهدي المنتظر لا يخطأ لأنه معصوم كما يتوهم الخميني، إذن نائبه سيحظى بهذا الأمر مما يمنع مسألته لا تجيز الشيعة عزل الإمام على أساس أن الإمام لا يخطأ ولو اجتمعت الأمة كلها على رأي مخالف له ، وهذه الفكرة قد وجدت لها ارض قدم في اليمن متمثلة في تصرفات وسلوك أية الله عبد الملك الحوثي وهي فكرة وظفت دينيا ومن ثم سياسيا وليس لها علاقة بالإسلام الذي بني على العقل وليس الخرافات.

المرحلة الثانية من الصناعة الأمريكية هي إدخال الخميني في الحرب على العراق باعتباره حارس البوابة الشرقية للعرب وهذا ما حدث بالفعل فدخلت المنطقة في حرب الخليج الأولى الطاحنة التي امتدت من 1980م حتى 198 م ... كانت أميركا تلعب دور ازدواجي وفقا لمصالحها فكانت تظهر أنها مع صدام حسين لكنها كانت تحافظ على علاقات الود مع إيران خلف الكواليس فمدت نظام طهران بمعلومات هامة قبل غزو الفاو كما أظهرت فضيحة إيران غيت التعاون السري الإسرائيلي الإيراني وغيرها من قصص الغرام السياسية بينهم والتي ستتبين في المرحلة الثالثة ...

المرحلة الثالثة كانت عبر نشر المد الصفوي الشيعي فبعد غزو العراق للكويت بموافقة أمريكية في 1990م واندلاع حرب الخليج الثانية انتهت بانسحاب العراق من الكويت بعد انقلاب الشيعة في العراق وسقوط 60% من العراق بأيديهم مما جعل صدام يقوم بسحب قواته في الكويت لتدارك الانقلاب الداخلي ... ومن ثم دخلت مرحلة الحضانة والتي استغرقت 13 عاما حتى قامت أمريكا بغزو العراق في 2003م بموافقة وبتسهيل دول الجوار لكن المفاجئة لدول الجوار أنهم لم يتوقعوا أن تقوم أمريكا بتسليم العراق والمجيء بعصابة إيرانية للحكم حتى يستمر مسلسل قتل عروبة العراق والسنة فيه تمهيدا لما بعده من توسع فارسي في المنطقة نرى ونسمع شراره في

المنطقة .

فلو استذكرنا أن أطماع إيران في البحرين ليست بجديدة فقد طالب شاه إيران في عام1970م إجراء استفتاء حول أن البحرين جزء من إيران و الحلم الفارسي من أجل السيطرة على الدول العربية الإسلامية قد وجد له طريق يعبر من خلاله وهي القضية الفلسطينية لأنها ببساطه هي الجرح النازف في جسد الأمة الإسلامية ومن خلاله

يمكن استعطاف قلوب العامة من الشعوب العربية والإسلامية ولذلك رائينا شعارات الخميني ومحاربته للصهاينة فدخلوا لبنان عن طريق حزب الله في الجنوب ودخلوا سوريا عن طريق نظام الأسد ودعم المقاومة ودخلوا اليمن عن طريق الحوثي

ولا ننسى نظام سوريا الذي تحالف مع إيران منذ عام 1980 في العدوان على العراق لأسباب طائفية بحته رغم أن القيادة العراقية نفسهما أرسلت 75 بالمائة من القوات البرية العراقية للدفاع عن دمشق عام 1973 فلم يكن تدمير المشروع العربي في العراق الذي لم يخلوا من الأخطاء محض صدفه بل أمر مدروس بعناية لجعل الدول

العربية تعيش حالة من الإنهاك وتصبح ذالك الجسم بلا درع يحميه من مخاطر التأمر خاصة بعد تجميد مصر باتفاقية كامب ديفيد ....

