هل المبادرة الخليجية مصلحة وطنية ام خيانة مشروعة
بقلم/ طارق احمد سالم العواضي
نشر منذ: 13 سنة و أسبوع و يوم واحد
الخميس 24 نوفمبر-تشرين الثاني 2011 07:41 م

كنت احلم مثل اي شاب يمني بان الثورة اليمنية ستعمل على تحقيق العدالة وستبني وطن يتساوى فية الجميع وتمثلة مؤسسات مدنية حديثة تقوم على تنفيذ مطالب وطموحات الشعب مهما كبرت او بعدت هذه الطموحات والاحلام ...

وتنشيء قضاء عادل يحاكم كل من اساء الى اليمن او ابنائها من خلال قتلهم او سرقت ثرواتهم ومكافئة الشرفاء من اي منطقة جائوا بغض النظر عن انتمائاتهم الحزبية او توجهاتهم الدينية ...

وكلما طال امد الثورة وازدادت التضحيات والاصرار كلما كبر الحلم وازددت يقينآ بانها سوف تنجح الثورة يوما ما بسواعد ابناء اليمن الشرفاء الذين صمدوا امام آلة القتل والمؤامرات الداخلية والخارجية صمود اذهل العالم برقية ...

اتت قيادة المعارضة لترتكب اخطاء فادحة فكان اول هذه الاخطاء عندما اتت لتقود الثورة وتمثل الشباب الاحرار مما جعلها تواجة ظغوط محلية واقليمية ودولية عندما اتت المبادرة الخليجية التي كنت على علم منذ مجيئها بانها لن تحقق اهداف الثورة ورغبة الثوار ...

لما لا ومن وضعها هي انظمة غير ديمقراطية ودكتاتورية تخاف من نجاح ثورتنا ان تمتد شرارتها الى تلك البلدان وتاتي بنظام وحكام يهتمون بمصالح شعبهم ولايخضعون لارادت تلك الانظمة التي تعودت على نظام ولائه لهم اكثر من ولائة لبلدة وقدم لهم تنازلات كثيرة ليس اولها الحدود ولا اخرها تنفيذ كل رغباتهم .. فاذا كانت شرارة ثورة تونس قد وصلت الى مصر ثم الى اليمن فمن سيضمن لهم ان لاتنتقل عدوى هذه الثورات اليهم لذلك عملوا على افشالها بكل الطرق الممكنة ...

الثورات الحقيقة لا تقبل انصاف الحلول فكيف يريدوننا ان نقبل بحلول لم تحقق اي هدف من اهدافنا !!!

وكي نتاكد من ذلك دعونا نرجع الى الورى قليلا لنرى هل تحقق اي هدف من اهداف الثورة التي كانت الاطول والارقى والاسمى والتي سالت الكثير من الدماء الطاهرة ومات الكثير من الشهداء الشرفاء من اجل ان يحيى هذا الشعب حياة كريمة

1 _ كان من اهداف الثورة اسقاط الرئيس ونظامة باستثناء الشرفاء والاكفاء بعد ان ثبت بعد 33 عاما انه لم يعد قادرا على ادارة البلاد وعاجز عن الخروج بنا الى بر الامان .. فاتت المبادرة الخليجية لتثبتة رئيسا شرعيا للبلاد الى ان تجري انتخابات قادمة والله وحدة يعلم متى ستكون هذه الانتخابات ونقل صوري لصلاحياتة لنائبة الذي يعلم القاصي والداني من ابناء اليمن بانة لن يتخذ اي قرار دون الرجوع الى هذا الرئيس الفخري هذا اذا لم يحكم اليمن من وراء ستار كما كان يحكمها سابقا بحكومات صورية لاتستطيع اتخاذ اي قرار دون الرجوع الية

2_ كان من اهداف الثورة محاكمة الفاسدين ومن قتلوا ابناء هذا الشعب فاتت المبادرة لتمنحهم حصانة قضائية بضمانات محلية ودولية من المسائلة القانونية او القضائية لذلك اثخنوا في القتل واكل خيرات البلد دون حسيب او رقيب بل وليشاركوا في الحكم من جديد ... وكذلك يوجد اتفاق سري بان يكون المرشح القادم لرئاسة اليمن هو النائب وبصورة توافقية مع احترامي لشخص النائب الذي يحظى باحترام الغالبية من ابناء اليمن الا اننا نريد ان تكون طريقة اختيار الرئيس عن طريق الشعب وليس عن طريق دول خارجية واحزاب داخلية تملي شروط مسبقة علية كي يكون رئيس اليمن القادم فالشعب هو صاحب الحق في من يختار ويقرر وليس لحد غيرة هذا الحق