حقيقة ليسمح لي قرائنا الأعزاء أن أهنيء عباقرة المخابرات الأميركية وبراعتهم في استغلال كل ما هو ممكن في تسيير مصالحهم حتى لو أستدعى الأمر أن يتم الاستعانة بنماذج وكروت دينية متناحرة و الحوزة الشيعية مثال صريح فطوال تاريخها ترتبط بالمخابرات الغربية وبريطانية لاسيما في النجف، حتى إن الحسابات المصرفية لهذه الحوزات في بريطانيا ويوجد العديد من أبناء وبنات رجال الحوزة هناك وتعد ابنة أحدهم من الثريات التي تملك عقارات في لندن.

للأسف الشديد أن يكون قدرنا أن نعيش تحت مظلة أنظمة استبدادية استبدالية تحت إمرة الغرب ومصالحه ... فلم تكن تلك الأنظمة التي أنشأتها قوى الاستبداد لنبقى تحت رحمة الأنظمة انتهازية.... فمحنة الطائفية في عالمنا الإسلامي لم يكن سوى بوابة بلا مفتاح نجح أعداء الإسلام الدخول منها لتحقيق مكاسب ومشاريع إستراتيجية فأين نحن من ذلك وما هي الخطط الحلول ؟

متى نصل في عالمنا الإسلامي والعربي إلى مرحلة يتم فيها قيادة بلداننا العربية والإسلامية عبر مصالح وطنية بحته تحمي وتحصن شعوبها وليس عبر مصالح حزبية فمعظم الحركات السياسية استلمت السلطة حكمت على أساس أن الحزب والدولة فكر واحد وهنا جعلنا نعاني من سوء إدارة الدولة وإدارة الحزب وجعل الكثيرين يعتقدون الحزب انه الدولة.

أخيرا جميعا شاهد كيف كسب السيد حسن نصر الله معركة التضليل وإستعطاف الكثيرين من خلال حرب جنوب لبنان وحرب تموز 2006 ...لكن سرعان ما أنكشف حقيقة الأمر من خلال أحداث سوريا وكيف أن المتعة السياسية هي تجري مجرى الدماء ولا يمكن التخلص من إدمانها حتى وإن حاول البعض إيجاد المبررات .... طبعا سوريا في حال نجاح ثورتها بإذن الله ستكون المدخل الحقيقي في إيقاف وكسر مشروع إيران في المنطقة

وهذا ما جعل الأمين العام لحزب الله يخرج عن طوره ويذكرنا بقضية فلسطين وكأنها قضية شخصية أو قضية رائي عام ... ويكفينا ما قاله السيد / نصر الله \" الحرب على إيران وسوريا لن تبقى في إيران وسوريا، بل ستتدحرج إلى مستوى المنطقة بأكملها\" وأترك لكم تفسير هذا !

ولهذا نرى أن إيران تريد التغلغل في المنطقة عبر إشعال الحرائق والقلاقل في دول الخليج كما هو حال مملكة البحرين وشرق السعودية والكويت وغيرها ...وأيضا تكتمل عملية التغلغل الفارسي عبر استمالة بعض قوى سياسية تحمل أجندة خاصة كما هو حال حركة الحوثي و بعض قيادة انفصالي الخارج .... هناك من يقول أنه كيف لإيران التعاون من انفصالي الخارج والتغلغل في مجتمع سني شافعي ودعمهم وهم لا يتفقون في المذهب وقد أثير الأمر عبر أحد الكتاب اليمنيين الذي يحمل درجة علمية ويكتب لمأرب برس .... والأمر ببساطة يقع في عالم السياسية تحت مبدءا (اختلاف الفكر وواحدية الهدف )... ولدينا الأمثلة كثيرة دعم إيران لحماس مع اختلاف الفكر والمذهب العقدي الديني بينهم وأيضا.. التعاون الإيراني الأمريكي إبان حرب الخليج الأولى وأيضا التعاون الأمريكي الإيراني في الحرب الثالثة لدخول العراق وأيضا تسهيل دخول القوات الأمريكية لأفغانستانوغيرها من الأمثلة في عالم السياسية .