3_ كان من اهداف الثورة مكافحة الفقر والجهل والظلم والبطالة والى الان لم يتحقق سوى مزيدا من الفقر والبطالة والظلم

ولم تتطرق المبادرة لا من قريب ولا بعيد لمثل هذه المشاكل

الخطاء الثاني الذي ارتكبتة المعارضة هو توقيعها وقبولها بالمبادرة الخليجية السابقة دون الرجوع الى الثوار لتاخذ ارائهم وتطلهعم على ماتم الاتفاق علية مما جعلهم يقومون بتعديلها عدة مرات وتحويلها من استقالة صريحة للرئيس الى بقائة رئيس فخري لليمن الى ان تجري انتخابات قادمة ...مما جعل المعارضة تضع نفسها في موقف لا تحسد علية حيث استطاع الرئيس بدهائه ان يصورها كباحث عن السلطة دون ان تهتم او تستمع وتمثل ارادة وطموحات الشعب الحقيقية وسوف تخسر الكثير من مصداقيتها وزخمها بسبب هذه القرارات الخاطئة

بعد كل ماذكرت سنرى انه لم يتحقق اي هدف من اهداف الثورة ولكنني على يقين بان ابناء اليمن الذين ضحوا والذين ينشدون التغيير الحقيقي لن يقبلو بمثل هذه التسوية السياسية التي اثبت ان الرئيس اليمني اذكى بكثير من معارضية وسيستمرون في ميادين الشرف الى ان تتحقق اهدافهم كاملة ...

فمن اراد ان ينضم ويلتحق بالشرفاء فيسكون مرحب بة سواء كان من قيادة المعارضة او المؤتمر ومن لايريد ذلك نقول لهم شكر الله سعيكم سلموا القيادة الى شباب الثورة وهم كفيلون بمواجهة التحديات والضغوطات بارادات وهمم عالية اثقل من الجبال واعلى من النجوم لاسقاط الشرعية عن هؤلاء التي اسقطوها فعلا بدمائهم الزكية السائلة والتي لن تردها لهم اقلامكم السائلة ...

وكفانا تعطيلكم لسلطة من اهم السلطات الدستورية وهي البرلمان الذي فقد شرعيته دستوريا واعادوها لهم بطريقة غير دستورية وهاهي النتائج السلبية لمثل هذا القرار حيث ان الكل مازال يتذكر اعطائهم الضوء الاخضر للنظام لممارسة إجرامه في حق شعبة من خلال قانون الطواريء الذي مرروة عبر مجلس النواب

لا اريد ان اطيل عليكم ولا ان اكون متشائما لذلك ساختم مقالتي متفائلا بان شباب الثورة لن يقبلوا بمثل هذه التسويات المجحفة بحق الوطن والشهداء والجرحى والشرفاء في ساحات الصمود وستفشل هذه المبادرة عاجلا او اجلا وسيثبتون للعالم كلة مدى وعيهم وان ثورتهم هي ثورة شعب حقيقة وليست ثورة احزاب او اشخاص كما كانوا يعتقدون تنتهي عند تحقيق اهدافهم واعطائهم نصيبهم من الكعكة وستبداء الثورة الحقيقية من حيث انتهت ثورة هذا الاحزاب والاشخاص والايام ستثبت ذلك ...

اما فرحة الرئيس بهذا الانجاز فلن تدم طويلا وسيلتف على المبادرة الخليجية كما خطط لذلك مسبقا وعلى الاحزاب كما التف على ثورة 62 وكما التف على الاتفاقات السابقة مع شركائة في عام 90 وشركائة الاخرين في عام 94

وسيرتكب قرارات خاطئة تصب في مصلحة الثوار وستعجل في زوالة من السلطة وزوال شركائة الحاليين وسيكون اول المكتويين بنارة هم هؤلاء الموقعين على المبادرة الخليجية